ارتفاع نسب الطلاق خطر يهدد المجتمع- وائل المطوع محذرا

زاوية الكتاب

كتب 631 مشاهدات 0

وائل المطوع

النهار

الدريشة- نسبة الطلاق تدق ناقوس الخطر

وائل يوسف المطوع

 

- ارتفاع نسب الطلاق خطر يهدد المجتمع، والطلاق هو ابغض الحلال عند الله عز وجل، وهو معضلة كبيرة تنعكس سلبياتها على جميع أفراد الأسرة بل وتنعكس على المجتمع، وقد اصبحت مشكلة الطلاق ظاهرة منذ العام 2014 حينما وصلت حالات الزواج إلى 13441 كانت منها حالات الطلاق 7263 أي أن معدل حالات الطلاق إلى معدل حالات الزواج 54 في المئة أي أكثر من نصف حالات الزواج كان مصيرها الفشل، وفي العام 2015 بلغت حالات الزواج 15412 وفي المقابل وصلت حالات الطلاق في نفس العام 7201 أي أن معدل حالات الطلاق مقابل حالات الزواج انخفضت إلى 47 في المئة.

وبنظرة بسيطة لتقرير وزارة العدل نجد أن حالات المراجعة الزوجية تعد محدودة مقارنة بحالات الطلاق حيث تم تسجيل 1015 حالة مراجعة فقط من أصل 7201 حالة طلاق أي أن النسبة كانت 14 في المئة.

ومن هنا وجب علينا أن نقولها بأعلى الصوت بأن الطلاق بات يهدد بيوت ومستقبل أبنائنا وبناتنا، ولا يخفى على أحد المشاكل والآثار والانعكاسات السلبية سواء على الرجل أو المرأة أو الأبناء وعلى المجتمع ككل، فالزواج نعمة من نعم الله عز وجل أنعم بها على عباده لحفظ الأنساب والمجتمع والأسرة، ولا شك أن استقرار الاسرة هو اساس أي مجتمع والعمود الفقري الذي ترتكز عليه الأمم في بناء حضارتها.

وعلى ضوء التقرير الصادر عن وزارة العدل نجد أن الأسرة في خطر حقيقي، فما أسباب تفشي تلك الظاهرة؟ وما السبل الكفيلة بحلها بعدما اصبحت ظاهرة يتوجب علينا جميعا التصدي لها؟، اسئلة كثيرة تتبادر إلى الأذهان عندما نمعن التفكير في هذه المشكلة الكبيرة والخطيرة، ما المرحلة العمرية التي ترتفع فيها نسبة الطلاق؟ هل بين سن 20 ، 25 عاما أو بين 25، 30 عاما،  يجب أن يكون التقرير أكثر دقة ليتسنى معرفة تفاصيل المشكلة.

هل اختلاف تربية الأجيال والتربية الحالية التي أصبحت اكثر ديموقراطية مع الابناء هي سبب المشكلة، هل المشكلة في التعليم والمدارس، هل هي في الإعلام والمسلسلات الرمضانية التي قتلت كل ما هو جميل في بلدنا وصورت المجتمع الكويتي وكأنه مجتمع منحل أخلاقيا، هل اختلفت طريقة تربية البنت فأصبحت لا تصبر ولا تتحمل مسؤوليتها في بناء الأسرة.

معذرة أني ألقيت باللوم أولا على البنت قبل الرجل، فالبنت هي الأم التي أكرمها الله تعالى وجعل الجنة تحت أقدامها، وأعطاها الله تعالى من الصبر ما يمكنها من السهر وتحمل ما لا يطاق في سبيل تربية أبنائها وبناء أسرتها السعيدة، فهي من قال فيها شاعر النيل حافظ ابراهيم:-

من لي بتربية النساء فإنها

في الشرق علة ذلك الإخفاق

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعبا طيب الأعراق

الأم روض إن تعهّده الحيا

بالري أورق أيما إيراق

أم أن المشكلة تكمن في طريقة تربية الأولاد أو رجال المستقبل،، أم أنهم تأثروا بالمدرسات اللاتي درسن لهم في المرحلة الابتدائية، أم أنهم تأثروا بتغير الحال في الفريج وحواري الكويت، أم أن المشكلة في انتشار مكاتب المحاماة وعروضهم المستمرة وتشجيعهم للبنات لرفع قضايا على الازواج.

في الماضي كان العم والجار والمدرس ينصح ويربي، كان التلميذ حينما يشتكي لأبيه قسوة المدرس كان الوالد يذهب في اليوم التالي مع الأبن للمدرس ويقول له «لك اللحم ولنا العظم» كان الوالد يتيح الفرصة  للمدرس في تربية الأطفال في الفصل بعكس ما هو عليه الحال اليوم فما أقرب المخفر وما أسرع تقديم الشكاوى ضد المدرسين والمنطقة التعليمية، في الماضي كان الولد يتحمل إدارة ديوان بأكمله ويقوم باستقبال الرجال وضيافتهم ويعرف كيف يجالسهم، أما الآن وبكل أسف تغير الحال وخلت الدواوين والمجالس من الأولاد والشباب، فهل دخول ثقافات مختلفة من دول أخرى على المجتمع الكويتي أثرت سلبا على شريحة الشباب.

أتذكر في السابق أن البنت كانت لا تجرؤ أن تبدي رغبتها أمام ابيها في تقديم شكوى بالمخفر ضد زوجها، وحتى بعد طلاقها كانت لا تجرؤ على القول بإنها ترغب برفع قضية نفقة على طليقها لأن الرد المتوقع من الوالد دوما «لست عاجزا أن أصرف عليج وعلى عيالج» بعكس ما يحدث حاليا بكل اسف، فنجد الأخ والاب والام يحرضون البنت على الانفصال عن زوجها ورفع قضايا ضده غير مدركين أو غير عابئين بمستقبل البنت ومستقبل أبنائها والاثار السلبية التي سوف تطولهم نتيجة هذا الطلاق.

يطول الحديث عن تلك المشكلة الكبيرة وآثارها الخطيرة على المجتمع، لذا يتوجب على حكومتنا الرشيدة دراسة تلك المشكلة بعناية وتسخير جميع الامكانيات لحلها قبل استفحالها والوصول بالمجتمع إلى ما لا تحمد عقباه، ورسالتي لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الذي نثق في حرص سموه على الكويت وأبنائها أن يضع تلك القضية بعين الاعتبار لأن الطلاق يدق ناقوس الخطر الذي يهدد الأسرة الكويتية والمجتمع بشكل عام.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك