الحرب النفطية جزء من مخطط شيطاني مُدمر!.. هكذا يعتقد وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 724 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  المشهد المتشابك

وليد الرجيب

 

لا يعرف المتابع فينا عن ماذا يكتب، هل يكتب بالشأن المحلي أم العربي والإقليمي أم الشأن الدولي، فالمشهد معقد ومتشابك، ولا يمكن فصل الخاص عن العام، فالوضع الدولي ينعكس على الإقليمي وبالتالي على الوضع المحلي لكل دولة.

وأي قراءة في الوضع الدولي تشير إلى منطق لا يدعو للتفاؤل، فالدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة، في سبيل تحقيق مشروعاتها ومخططاتها، تسبب كوارث وأزمات بل وأخطار على البشرية، لا يمكن أن ندعو سياساتها بالبريئة والرغبة في السلام العالمي.

فالحلم القديم الجديد بشرق أوسط جديد كما تراه وترغب به، يجعلها لا تفكر سوى بالهيمنة والسيطرة على العالم، وسلب ثروات الشعوب دون اكتراث بحياة البشر وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، الذي تعمل على تفتيته من خلال إعادة «سايكس – بيكو» جديد بناء على مصلحتها، أي تقسيم المقسّم أصلاً على أسس أثنية وطائفية، وهذا ما فعلته وتفعله في السودان والعراق وسورية وليبيا واليمن ولبنان، وربما الدور قادم على دول الخليج الغنية بالنفط.

لكن زمن القطب الواحد ولى، ولذا فهي تدخل في تفاهمات مع الدول ذات الشأن، سواء الدولية مثل روسيا والصين، أو الإقليمية مثل تركيا وإيران وإسرائيل، رغم تعارض المصالح أو بالأحرى إعادة اقتسام النفوذ على العالم، وهو الهدف الذي نشبت بسببه حربان عالميتان مدمرتان، لكنها الآن تستخدم آليات وأدوات مختلفة عن الحروب الشاملة.

فلم يعد خافياً أنها صنعت تنظيم القاعدة في ثمانينيات القرن الماضي، لمواجه النفوذ السوفييتي، وتستخدم نفس الأسلوب في صنع ودعم وتدريب داعش أو ما يسمى بالدولة الإسلامية، هذه التنظيمات الإرهابية هي الأداة الجديدة، لغرض الهيمنة على العالم ولتنفيذ مخططها لشرق أوسط جديد، بينما المفارقة الفاضحة أنها تدعم الإرهاب الصهيوني ويهودية إسرائيل، وتقسم دولنا إلى دويلات اثنية وطائفية، وهي الذريعة لتهويد القدس بل كامل الأراضي الفلسطينية.

وما افتعالها للحرب النفطية سوى جزء من هذا المخطط الشيطاني المدمر، وها هي اليمن تدخل ضمن التسويات والمنافسة الإقليمية، ولم تعترض الولايات المتحدة على اسقاط الحكم الشرعي، بل لم تعتبره انقلاباً على الحكم، وأعلنت استمرارها في دفع المساعدات والمعونات المقررة، بينما اعتبرت ثورة 30 يونيو في مصر انقلاباً على الشرعية، وأعلنت عن قطع المعونات التي تقدمها لها.

كما أن أزمة النظام الرأسمالي البنيوية العميقة، دفعتها لسلوك مسعور من خلال منظماتها ومؤسساتها «الدولية»، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، ودفع برجوازيات دول المنطقة ورأسمالييها للاستيلاء على مقدرات شعوبها، من خلال سياسات الخصخصة ورفع الدعم الاجتماعي المكتسب عنها، وتحميل الشعوب فاتورة ذلك، كل دولة على حدة وبتواطؤ أممي عولمي.

وهو ما فتح شهية الفاسدين وسراق المال العام، وتحييد الرقابة الشعبية بل الغائها، من خلال نهج سياسي واجتماعي غير عادل، وفرض سياسات اقتصادية نيوليبرالية على دولنا، لإنعاش الشركات والنظام الرأسمالي العالمي، الذي يحتضر والآيل إلى زوال.

فهل يمكن فصل الوضع الدولي عن الإقليمي عن المحلي؟ أم أنها لوحة عامة تشكل مشاهدها وفسيفساؤها صورة مكتملة وواضحة؟ هو صراع طبقي في سبيله تسفك دماء الأبرياء، وتنهب خلاله الثروات، لكن الواقع متغير ومتبدل ودوام الحال من المحال.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك