التحدي الأقوى والأكبر أمام الكويتيين!.. تكشفه دينا الطراح

القبس

كلمة راس  /  جاسم الخرافي

دينا الطراح

«من أسباب توفيق الله.. صلاح البطانة والصدق في العمل» (توني براون).

فقدت الكويت رجلا حكيما من رجال الدولة والسياسة المحنكين.. انه العم جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة السابق، الذي ترأس المجلس لعدة فصول تشريعية، هو شخصية كويتية سياسية حصنت نفسها بتجارب أجدادها وريادتهم السياسية والفكرية لترسيخ الفكر الديموقراطي المعتدل بالحياة السياسية، وكان له حضور فاعل وقوي في العالمين العربي والإسلامي، وساهم في محاولة اعادة تنظيم الواقع العربي والإسلامي في العديد من الدول.
وحينما رأى الواقع العربي يعيش أزمة الحروب ضد الإرهاب، وان المسلمين قد اخذوا يعيشون أزمة التشتيت بين عناصر التشدد والصحوة الاسلامية وفظاعتها، قدم نموذجا متوازنا للرجل المسلم الذي يمارس السياسة ويراعي دينه بضميره ولا يأخذ على عاتقه معاقبة الآخرين او ازدراءهم او السخرية منهم لمجرد انهم ليسوا مثله، لانه يدرك جيدا انه لا مهرب من الله وان الله هو من سيحكم على الناس في ما كانوا فيه يختلفون وليس مجرد عبد من عباده.
لم يقبل ان تستمر الكويت باسلوب الحياة نفسه قبل وضع الدستور وبعده، وحمل هموم أبناء أمته وعالجها ولم يبتعد عنهم بسبب مشاغل مركزه السياسي او المالي او مكانته الاسرية.
امتلك القدرة على التغير الهادئ والسلمي، والتفاوض لأجل الوصول لأهدافه بادوات سياسية نزيهة، احترم مكانته حينما مارس السياسة وأضاف الى نفسه وأسرته السمعة المشرفة، وامتلك شجاعة البوح بمشاكل مجتمعه، لانه آمن بان سياسة اعادة الإعمار والبناء لا تتمثل فقط بإقامة المباني وإصلاح ما تم تدميره، وإنما بإعمار نفوس الكويتيين وترسيخ إيمانهم ببلدهم والعمل على تطويره وتنميته لخلق حياة افضل من ذي قبل بكويتهم.. لان الكويت للكويتيين دائما.. وهذا هو التحدي الاقوى والاكبر امام الكويتيين وكويت ما بعد الغزو الغاشم.