الكل مجمع على قتل هذا الشعب المسلم..ينتقد وائل الحساوي موقف العالم من سوريا

زاوية الكتاب

كتب 417 مشاهدات 0

د. وائل الحساوي

الراي

نسمات- لمثل هذا يذوب القلب من كمد!!

د. وائل الحساوي

 

يُحكى أن المغول لما اجتاحوا العالم الإسلامي وقتلوا ونهبوا ودمروا، لم يستطع المسلمون التصدي لهم بسبب تمزقهم وتفرقهم، فكان المغولي يطلب من المسلم الوقوف في مكانه حتى يذهب المغولي لإحضار السيف لقتله، وكان المسلم يمتثل لطلب المغولي!

يعتقد الكثيرون بأن ما يجري اليوم من فتن على المسلمين ليس أشد مما كابدوه من غزو المغول، فالفوضى الخلاقة قد شتتت شملنا والقتل والدمار قد طال جميع ديارنا، والدول الإسلامية قد أصيبت بالصدمة، ولم تستطع أن تحرك ساكناً أو توقف عدواناً!!

وكلما قلبنا القنوات الفضائية فإننا ننتقل من شر لأشر منه، وصور الحرائق المشتعلة في كل مكان وصور القتلى والجرحى بالمئات!!

وترى أذل خلق الله يتفننون في العدوان علينا واستخدام أحدث ما تنتجه مصانعهم الحربية للقتل في بلادنا، بينما يحرص حكامنا على بيان صداقتهم ومودتهم لهؤلاء الأعداء ويبكون في جنازاتهم ويتسابقون على شراء السلاح منهم وتقديم الهدايا لهم!!

أما الدول المسلمة التي أخذت على عاتقها التصدي للظلم ورد العدوان، فإن المؤامرات تُحاك من حولها والاتهامات المُعلبة تلاحقها وسياسة تجفيف المنابع تطاردها، وتكفي غلطة واحدة منها لكي يتكالب الجميع على انتقادها والمطالبة بمعاقبتها!!

إذا التفتنا إلى الأنظمة التي تحكم العالم من حولنا فإننا نجد شعوبها تزداد كراهية لنا وتسعى لطرد المسلمين من ديارها بحجة اعتداءات تنظيم إرهابي هم صنعوه ورعوه على شعوبها، بينما يرعون ويدعمون دول الشر التي تحاربها وتتجرأ عليها ويقدمون لها المساعدات ويسهلون لها الاعتداء علينا!!

إن من يتأمل في مناظراتهم الانتخابية ليجد فيها قمة السفاهة والانحطاط فهي لا تتعدى كشف الفضائح وبيان حجم الفساد الجنسي والمالي عندهم، فهل يستحق هؤلاء حكم العالم؟!

أما كارثة العصر في سورية فقد شاهدنا قمة المهازل فيها، فالكل مجمع على قتل هذا الشعب المسلم وتجريده، من كل شيء، لكنهم يتفننون في طرق التعبير عن حقدهم وكراهيتهم، وبينما يتم قصف السوريين بأبشع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وعدم الاهتمام لجميع نداءات العقل لوقف قتل الأطفال والنساء، فإن القضية قد تحولت في النهاية إلى اجتماعات مكثفة لفصل المقاومة المعتدلة عن المقاومة المتوحشة، ربما لتخيير الطرفين بين الموتة التي يختارونها!!

أما قضية تحرير الموصل فهي لا تتخطى المخاوف من مصير المدينة المهمة بعد تحريرها من قبضة «داعش» ومن سيلتهمها لقمة سائغة: هل هو الحشد الشعبي الذي التهم العديد من المدن السنية مثل الرمادي والفلوجة والقيارة وأفرغها من سكانها، أم غيره من الميليشيات الحاقدة!!

حتى ليبيا التي ليست لديها مشاكل مع أحد ولا تقسيم طائفي أو عرقي قد دخلت عليها معاول الهدم لتشعل نفطها وتفرق شعبها وتفعل الأفاعيل فيها!!

ما كتبته هو أقل القليل مما يهيج بالخاطر من الكمد والحزن على أوضاع أمتي المنكوبة، ومع هذا فقد أضيف إليها الخوف من عصا وزارة الإعلام الغليظة لتحاسبنا على كل كلمة نتفوه بها حتى ولو كانت ضد أعدى أعدائنا، فإلى الله المشتكى!!

تلك المصيبة أنست ما تقدمها

وما لها مع طول الدهر نسيان

لمثل هذا يذوب القلب من كمد

إن كان في القلب إسلام وإيمان

الشاعر أبوالبقاء الرندي

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك