عن شهداء الإمام الصادق .. تكتب هيلة الميكمي

زاوية الكتاب

كتب 433 مشاهدات 0

د. هيلة المكيمي

 النهار

حياد إيجابي- شهداء الإمام الصادق

د. هيلة الميكمي

 

جاسم محمد الخواجة أستاذ علم النفس ومن حمائم كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، شخصية متدينة وقورة، نشرت التفاؤل والأمل في اجواء من يحيطون بها، ملتصق بأسرته وأبنائه، كلما صادفته في اروقة وممرات الكلية أجده يتحدث بكثير من التفاؤل عن غد مشرق، ويتحدث عن طلبته وابنائه ونصائحه التي كان يحرص على تلقينها لهم، اتذكر جيدا تلك الحادثة حينما كان يلقي الخواجة بمحاضراته داخل الفصل في احد الايام فقام شخص من خارج الكلية بالتعدي عليه لرغبته بدخول الفصل عنوة للحديث مع احدى قريباته، حيث انتفضنا لمثل هذا التصور المجرم والذي كان بمثابة اهانة لأقدس مهنة وهي التعليم الا انني لم اتصور ان ذلك العنف المجتمعي قد يتحول الى يد ارهابية تختطف الخواجة من بين صفوفنا. نعلم جيدا اننا في الدنيا ضيوف ونقف في محطة منتظرين الانتقال الى محطة أخرى، الا انني لم اتوقع ان يوما ما ستختطف يد الارهاب حمامة سلام تحت ذريعة المذهب والهوية.

في النطق السامي لصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الصباح وبمناسبة العشر الاواخر استذكر سموه حادث تفجير مسجد الامام الصادق بكثير من الحسرة والالم والتي يشارك فيها المواطنون والمقيمون، فما حدث اخطر ما يمكن ان يحدث فهو ليس حادثاً ارهابياً عرضياً، بل هو قتل على اساس الهوية، وتلك الظاهرة التي اطاحت بالمنطقة العربية واسقطتها دون رجعة. فكل الشعوب حينما تعجز عن التعايش السلمي وتقبل الآخر تفشل في اقامة مجتمعات قابلة للحياة وقادرة على تخطي العقبات وتحقق احلامها في البناء والتنمية، فكثير من التصورات الجميلة في التنمية ستبقى على ورق حينما تفشل في تخطي امتحان التعددية وقبول الآخر.

في ظل تلك الفوضى والتي اصبح الارهاب لغة لها، لا نملك الا التذكير بأهمية تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية وذلك ليس من خلال التغني بها او ترديدها من خلال خطابات، بل هي تكمن في تحقيق مفهوم التوازن المجتمعي، ومحاربة المتطرفين في كلا المذهبين، وغرس ثقافة التسامح والتعايش السلمي ، وتربية ابنائنا على مفهوم احترام الرأي والرأي الآخر، تلك هي ابجديات خطة التنمية ولنبدأ منها ولنتخذ من ذكرى شهداء الصادق مناسبة للوحدة الوطنية.

رحم الله دكتور جاسم الخواجة وبقية زملائه من شهداء الصادق وشهداء الكويت والمسلمين جمعاء.

أستاذة العلوم السياسية

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك