«راشد الغنوشي» تحول إلى مؤسس جديد في الفكر الإسلامي السياسي.. بوجهة نظر صلاح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 576 مشاهدات 0

صلاح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- شياطين في العقول

صلاح الشايجي

 

لست من المفتشين بالنوايا والداخلين في السرائر وما تحمل الصدور وما تخفي القلوب.

ولا أظن أن من مهام الإنسان التفتيش والتنقيب والتكذيب، فيما لو سمع أمرا ما من شخص ما، فلا يأخذ كلامه على محمل التصديق ولكن يخونه ويكذبه.

و«المرء بأصغريه قلبه ولسانه» فلنصدق احد الأصغرين «اللسان» وندع الآخر، لأننا لسنا قادرين على تقييمه ولأن ذلك من شأن علام الغيوب.

ولقد شكك البعض في انقلاب السياسي التونسي البارز وزعيم حزب النهضة «راشد الغنوشي» على الإخوان المسلمين، وهو من دهاة السياسة العرب في العصر الحديث، والرجل يصل درجة المفكر والمنظر والفيلسوف، في وقت خلت فيه الساحة السياسية العربية من الساسة المفكرين والدهاة وبالذات في الدول الجمهورية الانقلابية والتي تسيدت ساحاتها وكراسيها السياسية شخصيات لا تمت لا للسياسة ولا للفكر بأدنى صلة، ولكن جاءت بها العصبيات العشائرية أو المناطقية أو المذهبية أو الحزبية.

الغنوشي المحسوب على الإخوان المسلمين، واضح أنه فاقهم وتجاوزهم ولم يعد يغرد في سربهم، ولطالما رفض خطابهم وخططهم، ونصحهم بالخروج من عباءة الزمن البالي وقدم لهم أردية فكرية تتناسب والعصر ومفرداته وثقافته، حتى يتمكنوا من الاستمرار مجذفين مسيرين للمركب لا خارقين له لإغراقه، ولكنهم صم لا يسمعون وإن سمعوا لا يفقهون.

بذلك يتحول «راشد الغنوشي» إلى مؤسس جديد في الفكر الإسلامي السياسي، بديلا عن الاخوان المسلمين.

المجددون هم الذين يجعلون الدين صالحا لكل زمان ومكان والذين يرفضون حبسه في قمقم لا يشم هواء ولا يرى نورا، كما يفعل الاخوان المسلمون رغم انتهازيتهم ومثلهم السلفيون وكذلك غلاة الشيعة.

الغنوشي يمازج بين الدين والسياسة في هارموني مقبول لا يضيع معه الدين ولا تتغلب فيه السياسة على الدين.

تحديث الدين وديناميكيته يتمان من خلال نزع العصا من أيدي كل من يرفع عصا الدين وكل من يجعل الدين شاهده إذا ما كان الحديث يدور حول شأن دنيوي.

وهذا ما يفعله «الغنوشي» ليعيدنا بذلك إلى ما قبل عهد الصحوة الذي استولى فيه غلمان الدين وشيوخه على عقول الناس وزرعوا شياطينهم فيها.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك