حول خطاب البراك .. و كلمة راس- تكتبها سارة الدريس

زاوية الكتاب

كتب 5730 مشاهدات 0


حول خطاب البراك .. و كلمة راس

بداية أبارك للأمة عودة ضميرها .. ضميرها الذين كان حرا في قلوبنا رغم سجنه .. ضميرنا الذي كان صدى كلماته يتردد لعامين و سيبقى بقاء الدهر .. مبروك لمسلم البراك حريته .. و مبروك لمحبيه عودته من جدي.

تأخرت في التعليق على خطاب مسلم البراك الأخير
و ذلك لسببين .. اولا لان الدعوه كانت مقتصره على الرجال .. و 'اهني عندي كلمة راس' .. قد اعذر مسلم نفسه ولا اعذر المنظمين .. رجل خرج من سجنه منذ بضعة أيام نعذر انشغاله و الزحام حوله .. لكن المنظمين الذين بح صوتنا و نحن نطلب منهم الانتباه لهذا الأمر رغم اني طلبت مرارا ان لا تهمش مشاركتنا كنساء .. و ان لا يتم التعامل معنا كمجرد اصوات انتخابية في صناديق .. و نحن دافعنا عن البراك و ايدناه ولا نقل عن الرجال بشيء .. بل و بعضنا اكثر شجاعة و تضحية .. و رغم ان مسلم البراك في خطاباته دائما ما يتحدث عن دور 'اخوات الرجال' فكيف من ينظم ندوة ضمير الأمة أن يتجاهل نصفها! .. و يُكتفى بأن نسمع الخطاب بعدكم باليوتيوب دون ان نشارك مثلكم .. فقط مثلكم في 2017
نتمنى مستقبلا في الندوات القادمة سواء لمنظمي ندوات العزيز البراك او غيره من الشخصيات العامة ان يخصص جانب 'من القاعة' للنساء .. فلسنا بعبعات يشوهن المكان .. و لن تنتشر الفحشاء و المنكر مع اناس تعنوا ليسمعوا خطابا سياسيا و هدفهم إصلاح البلد .. 'و اذا خايف من الفحشاء حط بارتشن و لك جزيل الشكر'
أيضا تأخرت في التعليق لاني وددت ان لا يكون تعليقي مجرد اعجاب آني عاطفي لحظي، اخترت ان اقتبس افكاره و اضيف تأكيدي عليها و ازيدها برأيي و تعليقي ..

اعجبني جدا بل و ادمع عيني ذكر مسلم البراك لتضحيات المناضلين الكويتيين السابقين ابتداءا بالشهيدين القطامي و المنيس و كل من سجن ذلك الوقت و الحراك الاحتجاجي في دواوين الاثنين و قوله بأن تضحيته'البراك' وتضحيات كل ابناء الحراك ما هو الا امتداد لهذا النضال .. للنضال من اجل الكويت .. للنضال من أجل الحرية و العدالة و الكرامة و الديمقراطية .. و هذا ما سيذكره التاريخ و لن ينساه ..

أؤيد حديثه عن العمل الجماعي المنظم بلا اقصاء او تهميش و هذا ما اتمنى على البراك ان يبتدئه بتبني قضية جامعة تهم الكويتيين على اختلاف توجهاتهم .. ولا أجد أفضل من تبني قضية 'تغيير نظام الصوت الواحد إلى نظام القوائم النسبية' بحملة سلمية على غرار حملة نبيها خمسة .. لعدة اسباب :

1-رفضا للمبدأ الذي على أساسه ضحينا و ضحى البراك 'الانفراد بالسلطة و العبث بالنظام الانتخابي'
2-نظام الصوت الواحد اثبت عدم عدالته و تعزيزه للعنصرية و الطائفية
3- لأن أي اصلاح لن يكون الا من خلال مجلس الأمة و بداية سن أي قانون او تعديل لن يكون الا من خلال المجلس
4- ضرورة وجود نظام انتخابي عادل يفرز مجلس أمة يعد انعكاس حقيقي لإرادة الأمة .

تحدث البراك عن أهمية العمل السياسي المنظم خارج المجلس و بأنه أهم من العمل البرلماني .. نعم لأن من يخرج للشارع لن يتمسح أبدا ببلاط الحكومة .. الشارع دوما معقل الصادقين المناضلين عبر التاريخ .. ولا انفي ذلك لا شك عن النواب الشرفاء الواضحين الذين غلبوا مصلحة الكويت على فتنة المال السياسي رغم قلتهم .. كذلك لأن العمل السياسي خارج البرلمان غير مقيد بسياسة الرد او سياسة تعطيل الجلسات او الرشاوى او شراء الذمم .. السلوكيات التي للاسف شوهت العمل البرلماني و شلت العملية الديمقراطية و دنست قاعة عبدالله السالم ..

تحدث عن ان الخطاب الانتخابي لن ينقذ البلد .. و دليل على هذا الاحد عشر كاذبا الذين صرحوا بعدم التصويت لمرزوق و ما ان نجحوا الا و انقلبوا على اعقابهم .. نحن بحاجة الى اصلاحيين يضعون مصلحة الكويت قبل مصالحهم الشخصية ولا يتسولون رضا السلطة او ينتظرون مالا سياسيا يغتنون به عبر فسادهم و خيانهم لناخبيهم و وطنهم ..

تحدث كذلك عن المصالحة مع السلطة و انها مفتوحة شرط 'الالتزام بالدستور' .. لان هذا الذي من اجله ضحينا .. و هذا ما لا يقبل المساومه عليه وعلى السلطة ان تقتنع ان المعارضة 'الاصلاحية لا الانتخابية' ليست جزءا من المشكلة بل جزءا من الحل ..

و ختاما قال ان كلمة بدوي حضري سني شيعي يجب أن تلغى من قاموسنا الوطني ..
و تبقى كلمة كويتي .. نعم و انا أؤكد ..
من اجل هذا ضحينا و على استعداد ان نضحي .. و على الجميع ان يتخذ هذا شعارا ..
على كل ما سبق من خطاب البراك المناضل و القائد و القدوه انا ساره الدريس اثني و اؤكد و ازيد ..

مسلم البراك في خطابه لم يتراجع .. بل راجع .. المراجعه اصرار على الهدف ذاته بتغيير الوسيلة .. المراجعة خيار الصادقين الثابتين ..
دمت على هذا يا مسلم البراك ..
اصفق لك بحرارة ..
تحياتي
سارة الدريس

رأي- سارة الدريس

تعليقات

اكتب تعليقك