من يريد الزواج نزوجه.. بقلم عصام الفليج

زاوية الكتاب

كتب 734 مشاهدات 0

د. عصام الفليج

الوطن

آن الأوان- من يريد الزواج نزوجه

د. عصام الفليج

 

خرج المنادي يتجول في الشوارع ويقول:

- من يريد الزواج نزوجه.

- من يريد أن يبني بيتاً، نبني له.

- المديون نقضي دينه.

- من يريد أن يذهب إلى الحج أو يعتمر نأخذه.

أتعلمون أين هذا؟! ومتى؟!

إنه في عهد خامس (أو سادس) الخلفاء الراشدين، الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه.

فقد جاؤوا إليه بأموال الزكاة والصدقات، فقال: أنفقوها على الفقراء.

فقالوا: لم يعد في أمة الإسلام فقراء.

قال: فجهزوا بها الجيوش.

قالوا: جيوش الإسلام تجوب الدنيا.

قال: فزوجوا الشباب.

قالوا: من كان يريد الزواج زُوِّج، وبقي مال.

قال: اقضوا الديون عن المدينين.

فقضوها وبقي مال.

فقال: انظروا المسيحيين واليهود، من كان عليه دين فسددوا عنه.

ففعلوا وبقي مال.

فقال: أعطوا أهل العلم.

فأعطوهم وبقي مال.

فقال: اشتروا بها قمحاً وانثروه على رؤوس الجبال، لكي لا يقال جاع طير فى بلاد المسلمين.

إنه أبوحفص، عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية،

والدته: أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.

وكان لجدته لأمه موقف مع عمر بن الخطاب، تلك الفتاة التي رفضت خلط اللبن بالماء.

وهو ثامن الخلفاء الأمويين.

ولد سنة 61هـ في المدينة المنورة، وتوفي سنة 101 هـ في الشام، بسبب المرض.

تولى الحكم وعمره 37 عاماً ونصف، وحكم سنتين وأربعة أشهر (99 - 101 هـ، 717 - 720م).

اتصف بالزهد، وتولى تدوين الحديث النبوي والسيرة، ونشر العلم بين الرعية، واهتم بالعمل بالشورى، وعزل جميع الولاة الظالمين، ورد المظالم إلى أهلها، ونشر العدل، حتى قيل عنه 'خامس الخلفاء الراشدين'.

رحم الله عمر بن عبدالعزيز، ورزق الأمة من هو مثله.

* * *

‏قال يحيى بن معاذ: ‏مصيبتان للمرء في ماله عند موته، لم يسمع الأولون والآخرون بمثلهما.

قيل: ما هما؟

قال: يؤخذ منه كله، ويُسأل عنه كله.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك