اختيار الأصلح قيادياً هو مدخل لتحقيق الصالح العام!.. تركي العازمي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 403 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  بعد 'عاصفة الحزم'.. تأتي أخيارهم!

د. تركي العازمي

 

تعود الذاكرة إلى تاريخ قديم حفر بالذاكرة (مساء 17 يناير 1991)... وأعود معها إلى الزملاء خاصة الأخ الحبيب طلال الزمانان الذي كان معي ضمن المتطوعين مع الجيش الأميركي أثناء حرب تحرير الكويت من البداية حتى النهاية.. كانوا معي في الباص الذي نقلنا من مدينة الخبر إلى قاعدة الملك خالد بن عبدالعزيز في حفر الباطن.. في تلك الليلة أعلنوا بدء الضربات الجوية/الحرب الجوية من حرب تحرير الكويت ولاحظت عندها العزم والاتكال على الله باديا على تعابير وجه الزملاء الذين ما زلت أراهم من الأخيار!

واليوم تكرر السيناريو بشكل مغاير بعد أن استيقظنا مع عاصفة الحزم حيث عنصر المفاجئة في التوقيت أخذ البعض بعيدا وبعضهم وقف وقفة العزيز الكبير في قيمه وفي أحلك الظروف تظهر معادن الرجال.

إنها الوطنية الحقة التي لم يتبقَ لي منها سوى صور مع الزملاء في الجيش وشهادات أحتفظ بها لوطن له عليَّ الجميل وكنت ومازلت مؤمنا بأن أي كويتي عليه أن يرد الجميل.

صحيح أننا نمر بـ«مطبات» في حياتنا لكن جانب الوطن يبقى بعيدا عن الهفوات والأخطاء و«عاصفة الحزم» التي بدأت تتطلب منا على الصعيد المحلي شد أزر زملائنا والدعاء لهم بالتوفيق لبلوغ مهامهم والوقوف وقفة رجل واحد في فزعتنا للبلاد وأحبتنا من دول الخليج العربي والدول المشاركة في عاصفة الحزم.

لذلك... نحن في بقعة جغرافية صغيرة المساحة قليلة العدد سكانيا وتتعدد الأفكار لكن الأمر الوحيد الثابت هو الوطن وواجب علينا أن نرمي بكل خلافاتنا إلى الذاكرة وحفظها للتفكر والاتعاظ منها لبناء جيل جديد فيه المواطنة الحقة هي الدائرة التي نتحرك حولها.

الله عز شأنه قال في كتابه العزيز «ولا تزر وازرة وزر اخرى» وقال في آية آخرى «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، ولهذا المطلب الشرعي ندفع بالالتحام حول قيادتنا السياسية متسلحين بقيمنا الوطنية المستقاة من ديننا الحنيف.

نريد أن نبني معادلة جديدة... معادلة تلزمنا بالأخذ بمبدأ «ما يقدم من القوم إلا أخيارهم».. وأعني هنا أن نتفق مجزمين برضا من جميع الأطراف بأن الخلافات مصيرها الزوال والبقاء للأصلح والأنفع لبلدنا.

نحن رغم اختلافنا وجدنا الجميع مع «عاصفة الحزم» وأعتقد والله العالم بأن العزم في اختيار الأصلح قياديا هو مدخل لتحقيق الصالح العام وهو آتٍ لا محالة.

نريد أن نبتسم في وجه أطفالنا جيل الغد... الجيل الذي يبحث عن دور وطني من آباء اليوم من قيادات وأفراد لأن التاريخ يصنعه الرجال: فهل نفهم الحاجة الملحة لترميم وجهات النظر ونخرج بحزمة من الإصلاحات على جميع الأصعدة وكل ما يخص شؤون إدارة مؤسسات الدولة.

الكويت تستحق منا الأصلح قياديا٬ تعليميا٬ صحيا٬ خدماتيا٬ أمنيا٬ ثقافيا... وكل ما يخصنا على المستوى الفردي٬ الاجتماعي والمؤسسي ويجب أن تكون اختياراتنا القادمة تأتي وفق معيار الأصلح ولتأخذ الكفاءات مكانها الصحيح!

الذاكرة عادت بنا وأبسط ما تقول لنا من باب توجيه النصيحة حيث حس الوطنية وإن «ركد» يأتي في وقت المحن ليعطر كل سلوك نقوم به ويجمل كل كلمة نتفوه بها... إنها الوطنية الحقة والله المستعان!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك