يبدو أن مسلم البراك اليوم يختلف عن مسلم البراك قبل سنتين.. برأي مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 2084 مشاهدات 0

مبارك الدويلة

القبس

حصاد السنين- مسلم العائد

مبارك الدويلة

 

يبدو أن مسلم البراك اليوم يختلف، ولو جزئياً، عن مسلم البراك قبل سنتين، بل حتى عن مسلم البراك يوم خروجه من المعتقل، وهو يخطب في سيارة الشرطة، ففي أولى ندواته الجماهيرية كان واضحاً أنك تستمع إلى رجل تغلب على خطابه الحكمة والعقل، وأنه استفاد من تجارب الحياة وكدرها، فقد أكد ما كانت تردده المعارضة طوال مسيرتها من أن الحكم لا خلاف عليه بين الكويتيين، وهو المبدأ الذي حرص على تشويهه أعداء الدستور والعدل والمساواة بين فئات المجتمع، وكان واضحاً خطاب هؤلاء الخصوم خلال حملتهم لتشويه مقترح تعديل قانون المحكمة الإدارية، من أن هؤلاء طلاب سلطة (!!). واليوم يأتي من تضرر ليؤكد خلاف ذلك، وأننا سنكون أول المدافعين عنه!

وكان واضحاً تواضعه واعترافه بتقصير المعارضة في السابق وخطئها، ولعله كان يقصد أنها لم تسع جاهدة إلى تعديل قوانين معينة طوال فترة تواجدها القوي في المجلس، مثل قانون الجنسية، وتوضيح قانون الانتخاب.. وغيرهما، وإن استغل البعض عبارات مسلم، وقال إنه تراجع عن خط المعارضة! وهذا بلا شك خلاف ما قصده.

ولعل أهم ما ورد في خطابه أنه طالب بتنظيم العمل السياسي الجماعي، وهذه لفتة تستحق التوقف عندها، فقد عانينا أشد ما عانينا في السابق من التنافس المحموم بين القوى السياسية من التسابق في تسجيل المواقف، ولو على حساب الإنجاز، وكان بعضنا يسارع إلى مناكفة خطط شركائه الآخرين، مما فتحنا معه المجال لخصوم القوى السياسية من أن يجدوا لهم مدخلاً لتشويه العمل السياسي المنظم.

واليوم تأتي دعوة مسلم البراك لهذه القوى السياسية والحزبية لتنظيم عملها في ما بينها، لأننا بصراحة أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض. لذلك، أتمنى أن تعي المجاميع الشبابية هذه الدعوة وندعم توجهات المعارضة السياسية في مجلس الأمة، وتحقيق أولوياتها التي أعلنتها في برنامجها الانتخابي، وكان من أبرزها استرجاع الجناسي المسحوبة، وتعديل قانون الجنسية، وقانون المسيء، والتي تسعى قوى الفساد إلى إفشال هذه المشاريع بدق إسفين الخلاف وإفساح المجال لمراكز القوى المجتمعية لشق الصف، وفرض خططها وأهدافها وخلافها في الحكم على المشهد السياسي العام.

خطاب مسلم يوحي بأننا مقبلون على مرحلة من التفاهم والتنسيق بين أهم مكونين سياسيين، التيار الإسلامي المحافظ والتيار الشعبي، فإن تم ذلك فالكويت مقبلة بإذن الله على أيام مشرقة تُعالج فيها الأمراض المزمنة، وتخطو بها خطوة إلى الاستقرار والبناء، وتنطلق نحو التنمية والازدهار، وتخبو أصوات الفساد والإفساد.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك