المواقف هي معيار الرجولة الحقيقية!.. ناصر المطيري مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 1283 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  معادن الرجال

ناصر المطيري

 

المواقف هي معيار الرجولة الحقيقية، لأنها هي التي تكشف معادن الرجال بغض النظر عن أشكالهم أو ملابسهم أو أرصدتهم في البنوك أو أصلهم وفصلهم أو مناصبهم أو سياراتهم. ذات يوم كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالساً ومعه أحد الصحابة - رضي الله عنهم - فمر أمامهما رجل يظهر عليه من مظهره الخارجي الغنى. فقال النبي - عليه الصلاة والسلام - ما تقول في هذا؟ فقال الجالس هذا حري ان خطب أن يُزوج، وان تكلم أن يُسمع، وان شفع أن يُشّفع.. فسكت النبي - عليه الصلاة والسلام - ثم مرً رجل آخر يظهر من مظهره أنه انسان بسيط تظهر عليه علامات الفقر.. فقال للرجل بجواره.. ما تقول في هذا؟ فقال الرجل.. هذا حري ان خطب ألا يُزوج، وان تكلم ألا يُسمع، وان شفع ألا يشفع.. فقال عليه الصلاة والسلام هذا - يعني الرجل البسيط - خير من ملء الأرض من ذاك يعني الغني - أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
هذا درس نبوي في معرفة موازين الرجال ومعادنهم، خصوصا في هذا الزمن الذي اختلت فيه الموازين وأصبحنا في زمن يكثر فيه الذكور ويقل فيه الرجال.
وفي تراثنا الشعبي هناك حكاية نوردها شاهداً على معنى الرجولة الحقيقية التي يجهلها البعض في وقتنا الحاضر.
الحكاية لرجل يتميز بكل صفات الرجولة فهو شيخ قبيلة وفارس وكريم وذو اخلاق فاضلة وكان عمره حوالي 50 سنة.
وكان لا يمر يوم ما يوجد في منزله ضيوف، طلب الزواج من احدى بنات قبيلته عمرها حوالي 18 سنة، ولم يمانع والدها زواجة لمكانته بين قبيلته.
وكانت الفتاة تتميز بجمال باهر يتمناها كل شاب من القبيلة ولشدة جمالها دفع لها مهرا تستاهله وجهزها باحسن جهاز وبعدما دخل بها كان يدللها ولا يرد لها طلباً.
ولمحبة زوجها عند اقاربه وقبيلته اذا زارتها النساء يسلمن على رأسها ويقدرنها من تقدير زوجها، ولكنها اغترت بنفسها واعتقدت ان الناس يقدرونها لشدة جمالها، وفي أحد الايام طلبت من زوجها الطلاق فسألها عن السبب فقالت أنت رجل كبير السن وأريد زوجاً يماثلني في العمر فطلقها وترك لها كل ماقدم لها من مهر وجهاز، ولم يأخذ منه شيئاً.
وبعد ما اكملت العدة تزوجت شابا في سنها من شباب القبيلة وبعد زواجها من ذلك الشاب وجدت نفسها معزولة عن الناس ولم يزرها أحد وفقدت الدلال ومحبة الناس لها وفقدت الحياة الكريمة التي وجدتها عند زوجها الأول.
وهنا عرفت أن الناس كانوا يقدرونها من تقدير زوجها السابق وليس لجمالها كما كانت تعتقد، فندمت اشد الندم ثم طلبت من زوجها الثاني الطلاق، فقال لها اطلقك بشرط تعيدي لي كل ما خسرت عليك من مهر وجهاز، لانها كانت تعتقد انه مثل زوجها الاول يطلقها بدون مقابل.
وهنا استنجدت بوالدها واخوتها فدفعوا لزوجها كل ما طلب وطلقها.
وبعد انتهاء عدتها كان عند زوجها الأول خادم اسمه عبيد يستقبل الضيوف اذا وصلوا لبيت الشيخ ويقدم لهم القهوة وكان من المقربين عند الشيخ، وقابلته وطلبت منه ان يتوسط لها عند الشيخ ليتزوجها مرة ثانية، وقالت له انها نادمة على ما صار منها فنقل عبيد كلامها للشيخ فقال له: في الصباح اعطيك الجواب توصله لها.
وفي الصباح الجواب في أبيات من الشعر يقول فيها:
يا عبيد لا شفت اريش العين قلّه
عليه مردود البرا عشر نوبات
رميت حبله يوم بيديه تلّه
ولا ينحكي ياعبيد في فايت فات
انا الكريم اللي النشامى بظلّه
وزبن التوالي يوم لو ذات الاصوات
كلن على فعله وحظّه يدلّه
واترك علومٍ مابها صدق واثبات
من باعنا نرخص مكانه ودلّه
ومن لا تقاضى حي يقمح اليا مات

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك