فرض الرأي الشخصي على الآخرين نوع من البلطجة.. برأي خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 390 مشاهدات 0

د. خالد الجنفاوي

السياسة

حوارات- البَلْطجة ضمير مستتر!

د. خالد الجنفاوي

 

يعني مصطلح “البلطجة” وفق بعض المصادر وهو مفردة تبدو انها تسربت لبعض اللهجات العامية العربية من اللغة التركية. فوفق أحد المصادر، يعني مصطلح “البلطجي” الشخص الذي يحمل البلطة، أو الفأس! بل ثمة مرادف لكلمة “البلطجة” في اللغة الانكليزية وهي “Thuggery” وتعني مجموعة من السفاحين وسفاكي الدماء وترجع تاريخياً لعصابة من القتلة المحترفين الهنود الذين كانوا يستخدمون المناديل أو قطعاً من القماش لخنق ضحاياهم! ارتبطت البلطجة بكل سلوك أو تصرف فوضوي وإجرامي خارج عن القانون أو يهدد السلم المجتمعي، وبخاصة الذي يرتبط باستعمال العنف ضد الآخرين بشكل اعتباطي وتعسفي. توجد بالفعل عقلية “بلطجية” حيث يرتكز نشاط هؤلاء النفر السادي على قهر الآخرين بالقوة الصريحة والاعتداء عليهم، معنوياً وبدنياً من دون وجه حق لأن البلطجيين لم يجدوا أحداً يمنعهم أو بسبب تطبعهم منذ الصغر على القسوة والبطش بالآخرين. يحدث أيضاً أن تتم ممارسة البلطجة والفتوة في فرض الرأي الشخصي على الآخرين حيث لن يمتنع “البلطجي” عن استعمال كل الوسائل لإرهاب الآخرين والتنكيل بهم لتحقيق مآربه، فتقل نسبة “البلطجة” في المجتمعات الإنسانية الديمقراطية والمتحضرة وتزيد في المجتمعات البدائية أو شبه البدائية أو المتخلفة حضارياً. ما يدعو للعجب حول احتمالية تعرض أحدهم للبلطجة في بيئة اجتماعية معينة دون أخرى هو امكانية تعرضه للتهديد والتنكيل والبطش من لدن من يدعون أحياناً كراهيتهم الشديدة للبلطجة! بمعنى آخر، يحدث أحياناً أن تزيد نسبة ممارسة البلطجة في تلك البيئات التي يزيد فيها وبشكل ملاحظ عدد الشعارات التي تنادي باحترام حقوق الانسان حيث يبدو تزيد الشعارات والهتافات الإنسانية في تلك المجتمعات التي تعاني نقصاً حاداً في الإنسانية والرحمة والرأفة بالآخر المختلف، وتتصف بعض العقليات “البلطجية” النرجسية بولعها الشديد بإبعاد اتهامات “البلطجة” والبطش عنها، بل ليس من المبالغة التأكيد ان بعض “البلطجيين” يُشبعون رغباتهم السادية في البطش بالآخرين، وفي الوقت نفسه «يبدعون» في الحديث عن حقوق الانسان والرحمة والشفقة، فمن يفتقد شيئاً بشدة يبدو سيسعى بشدة ايضاً لتأكيد عدم فقدانه لذلك الشيء! الميل الفطري أو المكتسب لممارسة “البلطجية” يشابه أحياناً الفرق بين الضمير البارز والمستتر، فالأول يظهر في الكتابة والثاني مفترض ولا يظهر في الكتابة أو الكلام! ستختفي سلوكيات “البلطجة” والشغف المجنون للبطش بالآخر المختلف حينما تبدأ تشير الشعارات الرنانة والهتافات العامة إلى سلوكيات إيجابية وفعلية تحدث في أغلب جوانب الحياة اليومية.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك