معظم خطباء الجمعة في الكويت مكوكون!.. هكذا يعتقد حمود الحطاب

السياسة

شفافيات  /  خطيب جمعة آلي لجميع مساجد الكويت

د. حمود الحطاب

سرت شائعة لطيفة وطريفة, ودمها خفيف, في “تويتر” مفادها أن دولة خليجية موجوعة الرأس من المتدينين قررت أن يُصنع لها رجل آلي يوضع يوم الجمعة على المنابر ليخطب الجمعة, ثم “يُكَوَّك” ويخطب. تعرفون معنى “يكوك”? هي كلمة كويتية قديمة… “كَوِّك الساعة قبل لا تنام”: يعني اشحنها, والشحن يكون يدويا عن طريق زنبرك موضوع خلف الآلة, أو هو زنبرك ساعة اليد غير الاوتوماتيك التي تعبأ يوميا ويدويا والزنبرك يسمى الكوك.
قلت إن الشائعة قالت إن هذا الرجل الآلي يكوك بخطبة جمعة موحدة لجميع المساجد تصدر تلك الخطبة من وزارة “الأوقاف” وهكذا تريح الدول رأسها من وجع رأس الخطباء وسجعهم وتحدياتهم. وقد نفت الدولة الخليجية ذلك.
والحقيقة, كل الحقيقة أن معظم خطباء الجمعة عندنا في الكويت مكوكون! يعني معبأون بخطب رسمية من قبل وزارة “الأوقاف”, وقد شحنوا بالكوك الذي هو ما يسمى ميثاق خطب المسجد, وهو عبارة عن قيود فرضت على الخطباء من أجل الحد من حريتهم, وكأن الكويت ليس فيها قانون عام في مجال حرية الكلمة, فيأتي ما يسمى ميثاق “الأوقاف” ليوثق أفواه الخطباء ويلجمهم بلجام “بوشوكة”.
الميثاق يريح قيادات وزارة “الأوقاف” من أن يتحملوا مسؤولية الكلمة أمام الله لتحفظ لهم كراسيهم, ولتخفف من وجع رؤوسهم من قلة نادرة من الخطباء.
الطريف في الخطبة الموحدة أو خطب الرجل الآلي أن يتم مخاطبة جميع الناس بالقضية نفسها بغض النظر عما إذا كانت تعنيهم أو لا تعنيهم. ومثال على ذلك: خطبة مضحكة معممة تدعو الباكستانيين والبنغاليين والهنود والعامة من غير الكويتيين, تدعوهم الخطبة وبحماسة إلى عدم شراء أصوات في انتخابات مجلس الأمة الكويتي.
الخطبة معممة والناس في المسجد كانوا “أطرش في زفة” في ذلك اليوم, وفي كل الخطب المعممة, والطريف أنني كنت حاضرا هذه الخطبة في ذلك المسجد الذي كان ولا يزال يغص بآلاف المصلين من الجنسيات الآسيوية غالباً” و”اللي هما شاهد ما سمعش حاجة”.
نصيحة لقياديي “الأوقاف”: حطوا خطيب آلي وفكوا نفسكم من معاشات الخطباء وثقافاتهم وعوار راسهم. والله خوش فكرة. لكن في مسألة فقهية شوية أنا ما بحثت فيها: هل يشترط أن يكون الرجل الآلي على وضوء وهو يخطب.

إلى اللقاء