المشكلة أن النخب العلمانية في بلداننا ما هي الا استنساخ من مثيلاتها التي كذبت على الشعوب المسلمة.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 798 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات- علمانية... كويتية!

وائل الحساوي

 

الدكتور فيصل القاسم مقدم برنامج «الاتجاه المعاكس» على قناة الجزيرة استضاف يوم الثلاثاء الماضي إعلامياً من الكويت في برنامجه، وقد كان موضوع الحلقة حول موقف الدول الأوروبية من تركيا في ظل الاستفتاء الذي أجرته الحكومة التركية حول التحول إلى النظام الرئاسي بدلاً من النظام البرلماني!

وكان مقابل ذلك الإعلامي الكويتي الدكتور محمد، المدرس في جامعة السربون الفرنسية الشهيرة والذي دافع بقوة عن قرار الشعب التركي وبين بأنه يمثل استفتاءً حقيقياً على مصير تركيا، وقد تم بطريقة ديموقراطية سليمة!

المفارقة العجيبة هي أن الإعلامي الكويتي لم يترك لفظةً من ألفاظ العلمانيين العرب إلا استخدمها في شتم تركيا، فقال إن أوروبا من حقها الاعتراض على الاستفتاء التركي لأن نتائجه مشكوك فيها، وأنه تم على الرغم من معارضة الشعب التركي!

كما ذكر بأن الغرب يواجه التطرف الإسلامي الذي دمر البلدان المسلمة منذ 15 قرناً لذا فهو مضطر للتصدي لجميع أنواع التحركات التي تتم باسم الإسلام!

الدكتور محمد والدكتور فيصل واجها الإعلامي بالحقائق، وبأن التطرف الإسلامي هو من صنع المخابرات الغربية، وتحدثا عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا التي أنكرها وقال بأنها تمثيلية قام بها أردوغان، وقالا بأن تلك النسبة البسيطة التي فاز بها أردوغان تدلنا على مدى النزاهة في الاستفتاء، ولماذا تم السماح لبريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي عندما كانت نتيجة فرق التصويت على الاستفتاء لا تتعدى 2 في المئة بينما حرام على تركيا ذلك التصويت!

وامتدح الإعلامي نظام كمال أتاتورك الذي وحّد تركيا وطوّرها بعد سقوط الحكم العثماني الذي جثم على صدر الأمة الإسلامية ودمر كل خير فيها، فرد عليه الآخران بأن تركيا كانت وقت حكم أتاتورك من أكثر الدول المتخلفة والفقيرة وإنها لم ترتفع حضارياً إلا مع حكم أردوغان، ولماذا يسكت الغرب عن جرائم الأسد في سورية وانتهاكات حقوق الانسان في كل مكان ولا يرى إلا في نظام أردوغان ما يجعله يتفجر من الغضب ويسعى لإيقافه!

لقد أفرغ الإعلامي قاموسه من الشتائم والانتقادات لتركيا وللمسلمين وبين بأننا أمة لا تستحق الاحترام، وكل ما تفعله أوروبا بنا هو أمر مستحق حتى وإن كانت تركيا قد سلكت السبيل الديموقراطي وأغنت شعبها ورفضت الهيمنة الأجنبية على قرارها!

المشكلة هي في أن تلك النخب العلمانية المكررة في بلداننا ما هي الا استنساخ من مثيلاتها التي كذبت على الشعوب المسلمة وأوهمتهم بجيل جديد سيحول الدين والتاريخ إلى دُمى محنطة في مزابل التاريخ!

هل تتذكرون ما فعله ميشيل عفلق - المقبور - الذي أسس حزب البعث العربي الاشتراكي، والذي تفضل علينا بقادة أفذاذ يمثلون حزبه وهم صدام حسين وحافظ الأسد وغيرهما ممن مازلنا نعاني من تبعات حكمهم عشرات السنين، كل ذلك باسم العلمانية والاشتراكية التي تغلفت بأبشع أنواع العبودية للبشر وطغيان الشر، وتحركت باسم العلمانية التي هي منها براء!

إن الشعوب المسلمة قد قررت أن تنعتق من ذلك الذل والهوان وأن تخطو الى المستقبل متمسكة بدينها وعقيدتها، ولن تفلح أوروبا ولا غيرها في أن تحبط ذلك المد الجارف الذي سيتحقق بإذن الله تعالى!

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك