صورة نمطية للمسلم الاخواني!.. حسن عباس متحدثا عن اردوغان

زاوية الكتاب

كتب 842 مشاهدات 0

د. حسن عباس

الراي

المسلم اردوغان... ابتزازي ومادي!

د. حسن عبدالله عباس

 

هل سيحصل الرئيس رجب طيب اردوغان على ما يريد من اوروبا وفي الداخل التركي؟

التطور الحاصل في تركيا منذ أكثر من عشر سنوات وإلى اليوم لا يمكن نكرانه. تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية من دون شك تختلف كليا عن تركيا قبل ذلك. فالدولة الاتاتوركية تغيّرت كثيرا، ومن ابرز معالم هذا التغيير الجانب الاقتصادي والمالي.

هذا التغيير الكبير الحاصل مَرَدُّه الى التكتيك الاستغلالي والابتزازي للحزب في التعامل مع الاحداث وخصومه. فالحزب ذكي جدا في اقتناص الفرص واستغلالها لمصلحته. وقد تكون القائمة طويلة للدلالة على هذه التصرفات الشيطانية للدولة التركية في التعامل مع قضاياها، سواء المحلية أو الاقليمية والإسلامية. فمثلا نتذكر جميعاً التمثيلية التي قام بها أردوغان حينما عبّر عن تضايقه الشديد من الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في 2008، ومن ثم انسحابه المفاجئ وعلى الهواء مباشرة في منتدى دافوس، حينما كان في لقاء مع قادة اخرين بمن فيهم شيمون بيريز، حيث مثّل اردوغان دور الغاضب والمنفعل وألقى حينها كلاماً قاسياً وانسحب من الجلسة مباشرة. وقد نقلت شبكات الاعلام العالمية الحدث، وكان لذلك إنعكاس واثر بالغ في نفوس الاتراك والعالم الاسلامي واستُقبل بعدها في مطار اتاتورك، استقبال الفاتحين الابطال.

 

التمثيلية الثانية كانت «سفينة مرمرة» التي اقلّت مجموعة من النشطاء لفك حصار قطاع غزة. فاعترضتها مجموعة قتالية من الكوماندوس الاسرائيلي، وسقط بسبب الحادثة كما نعلم، عدد من القتلى والجرحى. استطاع اردوغان ان يستغل الحادثة ايضا في شكل ذكي خدمة لمصالحه السياسية والانتخابية، فكان أقصى قراره أنه قطع المناورات العسكرية والتفاهمات مع اسرائيل!

طبعا في الحالتين، لم يزد اردوغان على ذلك، بل حافظ الحزب الإخواني على علاقته السياسية باسرائيل، النظام الذي شرد الشعب الفلسطيني المسلم واغتصب ارضه والقدس الشريف، ولم يبتعد أكثر من ذلك لأنه لا يريد أن يُعادي إسرائيل كونها الدولة القوية في منطقة الشرق الاوسط.

اتّبع الشيء نفسه في بداية ازمة العرب وثوراتهم. ففي الوقت الذي ظل فيه غير مكترث بثورات العرب الافريقية، اقتنص فرصة تدمير سورية، كونها تصب في سياق سياسة أهم الدول، ومن بينها اسرائيل. فمن جانب صارت علاقاته افضل مع الاسرائيليين، خصوصاً بعدما تظاهر الجانبان بأن أزمة مرمرة عولجت وأنهما سمن على عسل. ومن جانب آخر صُبّت عليه اموال لم يكن ليتخيلها لكي يُمرر خطة محددة ويقطع دابر المقاومة وأثر الإيرانيين في المنطقة. طبعا لا ننسى أن نضيف لذلك، أن تركيا هي المستفيد الاول من تهريب النفط السوري. وظل هكذا يساير الخليجيين إلى حين دخول الروس على الخط، حينها غيّر الاتراك خطتهم بالتراجع قليلاً عن موقفهم العدواني السابق احتراماً أو خوفاً من القوة الجديدة.

ولأن الفرص تمر مرور السحاب، عرّج وجهه صوب اوروبا ليستكمل اسلوبه الابتزازي مع الغرب. فبعدما تلاعب بالشعب السوري، بدأ باستغلال معاناته بتركه لمصيره في البحر او ليكون عبئاً على الاوروبيين. وفعلاً نجحت سياسة ابتزازه الى الآن، فمناظر الجثث أزعجت العالم المتحضر كما أن اللاجئين صاروا ورقة ضغط ثمينة بيده. لهذا استطاع ان يعقد صفقة مع الاوروبيين بدفع ملايين الدولارات له ورفع «فيزا شينغن» عن الاتراك إلى جانب مراجعة وضع تركيا بالنسبة للانضمام ألى الاتحاد الاوروبي، مقابل وقف تدفق اللاجئين على الساحل الشرقي الاوروبي... فِعلاً صورة نمطية للمسلم الاخواني!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك