من المسؤول عن وصول هذه الفئة المتطرفة لاوروبا؟.. هيلة المكيمي متحدثة عن العمليات الإرهابية

زاوية الكتاب

كتب 356 مشاهدات 0

د. هيلة المكيمي

النهار

حياد إيجابي- طلع البدر!!

د. هيلة المكيمي

 

طالعتنا اخبار تبني تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) لاربع عمليات ارهابية تم تنفيذها خلال اسبوعين في اوروبا وكان اخرها نحر القس الفرنسي في إحدى الكنائس الفرنسية، وهي جريمة صادمة من العيار الثقيل، ولايمكن ان يكون لديها اي اهداف اخرى سوى تشويه الاسلام، مضاعفة معاناة اللاجئين السوريين وغرس قناعة لدى الآخر بأنه لا يمكن التعايش مع المسلمين وان الاسلام دين قتل وليس دين سلام. ولكن يبقى السؤال الاهم: من المسؤول عن وصول هذه الفئة المتطرفة لاوروبا؟ وكيف تمكنت من الاندساس في اوساط اللاجئين السوريين؟ وحينما تعالت الاصوات منذ البدايات عن وجود ارهابيين في اوساط اللاجئين، حيث تم وضع صورهم وهم يقومون بأعمال القتل والنحر في سوريا من خلال الفيديوهات التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي لماذا لم يتم التدقيق في تلك الامور؟

حقيقة وانا اتابع تلك الاخبار، تذكرت كيف شن الغرب بما في ذلك الادارة الاميركية هجوما على دول الخليج بأنهم لم يقوموا بما يكفي لدعم الشأن السوري وتلى ذلك مشهد الطفل الميت على البحر والذي تبين فيما بعد ان والده يقوم بأعمال التهريب وان المشهد تمت فبركته بالتعاون مع الصحيفة التركية، والاغرب من ذلك حينما قام عدد من الالمان في غناء نشيدة طلع البدر علينا عند وصول اللاجئين السوريين في مطار المانيا. حقيقة الامر ان اللاجئين السورين لديهم معاناة انسانية من حيث فقدان الامن والسكن والمأوى والتهجير وهي معاناة مشتركة مع العديد من الحالات في كثير من دول العالم التي تشهد حالات الهجير، الا ان الغريب في ذلك هو الاسقاط من التاريخ الاسلامي، فهذه النشيدة كانت ترحيباً بهجرة الرسول من مكة الى المدينة والتي شهدت انطلاقة الدولة الاسلامية ونشر الاسلام في ارجاء المعمورة!!

مما لاشك فيه ان الغرب تاجر بالشأن السوري، ففي حين اغلقت اغلب قضايا الشتاء العربي، الا ان الشأن السوري بقي مفتوحا حيث تلاقت مصالح البترول والامن الاسرائيلي والقضية الكردية والتدخل السوري ومن ثم التدخل الروسي والايراني واصبحت منطقة لتصفية حروب مباشرة وحروب بالوكالة على حساب الشعب السوري، في حين كان موقف الخليج وتحديدا الكويت بقيادة صاحب السمو القائد الانساني والتي تبنت الكويت كل المؤتمرات الخاصة بدعم الشعب السوري بضرورة الانحياز لتخفيف معاناة السوريين وعدم الانخراط في تلك اللعبة، حيث كانت الكويت تعلم حقيقة تلك التصفيات، يبقى ان نؤكد بأن مشهد نحر القس الفرنسي وهو مشهد مؤلم ليس سوى سلسلة لتلك الاخطاء وآن الاوان لوضع حد لنهايتها.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك