هل من مصلحة دول النفط الريعية خفض سعره؟!.. الدعيج متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 483 مشاهدات 0


القبس

'بتروسنتيم'

عبد اللطيف الدعيج

 

الارتفاع المذهل لأسعار النفط بدأ في السبعينات بمساهمة ملحوظة، ان أسعفتني الذاكرة، من شاه ايران الاخير. وأعطت تهديدات المقاطعة العربية او بالاحرى الخوف من تنفيذها، دفعة قوية لارتفاع اسعار النفط، خصوصا مع وبعد حرب اكتوبر 1973. لكن الارتفاع الحقيقي حدث في بداية الثمانينات، حيث وصل سعر البرميل الى سعره الحالي، اي بين الاربعين والخمسين دولارا. بالمناسبة في الستينات كان سعر برميل النفط اقل من سعر البصل.. على ذمة «الحكم دروزة» في كتابه «فلسطين.. هكذا ضاعت وهكذا تعود».

الارتفاع الحاد لسعر برميل النفط في الثمانينات وصعود الرئيس«المؤمن» انور السادات ومعه ما عرف بـ «الصحوة الاسلامية»، بأحزابها ودولها المحافظة ذات الانتاج النفطي الغزير، الكويت اولا والمملكة العربية السعودية ثانيا، ثم بقية دول الخليج بما فيها ايران والعراق بالطبع، دفع هذا بالبعض، واعتقد انه الصحافي محمد حسنين هيكل، الى اطلاق حقبة «البترودولار» على عقد الثمانينات. فدول الانتاج النفطي تسيدت الساحة بثقلها الاقتصادي وما توافر لها من نفوذ سياسي عبر ارتباطها بـ«الصحوة الاسلامية»، وبالذات في الكويت، حيث تسلم السلف والتلف «الخيط والمخيط».

صعدت الدول النفطية وعلى ظهرها السلف «الجماعات السلفية الوهابية»، والتلف «الاخوان المسلمين»، لقيادة الوضع الاقليمي. ووفر لها التحالف العالمي، المعني زوقتها بردع النفوذ السوفييتي، الذي اقترب من مياه الخليج الدافئة باحتلال افغانستان، وفر لها الدعم والتأييد الكاملين. وادى التحالف الغربي – الاسلامي الى اجبار السوفييت على الانسحاب من افغانستان، مضيفا دعما وقوة اكثر للجماعات الاسلامية وللدول المحافظة التي ساهمت من خلال هذه الجماعات في عملية تحرير افغانستان.

الموقف من تحرير الكويت فك التحالف بين الولايات المتحدة والدول النفطية المحافظة والجماعات الدينية. وتحول التحالف الى عداء بعد احداث سبتمبر 11. اليوم هو حرب ضروس بين الغرب والانظمة العربية من جهة وبين التنظيمات والجماعات التي فرختها الانظمة التقليدية والرعاية الاميركية في الثمانينات من جهة اخرى.

حاليا سعر برميل النفط وصل الى الحضيض، ليس فقط لانخفاض سعره، فسعره حتى الآن يفوق اربع مرات سعره في بداية الالفية الثانية، ولكن لأن دول النفط الريعية اصبحت عليها التزامات تجاه شعوبها تفوق ليس سعر النفط الحالي بل اي ارتفاع له في المستقبل.

في ظل هذا التعاظم في احتياجات ومصاريف دول النفط الريعية يأتي الانخفاض الحاد لسعر النفط ليشكل تحديا، وفي الواقع مأزقا، خصوصا في السنوات القادمة لهذه الدول.

الآن هل من مصلحة هذه الدول، كما يزعم الكثيرون، خفض سعر النفط.؟ ام ان انخفاضه يعود الى ضيق الغرب بنفوذ وسياسات الدول و«المجتمعات» الريعية سواء العربية او ايران؟ هذه السياسات التي غيرت اخيرا كثيرا من وضع المنطقة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك