لماذا تغدو أرواح الناس وحياتهم واستقرارهم لعبة في أيدي الكبار؟!.. صالح الشايجي متسائلا

زاوية الكتاب

كتب 439 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- النهاية المتأخرة

صالح الشايجي           

 

في بدء الثورة السورية عام 2011 هدد الرئيس السوري بشار الأسد، بأن تبعاتها ستطاول كثيرا من دول العالم، وأن شررها سيصل إلى أماكن قصية.

كان مثل هذا الكلام يبدو حينها غريبا فقد كانت ثورة سلمية يمثلها مواطنون خرجوا إلى شوارع مدنهم مطالبين ببعض الإصلاحات السياسية شأنهم في ذلك شأن أشقاء لهم في دول عربية أخرى، خرجوا مطالبين بأكثر مما كان يطالب به السوريون، فلقد طالب التونسيون وبعدهم المصريون بإسقاط النظام برمته، أما السوريون فما كانوا في البدء يطالبون بإسقاط نظامهم ولم تتعد مطالبهم إصلاحات سياسية مطلوبة وكان سهلا على النظام تحقيقها، بدل الانزلاق اللاحق في أتون حرب مدمرة راح مئات الآلاف ضحايا لها، وتشرد الملايين بسببها، فضلا عن الدمار الذي سرى هشيمه في مدن الاقتتال.

توزع السوريون في قارات الأرض جميعا بعدما ضاقت دول الجوار بلاجئيهم، فطفقوا يلجأون إلى البعيد وعلى طريق اللجوء الخطر مات منهم من مات.

وبسبب تلك الثورة التي تحولت حربا تفقست جماعات إرهابية وولدت إرهابيين من أنحاء الأرض كافة، وصارت الأرض السورية ساحة حرب وأرض موت تهفو إليها أرواح عشاق الدم والباغين الموت، ثم جاءوا بأجسادهم وتوزعوا بين قاتل ومقتول.

وقد تحقق ما «تنبأ» به الرئيس السوري والذي قال حينها أيضا إن الذين قاموا بالثورة هم من المتطرفين الإسلاميين والمهووسين دينيا، رغم أنه لم يلح في الأفق حينها ذو لحية أو عاصب رأس رافع راية سوداء.

وبعد كل هذا الطحن بالأرواح وهذه النيران التي طاولت كثيرا من بلدان الأرض، تتردد أخبار بشأن اتفاق أميركي روسي، على إنهاء الحرب في سورية!

لن أغوص في التحليل السياسي في الشأن السوري لأني لست مؤهلا لذلك، ولكن ما يهمني هو الجوانب الإنسانية في هذا الشأن، لأكتشف كم هي قبيحة هذه السياسة، فمادام كان بإمكان الكبار حل هذه المعضلة وإيقاف نزيف الدم، فلماذا لم يحدث هذا بعد أول قتيل أو حتى قبل ان يموت!

لماذا تغدو أرواح الناس وحياتهم واستقرارهم لعبة في أيدي الكبار!

ألهذه الدرجة وصل التوحش الإنساني!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك