أسوأ ما أفرزته وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة هو بروز طبقة من الحمقى في المجتمع.. هكذا يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 795 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية- وسائل الابتذال الاجتماعي!

ناصر المطيري

 

أخر المساوئ التي طفت على سطح وسائل التواصل الاجتماعي من بعض المستهترين أن يداعب أحدهم صديقه بالحرق بالنار بعد أن يفرغ عليه علبة من البانزين، هذا المشهد المرعب والمزعج يعكس مستوى الخطر الذي تمثله ممارسات وسلوكيات بعض مشاهير التواصل الاجتماعي بما ينعكس سلبا على أخلاقيات جيل الأطفال والشباب.

أسوأ ما أفرزته وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة هو بروز طبقة من الحمقى في المجتمع لا تتورع عن نشر السفالة الممزوجة بالعباطة والخبال دون رادع من دين أو أخلاق.

والمؤسف أن هذه الطبقة التافهة في المجتمع أصبحت لها نجومية ومتابعة كبيرة من الناس بمختلف الفئات والمستويات الثقافية والعمرية، منهم من يتابعها باهتمام واعجاب لأنها تمثل مستوى تفكيره، ومن الناس من يتابعها على سبيل الفضول والاستهزاء.

هؤلاء النجوم المهابيل لا يقدمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلا السخف والابتذال في القول والفعل ولكن الخطورة في الأمر أن ظاهرة انتشار هذه النوعية بدأت تؤثر بشكل واضح على ثقافة جيل من الاطفال والشباب ممن تعلقوا بغير وعي بأدوار التهريج السخيف لهذه الشخصيات «الجرثومية»، تفشي مثل هذا الابتذال في المجتمع وان كان يُقابل في البداية بالرفض أو السخرية إلا أنه مع مرور الوقت والاستمرار يصبح له تأثير لاشعوري وبشكل تدريجي ينعكس على أخلاق المجتمع الذي يألف مع الوقت مثل هذه السلوكيات فيخف استنكارها وتصبح تشكل ثقافة جديدة تغزو عقول كثير من الأشخاص خصوصا من أصحاب الثقافة السطحية والفكر الضحل وفاقدي التوجيه والرعاية من أولياء أمورهم. لو لم يجد هؤلاء الحمقى التشجيع والمتابعة لما تمادوا بسفالاتهم وأفعالهم الواطية، بل للأسف نجد كثيرا من الطيور على أشكالها تقع.

يجب عدم الاستهانة بهذه المستويات من مستخدمي وسائل التواصل الحديثة لأن الفوضى الأخلاقية التي يقدمونها ربما تعطي العالم الخارجي انطباعا مشوها وغير حقيقي عن مجتمعنا، فاستمرار هؤلاء الأراذل يشكل اساءة بالغة للمجتمع، لذلك لابد على الجهات التربوية والجامعات والمعاهد والجهات الإعلامية المسؤولة ومنظمات المجتمع المدني أن تتنبه لهذا التشويه وتتصدى لهذا الابتذال الذي أخذ يسري في أخلاقيات المجتمع.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك