وثيقتنا ووثيقة السعودية.. بقلم حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 628 مشاهدات 0

حسن كرم

السياسة

وثيقتنا ووثيقة السعودية …!!

حسن علي كرم

 

في استفتاءٍ أجرته أحدى صحفنا على الوثيقة الإصلاحية التي قدمها وزير ماليتنا أنس الصالح ألى مجلس الأمة سألت الصحيفة القرّاء في ما اذا قرؤوا الوثيقة أم لم يقرؤوها فكانت إجاباتهم نافيةً ( …) عضو مجلس الأمة عدنان عبدالصمد قال في إحدى الجلسات الاخيرة للمجلس: «يتحدث وزير المالية عن أمور ليست واردة في الوثيقة» غير أن الوزير سعياً لخلط الأوراق ، لم يردً على ملاحظات النائب إنما أدار ظهره ناحية الوثيقة السعودية ليقاربها بالوثيقة الكويتية (!!! ) أنا شخصياً لم أطلع على وثيقة وزير ماليتنا، ولم أقرأها ولا أظن ستكون لي شهية قراءة وثيقة أعلم مسبقاً أنها في واد وآمال وطموح المواطن الكويتي في وادٍ.

ليت عدنان عبدالصمد بدلاً من دهشته من كلام الوزير الخارج عن النص أن سأله عن اسماء الفريق الذي كتب الوثيقة والذي تابع مراحل الطباعة والتبويب والترقيم والتجليد ثم تسليمها الى مكتب سيادة الوزير ، هنا يتبين ان كان للوزير دور في كتابة الوثيقة اوأقلها قراءتها ، اقول ذلك لا استهانة بمن كتب الوثيقة ولكنني أشك ان ساهمت بكتابتها أنامل كويتية ، فعندما يخرج الوزير عن النص هذا دليلٌ على انه لم يقرأها، لذلك أقول أبحثوا عن الانامل الخفية التي كتبت الوثيقة فأذا لم تكن كويتية ، أكيدة آخرون! وهنا قطعاً من كتبها أوصلها أيضاً إلى مكتب الوزير ومكاتب بقية الوزراء والسادة المسؤولين ، ليتني مخطئ فيفحمني أحدهم …!

كثيرون عبروا عن إعجابهم وأغتباطهم بالوثيقة السعودية (2015- 2030 ) التي شرح خطوطها عبر قناة “العربية” الإخبارية بإسهاب ولي ولي العهد السعودي الامير الشاب (31 سنة) الديناميكي محمد بن سلمان، لكن فات هؤلاء أن الوثيقة كُتبت برؤى سعودية وبأنامل سعودية وطموحات سعودية، أي أن المواطن السعودي بغض النظر عن منصبه أو موقعه في الدولة أو بعده عن المسؤولية هو الذي شارك بشكل أو بأخر بكتابتها من ألفها إلى يائها، ولم يكتبها وافدون غرباء لا يهمهم ان خِربت الدولة أو إنتكست أو نهضت، ولذلك خرجت الوثيقة من قلب المسؤول لتدخل قلب المواطن البسيط، هذا هوالفارق يا حضرات عندنا وعندهم ووثيقتنا ووثيقتهم بغض النظر ان كانت شبيهة أو غير ذلك ( … ) يقول المثل “ما يخرج من القلب يدخل القلب”، فهل دخلت وثيقتنا الإصلاحية قلوب المسؤولين كي تدخل بالتبعية قلوب المواطنين أوأقلها قرؤوها ، ام صرفوا وقتهم بدلاً من قراءتها بالنقر على شاشات هواتفهم الذكية للبحث عن نكة بايخة اوصورة شاذة …؟

يقول الحق “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، ومسؤولينا أطال الله أعمارهم وأعمار مناصبهم ومقاعدهم الفخيمة الدوارة لا يثقون بمواطنيهم الكويتيين ودأبوا نعتهم «الكويتي مومال شغل» (صار لنا 70 سنة وأحنا نسمع الكويتي مومال شغل ، أجيال راحت واجيال جاءت وخريجو جامعات ودكاترة وماجستيرات ولا زالت علوقة الكويتي مومال شغل وشمة مطبوعة على ظهر الكويتي متناسين أن الكويتيين أبناء اليوم أحفاد البناة الاولين الذين شيدوا الكويت وعمروها ، ومتناسين اذا الكويتي تسلم مسؤولية قدها وقدود) هذه المقولة المحبطة القاتلة المضللة المسمومة «كويتي مومال شغل «شجعت الأغراب ليهيمنوا على مفاصل الدولة وليعيثوا فساداً وأفساداً وتخريباً لان المسؤولين لا يثقون بالكويتي وأخرهم صبي القهوة اللي يلعب بالبيضة والحجر واللي عامل نفسه “باشمهندس” ومستشار في وزارة الكهرباء وبياخذ فلوس رشوه على معاملات مضروبة ….!

عندما سالتُ مسؤولاً قيادياً سابقاً عن رأيه في الوثيقة الإصلاحية أجاب «لا ارى صدقية أوجدية في هذه الوثيقة ولا أرى بالحكومة العاجزة أنها قادرة على تنفيذ مخرجاتها فالشواهد السابقة علمتنا ألا نثق بالإجراءات الحكومية فللعلم « مواصلاً حديثه « هذه الوثيقة ليست الاولى التي كتبت هناك عشرات الوثائق والدراسات والخطط الخمسية والعشرية والعشرينية والثلاثينية التي كتبت وتحدثوا عنها لكننا لم نر لا طحين ولا عجين ، ويواصل،» للتذكير عندما تولى علي الزميع منصب وزير التخطيط قدم رؤية توثيقية كويت ((2000 – 2025) تضمنت رؤية أقتصادية وتعليمية وأدارية وسكانية …الخ لكنها تبخرت كما يتبخر الماء في شهر تموز! هذا مثل من عشرات الأمثلة من الدراسات التي كتبت وتبخرت « ثم أضاف «خذوا على ذات الشاكلة المشاريع التي رسمت على الورق ثم وضعت على الرفوف العالية ولم تَر النور أين وصلت ، ويتساءل « ما مصير المشروع الأخير الخاص بتطوير الجزر وهو أحدث مشروع قدموه هل تحدث أوتساءل أحد عن هذا المشروع العملاق الذي لو نٌفذ لوضع الكويت على خريطة المنافسة السياحية والتجارية إلى البلدان المجاورة التي سبقتنا في مشاريعها العملاقة لكنها اغلب الظن ماتت قبل أن تلد…؟

وينهي المسؤول السابق حديثه بهدوءٍ أقرب ألى اليأس قائلاً: في كل الأحوال، الكويت أمام طريقين لا ثالث لهما اما السير على طريق الترف والتمادي بالاسراف وصرف أخر فلسٍ في الجيب، وأما الخضوع لعملية جراحية صعبة وقاسية للوضع المالي والاقتصادي ووضع الضوابط للصرف، الكويت أمام تحدٍ غير مسبوق ٍسيما في العقود النفطية الاخيرة.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك