أميركا لا تريد ان تقضي على «داعش» إلا بعد ان تقضي على التيار الإسلامي الوسطي والمعتدل.. كما يرى مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 567 مشاهدات 0

مبارك الدويلة

القبس

حصاد السنين-«داعش».. والنتائج الكارثية

مبارك الدويلة

 

رجل بريطاني من كارديف يدهس عددا من المسلمين أثناء خروجهم من صلاة التراويح، وآخر أميركي يقتل فتاة مسلمة محجبة في فرجينيا بالولايات الأميركية بعصاة الغولف، وحوادث هنا وهناك متشابهة في دلالتها، وهي ان الكره وعدم الرغبة في التعايش مع الآخر، بل والانتقام والشعور بالحاجة للأخذ بالثأر أصبحت مشاعر تسيطر على الغربيين تجاه المسلمين في مجتمعاتهم!

من الذي أوجد هذه المشاعر العدائية في نفوس هؤلاء؟! من الذي جعل المسلم اليوم يسير في الشارع وهو يترقّب الاعتداء يأتيه في أي لحظة؟ من الذي جعل الفتاة المسلمة تخرج من بيتها وهي لا تدري ان كانت سترجع له سليمة معافاة أم لا؟ انها «داعش»..!! نعم «داعش» التي تبنّت كل أنواع الإجرام والأعمال الوحشية في السنوات الخمس الأخيرة من أجل تشويه صورة الإسلام وشيطنة المسلمين في نظر الآخرين! «داعش» التي دهست وذبحت وخطفت ونحرت وحرقت الأحياء وجعلت الولد ينحر أمه تقرّباً إلى الله كما يدعون، والولد يقتل ابن عمه الأعزل من باب «الاقربون أولى بالمعروف»، وغيرها من الأفكار الشاذة التي ليست من الإسلام في شيء، انها «داعش» التي ولدت فكرتها في مقر الموساد الإسرائيلي، ونفّذها أشباه المسلمين، بعد ان أطالوا لحاهم وتدثرّوا بلباس المسلمين، والمسلمون منهم براء!

اليوم بدأت الاستخبارات الغربية تجني ثمار هذه الخدعة الخبيثة التي أوجدتها، فالعالم كله من شرقه إلى غربه بدأ ينظر إلى الاسلام بأنه دين الارهاب والقتل والدماء البريئة، وينظر إلى المسلمين كأنهم كائنات غريبة لا يمكن التعايش معها ويجب استئصالها، اليوم مكّنت «داعش»، إيران من السيطرة على العراق وتغيير التركيبة الديموغرافية لسكانه بتهجير عشرات الآلاف من الايرانيين لإحلالهم محل اهالي الفلوجة وتكريت والانبار وصلاح الدين، اليوم شاهدنا كيف تم التضييق على العمل الخيري في بلاد المسلمين بحجة مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، حتى بالغوا في التضييق على أعمال الخير؛ اذ لم يعد مقبولاً ممارسة العمل الخيري إلا إذا حصلت على تزكية وزارة الخزانة الأميركية، علماً بأن التبرّعات للكنائس في بلاد الغرب لا تخضع لهذا النوع من الرقابة، بل أنها معفاة من الضرائب، وللعلم فإن كنيسة في تكساس تقدر ثروتها بأكثر من ثروة الحزبين الجمهوري والديموقراطي الاميركيين مجتمعين، وذلك لعدم وجود رقابة أو تضييق على المتبرّعين، ونحن هنا في الكويت لا تستطيع ان تتبرّع بدينار واحد نقداً لأي جهة خيرية بسبب قرارات مكافحة الإرهاب!

كل المشاكل التي يعاني منها المسلمون اليوم نتيجة لتصرّفات «داعش»، وقد حقّق أعداء الامة أحلامهم في بلاد المسلمين تحت هذه الذريعة التي أصبحت الدول الغربية والدول القمعية تمارس علينا أبشع صور التقييد والظلم بحجة محاربة الإرهاب (!!).

أميركا بإمكاناتها وهيبتها تعجز عن أن تقضي على هؤلاء المرتزقة الذين لا يملكون الا بنادق كلاشينكوف من مخلّفات الحرب العراقية ــــ الايرانية!! من يصدقكم؟!

أميركا لا تريد ان تقضي على «داعش» إلا بعد ان تقضي على التيار الإسلامي الوسطي والمعتدل، بحجة علاقته ودعمه الجماعات الإرهابية، عندها فقط يمكن بسهولة إنهاء هذا التنظيم المسخ في يوم واحد فقط، ولكن بعد ان يكون قد حقق أهدافه ولم يتبق من يتحدّث عن الاسلام ويمثل المسلمين الا صوفي منزوٍ او جامي منبطح أو رجل دين يتلو ما يطلب منه! ألم تسمعوا هذه الأيام مقولة إن «داعش» تم تفريخها من تنظيم الإخوان المسلمين؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك