لها تاريخاً طويلاً من التآمر على الشعوب.. يتحدث وائل الحساوي عن أمريكا

زاوية الكتاب

كتب 443 مشاهدات 0

د. وائل الحساوي

الراي

نسمات- أوزيرٌ... وكذّاب؟!

د. وائل الحساوي

 

يقول لي أحد الأصدقاء: أشعر بالتشاؤم كلما شاهدت صورة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أي مكان لأني أعلم بأنه لن يأتي بخير إلى ذلك المكان!

قلت لصديقي: إن تشاؤمك حقيقي وفي مكانه الصحيح، فخلال أكثر من ثلاث سنوات من تولي كيري لمنصب وزير الخارجية لأقوى دولة في العالم، لم نر منه حلاً لأي مشكلة تدخّل لحلها، بل تكرار لعبارته الشهيرة: أنا قلق مما يحدث في هذا المكان، وكأنما هو أحد مراقبي الأمم المتحدة لا كوزير خارجية الدولة العظمى الوحيدة في العالم، والتي تتدخل في جميع مفاصل الأحداث في العالم وتنفق المليارات على مغامراتها!

إن للولايات المتحدة الأميركية تاريخاً طويلاً من التآمر على الشعوب والكذب واستخدام العنف لتحطيم الخصوم، لكن كيري يمثل قمة الهرم في انجاز سياسات بلاده والضحك على الشعوب!، وتمثيل الدور المطلوب منه، لاحظوا كيف سكت كيري عن أكبر كارثة إنسانية تحدث اليوم في سورية وهي تفريغ مدينة داريا من سكانها وطرد خمسة آلاف مواطن منها - منهم 700 مقاتل سوري بعد أن استسلموا لنظام الأسد واضطروا إلى مغادرة مدينتهم التي كانت محاصرة لمدة أربع سنوات، لم تدخلها سلة غذاء واحدة، مع مئات البراميل المتفجرة التي تسقط على رؤوسهم يومياً، وهدم آخر المستشفيات فيها، وبذلك تنضم داريا إلى مدن أخرى سيطر عليها ذلك النظام المتوحش وطرد أهلها منها مثل القصير والزبداني وحمص!

وللأسف إن الستار سريعاً ما يُسدل على ذلك المشهد المرعب ولا يتابعه أحد مع أن مصير أولئك المهجرين لا ينتهي بخروجهم بل يتبعه تصفيات جسدية وسجون وتعذيب واختفاء قسري للكثيرين!

أقول بأن كيري الذي يشاهد بأم عينه تلك المأساة الإنسانية ثم لا يكلف نفسه بأي تعليق عليها، ثم تجده يبكي بدموع التماسيح على حلب السورية وعلى الطفل عمران قارن ذلك بكلام لافروف الروسي من أن الواجب هو مراعاة مطالب الأكراد في سورية والعراق وعدم إهمالهم!

أما المأساة الكبرى لكيري فهي في تصريحاته المتواصلة حول قرب تحقيق تفاهم مع الروس حول المعضلة السورية، وتردده على موسكو وبلدان أخرى من أجل تحقيق التسوية المزعومة، ومع أن اجتماعات كيري مع لافروف لم يتسرب عنها أي شيء لكن كما قيل بأن «الكتاب يُقرأ من عنوانه»، فعلى ماذا سيتفقون إذا كانت روسيا «تشق وتخيط» كما تريد في سورية من دون استنكار من كيري لأي خطوة تقوم بها؟ وعلى ماذا سيتفقون إذا كانت المدن السورية تسقط الواحدة تلو الأخرى بأيدي المجرمين؟ وعلى ماذا يخططون إذا كانت حلب مازالت تئن تحت الحصار ويتم تهجير سكانها منها؟ وعلى ماذا اتفقوا إن كانوا قد فشلوا في تحقيق هدنة لمدة 48 ساعة لإدخال المساعدات للمحاصرين في المدن؟

إن الواضح هو أن اتفاقهم سيكون حول من سيتم قصفه وتدميره من المدن ومن سيتم استئصاله من المقاتلين السوريين، فموسكو تصرّ على أن الجميع إرهابيون، ويجب استئصالهم، وكيري يقول: خلوا لنا شوية مقاتلين لنرضي بهم بعض الدول ولا تكسروا كلمتنا في «الأرض»!

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك