المجلس الحالي سيء من حيث ادائه .. هكذا يرى حسن عباس

زاوية الكتاب

كتب 525 مشاهدات 0

د. حسن عباس

الراي

مجلس ومعارضة

د. حسن عبدالله عباس

 

مع الاقتراب إلى خط النهاية للمجلس الحالي وقرب انتهاء مدته الدستورية، بدأت حركة المرشحين والخطوط السياسية بالعمل للدخول في العمل البرلماني المقبل. فهل من جديد هذه المرة؟

أرى ان المجلس الحالي سيء من حيث ادائه، وهو من المجالس القليلة التي تتفق فيها مصلحة الحكومة والتجار معاً. فالحكومة تريد برامجها، والتجار يريدون مصالحهم التجارية، وبالتالي المجلس الحالي جاءهم على طبق من ذهب بحيث تمُر القوانين مر السحاب من دون رقيب ولا حسيب. طبعاً باستثناء بعض المنغصات كتدهور اسعار النفط الذي اربك هذه المصالح، الى جانب شطحات النائب عبدالحميد دشتي وخروجه عن السياق المألوف في الحديث عن العلاقات الخارجية. وبالمناسبة الحديث عن العلاقات الخارجية التي اصبحت سمة حديث دشتي، هو بحق ظاهرة جديدة خارجة عن المألوف الذي اعتاده الناس منذ عشرات السنين، والتي كانت بحد ذاتها من محاسن «الربيع العربي» القليلة.

نعود ونقول ان المجلس الجديد بصورته الحالية سيء، وهذا بلا شك يعود الفضل فيه الى مقاطعة المعارضة للمجلس وترك تقريبا طيف واحد من النواب ليحتلوا مقاعد البرلمان. لكن افصاح بعض القوى السياسية اخيراً عن نيتها الدخول ووقف مقاطعتها للانتخابات جاء تصحيحا لهذا الموقف السلبي. بصراحة الأمل معقود على هذه القوى ان تُعدّل «بعض الشيء» لهذا المنحنى المائل باتجاه البرنامج الحكومي لعله يعيد المسار الى سبيله الصحيح.

طبعاً اعلم ان الذي اعلن عن نيته بالدخول للمجلس الى الآن، هما تجمع ثوابت الأمة ويمثله بالطبع محمد هايف المطيري، وزملاؤه والحركة الدستورية (حدس)، وهما وكما نعلم، القوى التي أثار ممثلوها في البرلمانات السابقة الكثير من اللغط والشحن العنصري. كما نعلم ايضاً ان المجلس الحالي من محاسنه انه قلل هذا الشحن، لكن مع ذلك نقول إن المجلس لا يبدو أنه يعمل جيداً بصورته الحالية، وأن وجود المعارضة السياسية التي تمثل كل الطوائف والفرق افضل بكثير من خلو مقاعدها وتركها لطيف واحد.

لذلك وكي يحظى المجلس الجديد في شكل وطني افضل مما هو عليه، يجب أن تتوقف بقية فرق المعارضة عن مقاطعتها وتعيد النظر بالمشاركة في الانتخابات المقبلة كي يعتدل المنحنى، إضافة إلى ضرورة الدفع بشخصيات لا تمتهن العنصرية كأسلوب للتكسب الشعبي. نتأمل الخير ان تضع القوى العقائدية التي ستشارك امثال «حدس» وتجمع الثوابت، هذا الامر جيداً امام عينيها وتفهم جيداً أنه يستحيل للبلد أن يكون لطائفة أو لطيف واحد. فالبلد جميل بكل اطيافه واشكاله، السنة والشيعة والسلف والاخوان والبدو والحضر والعيم. هذه هي الكويت، ولا يمكن لأي فريق ان يكوّش على كل شيء، فلم يحصل هذا سابقاً ولن يكون مستقبلاً.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك