التصحيح مطلوب لآلية عمل ديوان المحاسبة.. بوجهة نظر وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 527 مشاهدات 0


القبس

لم الخوف يا صندوق المشاريع الصغيرة؟!

وليد عبدالله الغانم

 

خبر غريب جدّاً، مفاده انسحاب مدققي ديوان المحاسبة من اعمالهم في صندوق المشاريع الصغيرة، بسبب عدم تعاون ادارة الصندوق معهم ورفضها السماح للمدققين بالقيام بواجباتهم، بدعوى ان قانون الصندوق مختلف عن باقي مؤسسات الدولة، وكان لافتاً ان ديوان المحاسبة وجّه خطاباً لمجلس الامة بهذا الشأن، ثم اعلان وزير التجارة توجيهاته لربع الصندوق بالسماح للديوان بالقيام بعمله من دون معارضة!
المثير ايضا ان مجلس الامة دعا رئيس ادارة الصندوق لحضور اجتماع لجنة الميزانيات لمواجهتهم بهذا الشأن، الا أن رئيس الصندوق ـــ كما تردد ـــ تخلّف عن حضور اجتماع اللجنة من دون إرسال أي اعتذار رسمي للجنة أو إيفاد من ينوب عنه، وكأن ادارة الصندوق لا تقيم وزناً للمؤسسات التشريعية والرقابية في الدولة..!
احتفل ديوان المحاسبة قبل ايام بمرور خمسين عاماً على إنشائه، وما زالت بعض الجهات الحكومية تتلاعب في تعاملها مع مدققي الديوان بطرق مختلفة كاخفاء المستندات وعرقلة اعمال المدققين وتقديم اجابات ناقصة في اعداد الردود المالية والفنية ووسائل اخرى.
ليست هذه معاناة الديوان الوحيدة مع بعض الجهات، وانما نجد نوعاً من «استهبال» الوزارات عند تكرار مخالفاتها السنوية فتقوم بالرد على ملاحظات الديوان انها ستتلافى الملاحظات مستقبلاً، ثم تعود لارتكابها مرة اخرى..!
ما السبب في عبث بعض القياديين والمسؤولين مع مدققي الديوان؟ ما السند القوي للوزارات في استمرار تكرارهم للمخالفات المالية والادارية سنة تلو الاخرى؟ 
من وجهة نظري، فان السبب الرئيسي في ذلك أولا هو فقدان ديوان المحاسبة لاداة فعالة في الزام الجهات الحكومية بازالة مخالفاتها وتصحيحها، وثانياً عدم قدرة الديوان على محاسبة المسؤولين المقصرين بشكل حقيقي، وثالثاً عدم تفعيل الديوان لصلاحيته في احالة المخالفات المالية الى النيابة العامة، ورابعاً لا مبالاة الحكومة ممثلة في وزرائها بتقارير الديوان الا من رحم الله تعالى، وخامساً اكتفاء مجلس الامة بمناقشات لجنة الميزانيات لهذه التقارير من دون اتخاذ قرارات حاسمة بمحاسبة الوزراء المعنيين، والسبب معروف طبعاً..!
ان التصحيح المطلوب اليوم ليس لمخالفات الوزارات فحسب، وانما لآلية عمل ديوان المحاسبة، وان الدعم الحقيقي الذي يمكن تقديمه للديوان يتمثل في منحه صلاحيات اضافية، تمكنه من كبح جماح المخالفات وردع المتلاعبين في الحكومة، سواء أكانوا فاسدين متعمدين، او جاهلين، لا يفقهون، بلغوا مناصبهم بالواسطة التي ضيعت البلد.. والله الموفّ.ق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك