عن صندوق النصب الدولي! .. يكتب محمد العطوان

زاوية الكتاب

كتب 467 مشاهدات 0

محمد العطوان

الراي

خواطر صعلوك- صندوق النصب الدولي!

محمد ناصر العطوان

 

اسمح لي عزيزي القارئ أن أطلب منك طلبين، الأول ألا تسألني عن اسم صديقي، والثاني أن تسمح لي ولو لمرة واحدة في حياتي أن اتفلسف في موضوع مقال كالذي بين يديك، والذي ربما يضعني في صفوف الفلاسفة يوماً، لأنه بصراحة يهمني جداً أن يوضع في ملفي الأرشيفي موضوع مثل (أبستمولوجيا الخطاب)، واسمح لي أيضاً ألا أشرح لك معنى كلمة ابستمولوجيا ولا معنى كلمة خطاب،لأنني لست متخصصاً في الفلسفة ولكنني متخصص في الكتابة، كما أنني أقسم لك بالله أنني لا أعرف تعريف الأبستمولوجيا ولا الخطاب ولكن لي صديق يعرف تعريفهما كما جاء في القاموس، فهل تحب أن أناديه؟ أم تحب أن أقول لك قصة تعبر عن حالنا وتوصل لك المعنى؟حسناً...اسمع القصة.

سأل شيخ أعمى فتاة صغيرة عن طبيعة اللبن.

دهشت الفتاة من السؤال! ولذلك فقد قال لها الشيخ:

أنت ترين أنني أعمى وليس في وسعي أن أتخيل طبيعة اللبن.

فقالت الفتاة (حسناً...إن اللبن أبيض اللون).

قال الشيخ متعجبا (أبيض!أنا شيخ أعمى ولا أعرف معنى كلمة أبيض).

وهنا تهللت أسارير الفتاة وقالت بسرور (المسألة بسيطة إذاً، فإن الإوزة لونها أبيض).

وهنا علق الشيخ (ولكنني لم أر الإوزة قط).

قالت الفتاة (الإوزة لها رأس منحنٍ).

تنهد الشيخ قائلا (منحنٍ!ما المقصود بهذه الكلمة؟).

رفعت الفتاة ذراعها الأيمن وأحنت رسغها إلى الأمام كرقبة الإوزة وقالت (تحسس ذراعي...إنها محنية).

تناول الشيخ الأعمى ذراع الفتاة ولمس رسغها المنحني عدة مرات ثم صاح مبتهجا (الحمد لله...لقد عرفت أخيرا ما هو اللبن).

إذا أعجبتك القصة عزيزي القارئ (فياريت تسوي سبيسكريب وتابعني كل سبت وأربعاء) وإذا لم تعجبك القصة لا قدر الله، فأنا أعتذر وأطلب منك أن تتوقف حالا عن القراءة لتهز الجريدة من يدك ثلاث مرات وتعيد قراءة القصة لعل البث كان مشوشا!

ولكن في كلتا الحالتين عليك أن تقرأ عن معنى أبستمولوجيا وتقرأ عن كلمة خطاب. ولا تسألني (أين تقرأ) عنهما، لأنني سأقول لك أن لي صديقا يعرف أين، فهل تحب أن أناديه؟ أم أختصر لك المسائل؟حسناً...سأختصر.

يبدو يا عزيزي أننا نعاني من بعض الأعراض التي تدل على عدم توحيدنا لمصادر المعرفة، كما أنه يبدو، والله أعلم، أننا لا نملك فهما مشتركا ولا لغة خطاب مشتركة ولا توجها مشتركا، ومن المستحيل أن تتحقق تنمية في أي مجتمع بدون هذه الضرورات الثلاث، فإذا أردت أن تهدم الحصن...شتت أفراده واجعلهم يبحثون عن الإوزة ليعرفوا طبيعة اللبن، وإذا أردت أن تجعل أفراده حيارى في الأرض كالذي استهوته الشياطين، فكل ما عليك أن تفعله هو أن تجعل الماضي (الكويت) والحاضر(الأفراد) في صراع، ليقف المستقبل بعيدا لا يعرف لمن ينحاز، والمستقبل في خطابنا ومعرفتنا وأحلامنا هو الشباب... وأحياناً هو الشركات في خطاب ومعرفة وأحلام الآخرين.

 

فإذا أردت أن تعرف من هم الآخرون، فانتظر حتى أنادي لك صديقي الذي يعرف كل شيء؟

أما إذا أردت أن تعرف من هي الشركات فاسأل صندوق النقد الدولي الذي يعطينا الإوزة ليأخذ الجمل بما حمل.

فاللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها وشعبها وشبابها من كل مكروه.

وادعوا لي ولأمي رحمها الله عند مدفع الإفطار.

*حكمة حزينة:

أنا أشير للقمر والأحمق ينظر إلى إصبعي!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك