الكويت لا تعرف مقومات الإدارة السليمة!.. بنظر تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 591 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  بصراحة.. 'غير مفهوم'!

د. تركي العازمي

 

لا تتركني لهوى نفسي.. ولا تجعل من الممارسات السلبية عرفا من دون عقاب.. ولا تترك الصغير يحلم بفساد كبير.

هذا ما قلته ردا على بعض الأخوة حول مسببات «التيه القيادي» الذي نعيشه.

طبيعي جدا أن تعيش «الفوضى الهدامة» لا شعوريا حينما تترك الممارسات السلبية وهي تقودنا إلى الهاوية من دون رفع لـ «الكرت الأحمر» بوجهها وطبيعي جدا جدا أن يترعرع الصغير في بيئة فساد إداري ويفسد «أتوماتيكيا» وأنت حالم تتوقع منه أن يكون صالحا في الغد القريب.

لذلك٬ نحن ننادي بالإصلاح وأن يبدأ العقاب بنا إن أخطأنا قبل غيرنا... إنها مسطرة مستقيمة كاستقامة أسنان المشط تحكمها قوة القانون والعدالة والشفافية في المعالجة.

وإن لم يحصل هذا ولا ذاك مما ذكرناه فمن دون مقدمات سننحرف إلى هوى النفس وعليه نكون عودنا ضمن «حزمة الفساد»!

في الإدارة هناك قوانين وحوكمة ومنهج إداري متبع فيه من البنود ما أنزل الله بها من سلطان لكن في الكويت حصريا تختفي كل مقومات الإدارة السليمة وإن كانت ضمن مجلدات تقع على رفوف وفي خزائن قد لا يعود لها إلا المستشار إن طلب منه ذلك... هذا إن لم تكن التوصية بإيجاد مخرج فقط.

إنها الإرادة التي تسبق كل فعل إصلاحي فمن غيرها لا تحلم ولا تتوقع من ابنك أن يصدقك القول والكل من حولك ما بين كذاب ومنافق ومتابع لمصلحته في «خرم الإبرة»!

تجود الأنفس الكريمة بعطاءاتها والأرجح أن هذه الأنفس الكريمة أصحابها يتميزون برشد ومعرفة وعدالة في سلوكياتهم.

نبحث عن أنفس كريمة ونجدها «مبعثرة» بين منطقة وأخرى وعند توجيه التساؤل في عدم توظيفها لانتشال آفة الفساد الإداري تخرج لك «الحجج المعلبة»... كل سؤال تجد له الإجابة الشافية «من وجهة نظرهم» من قبل رموز الفساد الإداري ولا عزاء للشريف المسكين «الغلبان» الذي يبحث عن الاحترام لمؤهلاته وقدراته ويفتقر لأداة «الواسطة»!

دكتور عيد الهيم بحث مشاركة مفادها في كندا.. تم جلب رجل عجوز قام بسرقة رغيف خبز ليمثل أمام المحكمة واعترف هذا العجوز بفعلته ولم يحاول أن ينكرها لكنه بررذلك بقوله كدت أن أموت، ورد القاضي عليه أنت تعرف أنك سارق وسوف أحكم عليك بدفع 10 دولارات وأعرف أنك لا تملكها لأنك سرقت رغيف خبز٬ لذلك سأدفعها عنك «... وصمت جميع الحضور في تلك اللحظة وشاهدوا القاضي يخرج 10 دولارات من جيبه ويطلب أن تودع في الخزينة كبدل حكم هذا العجوز ثم وقف فنظر إلى الحاضرين وقال «محكوم عليكم جميعا بدفع 10 دولارات لأنكم تعيشون في بلدة يضطر فيها الفقير إلى سرقة رغيف خبز.. في تلك الجلسة تم جمع 480 دولارا ومنحها القاضي للرجل العجوز».

هذه حكاية حصلت في الغرب فكم من «خبزة» سرقت منك وأخذها غيرك من دون حق٬ وكم من بسيط لا يستطيع سرقة حقه لأسباب أخلاقية وحسن تربية!

يقول بعض أحبتنا بأننا نحاكي المعايير الدولية ونطبقها والواقع يعكس لنا صوراً مختلفة فإما أننا لا نفهم أو أن خللا أصاب عقول أصحاب القرار على الرغم مما ينشر من معالم الفساد الإداري.

قد تكون حكاية الرجل العجوز «طالعه عرض» لكن شعرت بتأثيرها وأحببت أن أنقلها لكم كما وصلتني وأنتم من يربط صلتها بالموضوع... وبصراحة: حكاية فساد بلا معالجة أمر «غير مفهوم»... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك