محادثات أستانا تنطلق اليوم وسط خلافات روسية إيرانية

عربي و دولي

814 مشاهدات 0


تنطلق في مدينة أستانا، عاصمة جمهورية كازاخستان، اليوم الاثنين، محادثات حول سوريا، بمشاركة وفود من روسيا وتركيا وإيران، وسفير الولايات المتحدة لدى كازاخستان، والمبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وأيضا من ممثلي النظام والمعارضة السورية، في ظل تباين المواقف بين طهران وموسكو.
وأوضحت وزارة خارجية جمهورية كازاخستان، في بيان، أن المحادثات ستعقد وراء أبواب مغلقة، وستبدأ عند الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي (التاسعة صباحاً بتوقيت الأردن)، وتنتهي في التوقيت نفسه تقريباً من اليوم التالي.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية 'تاس' عن مصادر مطلعة أن المحادثات تهدف إلى تثبيت اتفاقات وقف إطلاق النار بتاريخ 29 كانون الأول دون طرح مبادرات جديدة.
وعلى الصعيد الدولي، تعقد محادثات أستانا بالتزامن مع تولي إدارة الرئيس دونالد ترمب زمام السلطة في البيت الأبيض، وزيادة تباين مواقف موسكو وطهران من دور الولايات المتحدة في المحادثات.
وأكد السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، عشية المحادثات، أن روسيا ترحب بمشاركة الإدارة الأميركية في محادثات أستان احول سوريا، ولكن إيران تعارض ذلك.
وفي مقال بعنوان 'إيران تحرم الولايات المتحدة من الكلمة في المفاوضات'، توضح صحيفة 'كوميرسانت' الروسية أن 'الأهداف طويلة الأجل على المسار السوري للبلدين (أي روسيا وإيران) تختلف كثيرا'.
ونقلت الصحيفة عن خبراء مختصين أن 'موسكو تسعى للخروج من الحرب السورية مع حفظ ماء الوجه، ووقف مشاركتها النشيطة في أعمال القتال، والإبقاء على حكومة موالية لها في دمشق تسيطر على المدن الرئيسية، وتقبل بوجود مواقع عسكرية روسية على أراضي البلاد'.
في المقابل، تلخص 'كوميرسانت' منطق إيران في اعتبارها النزاع السوري جزءا من المواجهة الطائفية، مشيرة إلى أن 'أنصار (حزب الحرب) في دمشق، الذين يتوعدون بالقتال حتى التحرير الكامل لكافة الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة حاليا، يسترشدون بإيران تحديدا'.
ويوضح كاتبا المقال، سيرغي ستروكان ومكسيم يوسين، أن 'اقتراح إشراك إدارة دونالد ترامب في محادثات أستان اجاء بمثابة نوع من إبداء الإرادة الطيبة من قبل الكرملين، وإثباته استعداده لبدء صفحة جديدة من التعاون مع واشنطن'، بينما زاد الرفض الإيراني من صعوبة تنفيذ هذه المهمة.
وعسكريا، جددت روسيا عشية المحادثات توظيف قاذفاتها بعيدة المدى من طراز 'تو-22إم3' لشن غارات في محافظة دير الزور.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد اعتبر، الجمعة الماضي، أن هناك مؤشرات إيجابية لتسوية الأزمة السورية، مرجحا أن لقاء أستاناسيكون إسهاما كبيرا في وضع معايير هذه العملية.
وفي سياق متصل، وصل وفد المعارضة السّورية إلى العاصمة الكازاخستانية، تمهيدا لبدء جلسات المفاوضة مع وفد النظام السوري برعاية روسية تركية.
وقد وصل أربعة عشر شخصا، على رأسهم محمد علوش، القيادي في 'جيش الإسلام'، المعارض للنظام السوري.
وبدأت وفود المشاركين في الاجتماعات بالوصول إلى أستانا في انتظار وصول وفد النظام السوري، الذي غادر مطار دمشق صباح الأحد، ويرأسه مندوب النظام السوري الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري.
كما وصول الوفد الروسي أمس ، والذي يمثله المبعوث الخاص للرئيس بوتين لعملية السلام في سوريا، ألكسندر لافرانتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بينما سوف يمثل الوفد التركي نائب وزير الخارجية، سيدات أونال، مع عدد من المرافقين، في حين سيمثل واشنطن سفيرها في كازاخستان، جورج كرول.
وكان من الواصلين إلى أستانة للمشاركة في جلسات المفاوضات نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري، ممثلا عن إيران.
وأشار مصدر صحفي إلى أن ممثلي الدول الراعية الثلاثة -تركيا وإيران وروسيا- عقدوا جولة مشاورات ثلاثية وعددا من المحادثات الثانية، في سياق التحضيرات التقنية للمفاوضات، فضلا عن عقد لقاءات ثنائية. كما لفت المصدر إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا عقد لقاءً في وزارة الخارجية الكزاخية.
ومن المنتظر أن تبدأ الاجتماعات اليوم بلقاء مفتوح يبدأه الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف بكلمة ترحيبية بالوفود المشاركة، وكلمات لباقي الوفود، يليها أول اجتماع بين وفدي النظام والمعارضة بقيادة المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، أو ممثل آخر.
يذكر أنّها أول مفاوضات ستجري بين المعارضة والنّظام في العاصمة الكازاخستانية أستانا، وهي أول مفاوضات برعاية روسية تركية.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك