إلى أين نحن سائرون؟!.. تركي العازمي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 369 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  'بلاش' مجاملات يا سيدي!

د. تركي العازمي

 

يا سيدي كلنا مفبركون...كلامنا مفبرك٬ معارضتنا مفبركة...وصحة ادعاءاتنا الإصلاحية مفبركة حتى حبنا لبعضنا فيه فبركة أو لزوم الشيء يأتي مفبركا بالوكالة.

ما هكذا تدار الأنفس...وما هكذا تورد الإبل يا سيدي.

كان يقول لي «شايب» يعد من أول المصورين ويردد بابتسامة جميلة «أنا أول مصوراتي» في الإعلام: «يا تركي تعال علمني...وتحدث بحرقة وينتهي بقوله مع ابتسامته المعهودة كلها أفلام»!

هذا قول شايب كان يعمل مصورا وقد أوردت قصة له وكان وقتها وكيل الإعلام محمد السنعوسي حول مبنى كلية الهندسة في مقال سابق...وهو شايب بين يديه جهاز ذكي يقرأ ما يستطيع وما يعينه عقله على استيعابه!

أما نحن ندرس وندرس علوم القيادة والإدارة الإستراتيجية ونفشل في فهم ما يراد بلوغه وإن كنا مازلنا نؤمن بأن الفشل ليس خيارا...وإن جاز التعبير نعجز عن فهم المجريات بين استقالة ووزير بالوكالة وقياديين «مالهم شغل بالقيادة» وأجزم بأننا لو عملنا اختباراً...أي اختبار من الاختبارات التي تقيس المستوى القيادي لدى الفرد فلن تصل غالبيتهم إلى درجة 50 في المئة يعني رسوباً والرسوب يعني لا يستحق المنصب القيادي هذا إذا عرف كيف يقرأ إنكليزي وبالتالي لا تأمل من «الحافي يعطيك نعال» أجلكم الله!

مشاريع تعد باللغة الإنكليزية يراجعها من لا يفرق بين المواهب والقدرات...ناهيك عن إدارة المشاريع والكلفة وخلافها!

إن القيادة أقرب للموهبة لا تستطيع تدريبها خاصة في جزئية مستوى الذكاء حيث يشترط بأن يكون ذكاء القيادي أعلى من مستوى التابعين له!

«مش» مهم الكلام والتنظير الذي أطرحه لأننا لسنا في حلقة نقاشية يقرأها أصحاب الاختصاص...المهم هو نحن إلى أين سائرون؟

فهمنا ما يقال إن هذا مفبرك وضاع الصحيح وهذا بالأصالة وذاك بالوكالة لكن الهم الأكبر أننا اجتماعيا غير منسجمين ومن يضحك معك قد تكون ضحكته مفبركة.

كله نفاق وتكسب...لا قياس للصحيح ولا قيمة للإخلاص في العمل وإلا كيف لنا بقبول «شخبطة» اجتماعية وسياسية لم نشهد لها مثيلاً منذ عقود عدة.

نحتاج قراراً جريئا...صح لكن متى وكيف؟!

في القرارات التصحيحية يحاسب المخطئ...لكن «على طاري» المخطئ من هو المخطئ؟ وهل تمت محاسبة فاسد أم مفسد؟

نتجرع الألم ونعلم أن الأمل باق ولن نستثني منه أي أمر من أمور حياتنا لأنها حقيقة ذكرها المولى عز شأنه إن فعلنا ما جاء في الآيات الكريمة «تعقلون...تتفكرون...» ويوصف البعض بالمثقف...والثقافة قيم ومعتقدات وهو في واقع الحال لا يمتلك قيما صالحة ولا عادات طيبة بمعنى أن ثقافته غير صالحة اجتماعيا!

لهذا حتى الوصف في اختيار الشخص كمثقف فيه «فبركة»!

من وجهة نظري المتواضعة٬ أعتقد بأننا «مفبركون» ونعيش حالة مثقف «بالوكالة» بالضبط كما هي حالة مناصبنا القيادية ولهذا السبب نعيش فصول التيه القيادي ولم يقل أي من أصحاب القرار العقلاء الحكماء كلمة: يكفي لو سمحتم!

لنتمسك بالأمل ونفعل القدرات العقلية في تحليل الصح من الخطأ من منظور محايد ولنبتعد عن هجوم بالوكالة أو منصب بالوكالة أو أي نوع من أنواع التصحيح الاجتماعي من دون توضيح وشفافية ووفق ضوابط معمول بها عالميا لنعرف من هو المفبرك ومن هو الصحيح ونضع كل شيء بأصالة تحكمها قيم وعادات رجالات الكويت قبل عقود عدة، و...«بلاش» مجاملات يا سيدي والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك