عبدالعزيز الدويسان يكتب - 'البوسنة' الحب من أول نظرة

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 2012 مشاهدات 0

عبد العزيز الدويسان

منذ الوهلة الأولى والاستماع إلى اسم البوسنة والهرسك تذكر الحروب والمآسي والمجازر والقتل والتهجير وسفك الدماء والقصص المروعة والإبادة الجماعية في سربرنيتسا من قبل الصرب ضد المسلمين التي حصلت في تسعينات القرن الماضي ووصفت بأنها من أسوء الجرائم بالأراضي الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية . جمهورية البوسنة والهرسك هي أحد دول البلقان وتقع بجنوب شرق أوربا يحدها من الشمال والغرب والجنوب كرواتيا ومن الشرق صربيا ومن الجنوب الغربي جمهورية الجبل الأسود ؛ والفارق بين البوسنة والهرسك فارق جغرافي ليس فارق عرقي ؛ فالبوسنة والهرسك المنطقتين والتي لها حدود غامضة جدا معرفة بينهما ؛ البوسنة تحتل المناطق الشمالية التي ما يقرب من أربعة أخماس البلد بأكمله ؛ في حين تحتل الهرسك الباقي من الجزء الجنوبي من البلاد . بعد الحرب والجراح والآلام العمل على دولة متعددة القوميات تتسع لكل الشعوب المكونه لنسيج البوسنه الاجتماعي ؛ وتعتبر البوسنه موطناً لثلاث عرقيات أساسية هم البوشناق المسلمين ؛ والصرب الأرثوذكس ؛ والكروات الكاثوليك ؛ وإعطاء المجال للحكم لكل مجموعة فهي لديها رئيس مجلس الرئاسة في البوسنة يدور بين ثلاثة أعضاء البوشناق والصرب والكروات ؛ وكل رئيس لفترة ثمانية أشهر في غضون أربع سنوات في انتخابات رئاسية مباشرة . البوسنه البلد التي وهبها الله الثروات الطبيعية والمائية ولاتخلو مدينة من نهر يجري في وسطها أو يحيط بها أو يمر من حدودها ومياه الأنهار صالحة للشرب ؛ وهذه الأنهار مناسبة لصيد الأسماك والرحلات النهرية وممارسة رياضة التجديف ؛ والبحيرات المنتشرة التي تخطف الأبصار ؛ البوسنة أحد أغنى دول العالم بالمصادر المائية ؛ غاباتها المنتشرة والكثيفة التي ترسم لوحات الجمال ؛ والجبال الشاهقة مكسوة باللون الأخضر بدرجاته المختلفه . والعاصمة سراييفو مشاهدة معالمها وتاريخها وآثار حرب التسعينات على بعض مبانيها وعدم ازالتها تعطي روعة لهذه المدينة التاريخية ؛ مدينة يمتزج فيها المعالم الدينية ؛ والأسواق الحديثة ؛ والأسواق القديمة المبلطة ؛ وروعة المآذن والطراز العمراني العثماني ومبانيها القديمة عند لمسها كأنها تعود بك إلى التاريخ القديم ؛ مدينة التاريخ وفيها الجسر اللاتيني ومكان اغتيال ولي عهد النمسا والذي أصبح سببا للحرب العالمية الأولى ؛ مدينة لزيارة نفق الحياة الذي أنقذ مسلمي البوسنة من الموت في حرب التسعينات ؛ والشعور بعزة وفخر الاسلام عندما يصدح الأذان وتسمع ' الله أكبر ' يتردد في القرى بالوديان والمدن بأعلى الجبال من مساجد تم بنيانها لقرون من الزمن . ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) تشاهد العيون الزرقاء والخضراء والسحنة الحمراء يشهدون بأن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله ؛ تشاهد الدين الفطري الرباني وليس دين العادات والتقاليد السلوكي ؛ البوسنة تقدم دروس بعد الآلام آمال طموحة للبناء والتقدم ووفقا لتقدير منظمة السياحة العالمية البوسنة والهرسك لديها ثالث أعلى نسبة نمو السياحة معدل في العالم بين عامي 1995 و2020 ؛ التعايش بين الجميع على رغم من الخلافات السياسية والدينية . بلد عنوانه الأمان و الهدوء وراحة البال والجمال والبساطة ولذة الطعام ؛ ومن العبارات الجميلة عنها بأنها شامة إسلامية خضراء على خد أوربا الشقراء ؛ والبعض يشبه خريطة البوسنة بالقلب كأنها تتحدث لترحب بزوارها ؛ هي حب من أول نظره .
الآن - رأي: عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك