قصة عبد الله وسليمان!.. بقلم سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 830 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  عبد الله وسليمان

سامي الخرافي

 

أهداني الأخ العزيز سالم الحسينان «بويوسف» كتاب «حكايات من الكويت» لفضيلة الشيخ عبدالله النوري، رحمه الله، يتحدث فيه عن أحداث حدثت في الماضي للكويت وقد بقيت عالقة في الأذهان لان أصحابها قد فعلوا الخير لوجه الله سبحانه وتعالى، فكانت نياتهم صادقة ورضوا بالواقع الذي هم فيه فكان حقا للقدر أن يصالحهم، وتلك القصص تتحدث عن أخلاقيات أهل الكويت سواء في البادية أو الحضر والتي عند سماعها تعتقد بأنها من الأساطير كما يقول الكاتب، رحمه الله، وسنتناول تلك القصص بين فترة وأخرى لأن هناك الكثير ممن لا يقرأ الكتب أو يحرص على شرائها خاصة الكتب التي تحرص على فعل الخيرات كما في قصتنا التالية.

تقول القصة: ضاقت الحال بسليمان وهو ليس من أهل الكويت ولكنه كان يتردد عليها كثيرا، فقد كان يأتي بالبضائع من العراق أو دول الخليج ليبيعها، ثم يشتري من الكويت ما يحتاجه ليبيعه في العراق أو دول الخليج وهكذا كانت تجارته، ولكن سليمان قد خسر في تجارته بعد فترة وخاف على نفسه وعلى أولاده ومن يعينهم وخاف على مستقبلهم، وعرف بأن هناك تاجر أمانات يقال له «عبدالله بن خالد» فقال له: إنني قد أودعتك قبل سنتين خمسين قطعة ذهبية والآن أنا في حاجة اليها فأرجع لي وديعتي حفظك الله، فنظر عبدالله الى الرجل ولم يتذكر أنه رآه من قبل ويتذكر أيضا بأنه لم يحفظ له أمانة عنده، ثم دخل عبدالله الى بيته وأخرج ما طلبه الرجل فأعطاه اليه ثم انصرف، وقام سليمان بالتجارة مرة أخرى وربحت تجارته كثيرا، وبعد عام على الحادثة حضر الى مجلس عبدالله بن خالد وقد امتلأ بالضيوف ثم وقف وبيده المبلغ الذي أخذه قبل عام وقال: يا عبدالله لقد أتيتك في العام الماضي «مدعيا» بأني قد أودعت عندك خمسين قطعة ذهبية ولم تسألني عن موعد الإيداع أو الشهود وسلمت لي المبلغ دون تردد، والآن أنا أعترف بأنني لم أكن صادقا معك، وكنت تاجرا فخسرت مالي كله، وكانت نيتي بأنني اذا ربحت بأن ارجع اليك المبلغ كاملا وهذه هي الخمسون قطعة ذهبية التي أخذتها بدون وجه حق، وارجو أن تقبلها وتغفر لي ذنبي وكذبي، فقال عبدالله بن خالد لمن كان موجودا معه في المجلس القصة كاملة، وأضاف عندما رأيت ملامح وجهه عرفت أنه تاجر قد خسر بالتجارة وإن لديه أولادا يخاف عليهم، وأنا في قرارة نفسي كنت ناوي اعطيه ما طلب «لوجه الله» حفاظا عليه وعلى مستقبل أولاده، وكان الله عند حسن ظني بما فعلت وأضاف بأنه كان واثقا من الحديث القدسي الذي يقول: «أنا عند حسن ظن عبدي بي» وقد وفق الله سبحانه وتعالى هذا الرجل في تجارته ولله الحمد، ثم التفت الى سليمان وقال له: ان المبلغ الذي تسلمته مني في العام الماضي كان لله وليس لك فاذهب مباركا لك فيه إن شاء الله.

تلك القصة تبين لنا أخلاق أهل الكويت ومحاسن سيرهم وعطفهم على الآخرين فنأخذ منها العبر والدروس والتي نأمل أيضا من شبابنا أن يغرسوا في وجدانهم تلك القيم التي نشأ عليها أجدادهم فخلدهم التاريخ بحروف من ذهب، لأن هؤلاء الرجال قد تسابقوا لعمل المعروف وكانوا أهلا له.

تلك القصة كان بطلها- حسب ما ذكر- الشيخ عبدالله النوري، رحمه الله، هو عبدالله بن خالد الخضير، رحمه الله تعالى.

شكر وتقدير.. أتوجه بالشكر الجزيل لمدير مرور محافظة مبارك الكبير العميد توحيد الكندري على إخلاصه في العمل ودماثة أخلاقه مع المراجعين وتسهيل أمورهم مما كان له صدى كبيرا ممن تعامل معه.. كثر الله من أمثالك وجعله في ميزان أعمالك.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك