هل أصبحت إيران... أنغولا ثانية؟.. يتسائل مبارك المعوشرجي

زاوية الكتاب

كتب 543 مشاهدات 0

مبارك المعوشرجي

الراي

ولي رأي-هل أصبحت إيران... أنغولا ثانية؟

مبارك المعوشرجي

 

في عام 1975 حدث انقلاب في أنغولا (دولة أفريقية فقيرة) على حكومتها المدعومة من جنوب افريقيا وبريطانيا على يد أحزاب شيوعية طالبت فوراً بدعم من الاتحاد السوفياتي الذي سارع بإرسال 25 ألف جندي كوري شمالي، فنجح الانقلاب وبنى السوفيات قاعدة عسكرية وضعوا فيها جنوداً من كوريا الشمالية وكوبا لتدعم الأحزاب الشيوعية والأنظمة الموالية لها في افريقيا، واستمر ذلك حتى انهار الاتحاد السوفياتي على يد ميخائيل غورباتشيوف، ويبدو أن فلاديمير بوتين «القيصر»، كما يسمونه، يفكر بالفكرة نفسها، فما ان دعته إيران لدعم حليفها بشار الأسد حتى سارع بالقبول وبدأ بالطلبات ليحقق هذا الدعم من فتح للمجالين الجويين الإيراني والعراقي لطائراته وصواريخه لضرب مدن سورية، ثم تطورت الطلبات إلى السماح للطائرات الروسية بالتواجد في مطارات داخل إيران ذاتها.

طلب وافق عليه حكام إيران مع معارضة الدستور الإيراني على ذلك، و«لحس» لكلام طالما رددوه في انتقاد الدول التي تسمح بإنشاء قواعد أجنبية على أراضيها، وتسميتها بالتابع العميل.

هذا التنازل الإيراني الحكومي لروسيا زاد من غضب الشارع الإيراني، الذي تململ من كثرة قتل شبابه على الأراضي السورية واستنزاف أمواله في تمويل الحرب هناك، فاستاءوا من تحول إيران الإسلامية إلى تابع للروس، تنصاع لأوامرهم، حتى ان السلطات الإيرانية انقسمت إلى قسمين، الأول منه وزير الدفاع حسين دهقان الذي يطالب بإنهاء هذا التحالف ومنع الطائرات والمقاتلات الروسية من الهبوط في مطارات إيران وخروجها لتقصف الأراضي السورية، أما الثاني فيمثله رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني الذي وصف هذا الأمر بأنه تحالف مشروع ويخدم الإسلام... «أي إسلام»؟.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يقبل القيصر بوتين سيد «كي جي بي» السابق والذي يتخذ من ستالين مثلاً أعلى له بالخروج من إيران، وهو الذي يحلم بعودة روسيا دولة عظمى؟

من أقوال الرئيس المصري الراحل أنور السادات موجهاً كلامه للرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد أن تورط في الحرب مع إيران: إن من السهل تحضير الجني، ولكن من الصعب جداً صرفه.

فهل سيستطيع حسن روحاني رئيس الجمهورية الإيرانية صرف جني بوتين وتبديد أحلامه؟ أتمنى ذلك لمصلحة المنطقة.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك