الفساد سبب شقاء الكويت وذهاب سعادتها!.. هذا ما يراه وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 516 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  أنت سعيد ولكن لا تدري!

د. وائل الحساوي

 

هل سألت نفسك يوما: هل أنا سعيد؟! إن هذا السؤال يتطلب منك أن تعرف معنى السعادة ثم تقيس نفسك عليها، وهو ما لا يستطيع الكثيرون من البشر أن يفعلوه!

تم سؤال العشرات من الأغنياء هذا السؤال فأجاب كثير منهم من كثرة انشغالي فإني لم أتوقف لحظة لأسأل نفسي هذا السؤال؟!

يقول الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله في مقال له بعنوان: «أنت سعيد ولكن لاتدري»!

يا أيها القراء: إنكم أغنياء ولكنكم لاتعرفون مقدار الثروة التي تملكونها، فترمونها زهدا فيها واحتقارا لها!

يصاب أحدكم بصداع أو مغص، أو بوجع ضرس ، فيرى الدينا سوداء مظلمة، فلماذا لم يرها لما كان صحيحا بيضاء مشرقة؟

ويحمى عن الطعام ويمنع منه، فيشتهي لقمة الخبز ومضغة اللحم، ويحسد من يأكلها، فلماذا لم يعرف لها لذتها قبل المرض؟!

لماذا يبكي الشيخ على شبابه. ولا يضحك الشاب لصباه؟!

كل يبكي على ماضيه ويحن إليه، فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصير ماضيا؟ إنا نحسب الغني بالمال وحده، وما المال وحده؟! ألا تعرفون قصة الرجل الذي ضل في الصحراء وكاد يهلك جوعا وعطشا، لما رأى غدير ماء، وإلى جنبه كيس من الجلد، فشرب من الغدير وفتح الكيس يأمل أن يجد فيه تمرا أو خبزا يابسا، فلما رأى ما فيه، ارتد يائسا وسقط إعياء، لقد رآه مملوءاً بالذهب!

وذاك الذي دعا ربه أن يحول كل ما يمسه ذهباً، ومس الحجر فصار ذهبا، فكاد يجن من فرحته لاستجابة دعوته، ومشى إلى بيته ما تسعه الدنيا، وعمد إلى طعامه ليأكل. فمس الطعام فتحول ذهبا وبقي جائعا، وأقبلت ابنته تواسيه، فعانقها فتحولت ذهبا، فقعد يبكي يسأل ربه أن يعيد إليه ابنته وسفرته وأن يبعد عنه الذهب!

وروتشلد الذي دخل خزانة ماله الهائلة، فانصفق عليه بابها، فمات غريقا في بحر من الذهب!!

20 مارس... يوم السعادة

يحتفل العالم في 20 مارس من كل عام بيوم السعادة العالمي، وقد كشف تقرير عالمي صور قبل أيام بأن الكويتيين والبحرينيين هم الأقل سعادة خليجيا، ويسبقهم الإماراتيون ثم العمانيون ثم القطريون ثم السعوديون.

أما على المستوى العالمي فترتيب الكويت هو 39، أي أننا متفوقون على 119 دولة في مؤشر السعادة.

ويضع مؤشر السعادة مقاييس للسعادة أهمها مدى الحرية السياسية والشبكات الاجتماعية القوية وغياب الفساد، وأمد العمر بصحة جيدة، ومدى انحسار الفساد في المؤسسات العامة وقطاع الأعمال، والناتج المحلي الإجمالي للفرد وغيرها.

ولاشك أن هذه المعايير قد تكون وسائل لتحقيق السعادة ولكن من الخطأ قياس سعادة الأفراد والدول بهذه المقاييس، اللهم من نقطة واحدة تكاد تحول مجتمعنا الجميل إلى مأساة ألا وهي استشراء الفساد في المؤسسات العامة وقطاع الأعمال، فلا شك أن ذلك الفساد يتسبب في الشكوى المتواصلة للمواطنين من استباحة بلادهم وأموالهم من فئة مجرمة تتغذى على دمائهم ومقدراتهم، وكفى بذلك سببا في شقاء البلاد وذهاب سعادتها!!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك