'غير طبيعي'.. وليد الغانم منتقداً تبني كويتيين لوجهات النظر السياسية الإيرانية

زاوية الكتاب

كتب 487 مشاهدات 0


القبس

ليس دفاعاً عن الحوثيين!

وليد عبدالله الغانم

 

ظاهرة شاذة استحقت من الكويتيين التوقف عندها ملياً منذ سنوات، وهي حقاً من الأمور الغريبة، وذلك أن أي قضية تثار محلياً ضد دولة ما جرت العادة أن تظهر سفارتها فتعلق على هذه المواقف المحلية، أو يقوم أحياناً إعلام تلك الدولة، سواء الرسمي أو الشعبي، بتوضيح وجهة نظر هذه الدولة، ما عدا القضايا الخاصة بجمهورية إيران، فإن الوضع محيرٌ للغاية، فإذا نشبت اي قضية محلية مع ايران، فإن من يسارع لتبرير وجهة النظر الايرانية مواطنون كويتيون، بعضهم سياسيون ونواب وكتّاب وإعلاميون، إما بالتهوين من القضايا، وإما بنفيها، وفي أحيان مفضوحة بالدفاع عن وجهة نظر الإيرانيين! وهذه الظاهرة القبيحة تكررت في حوادث عديدة مثل قضايا المفقود حسين الفضالة - فك الله أسره - أو الخلية التجسسية الإيرانية التي أدانها القضاء الكويتي، او برنامج ايران النووي، او قضايا الحدود البحرية، وقس على هذا باقي مواقف ايران الاقليمية، وحتى تلك التي تكون الكويت طرفاً مباشراً فيها.
إيران دولة وضعها الاقليمي والعالمي مضطرب، فهي ما زالت تعاكس دول الخليج في الجزر الإماراتية ومسمى الخليج العربي، وإيران أنشأت برامج نووية ولها طموح «بعيد المدى» في ذلك، وتدخلات ايران في ما يجري في العراق وسوريا واضحة للعالمين، ولن ننسى تصريح مستشار الرئيس روحاني (علي يونسي) الذي قال قبل أيام قليلة إن إيران عادت إلى وضع الإمبراطورية وعاصمتها بغداد، وأخيراً موقف الإيرانيين الداعم بقوة لمجموعة الانقلاب الحوثي الذي عارضته دول الخليج العربي، وفي مقدمتها الكويت المشاركة في العمل العسكري الخليجي الموحّد لإيقاف الزحف الحوثي في اليمن.
من الطبيعي أن يشعر الخليجيون عامة والكويتيون بالقلق من السياسات الإيرانية الخارجية، ولكن من غير الطبيعي أن يتبنى مواطنون كويتيون وجهات النظر السياسية الايرانية، ويتولوا الدفاع عنها ضد سياسات الدولة ومواقفها الرسمية المعلنة حتى في حالة الحرب والمواجهة العسكرية، فمتى وكيف نقضي على هذه الظاهرة الخطيرة والمقيتة؟ والله الموفق. 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك