'الإسلام السياسي ' حصان طروادة في أي انتخابات بالوطن العربي! .. برأي صلاح الساير

زاوية الكتاب

كتب 545 مشاهدات 0

صلاح الساير

الأنباء

السايرزم- الأغلبية.. حصان طروادة

صلاح الساير

 

في كل حوار يدور حول مستقبل المجتمعات العربية، وكيفية الخروج من المأزق الراهن، والاستحقاقات المتوجبة لبلوغ الدولة الراشدة وتحقيق الحكم الصالح، تبرز وبقوة عقدة «الإسلام السياسي» بحجة أنه صاحب الجمهور الأعرض، وأن أغلبية الناس تؤمن بأنه الطريق السليم القويم لبلوغ الهدف المنشود. ذلك انه في حال الاحتكام للانتخابــات فإن الإسلام السياسي هو المنتج الديموقراطي الوحيد، سواء كانت الانتخابات تجري بين طلبـة أو عمال أو برلمانيين أو أطباء.

****

تلك حقيقة ساطعة لا ينكرها عاقل منصف، وصناديق الاقتراع العربية شواهد. بيد ان دروب المستقبل لا يمكن تحديدها على هذا النحو الساذج والاكتفاء بالتمترس في حجة الأغلبية. ذلك ان المجتمعات تعيد إنتاج ذاتها، فالمجتمع المتقدم ينتج ديموقراطية متقدمة والمجتمع المتخلف ينتج ديموقراطية متخلفة، وذلك أمر يتضح بصورة كاريكاتورية (انتحارية) في إقبال النساء العربيات على التصويت لمرشحين يرفضون منحهن حق التصويت!

****

التمسك بالأغلبية والاستقواء بصناديق الانتخابات لجاجة عربية معهودة تخفي انتهازية خطيرة كادت أن تودي ببعض المجتمعات العربية التي تعرضت لهذه التجارب القاسية والمرعبة. أما الاستناد إلى الانتخابات فيكون في حالة واحدة، تتوافر للعرب بعد ترسيخ الثقافة الديموقراطية الحقيقية، وذلك أمر لن يتحقق ما لم يتم تحرير المجتمعات العربية من ثقافة الظلام ونشر ثقافة التنوير والحريات كي تؤتي الديموقراطية أوكلها.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك