«حدس» لا تسعى إلى إقامة دولة إسلامية في الكويت.. كما يرى مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 566 مشاهدات 0

مبارك الدويلة

القبس

حصاد السنين-«حدس» و«الإخوان المسلمين»

مبارك الدويلة

 

كثر اللغط حول علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب، فالإعلام الرسمي لبعض الدول العربية وإسرائيل يعتبر الجماعة جماعة إرهابية، بينما شعوب معظم هذه الدول وبقية دول العالم يتساءلون عن سبب هذا الربط، خصوصاً أن الجماعة منتشرة في معظم دول العالم، أي إنها جماعة معروفة عند الجميع، ولم يعهد عنها أن مارست العنف، أو دعت إليه، بل إنها ترفض غير الطريق السلمي لتحقيق أهدافها، ما لم تكن هناك ثورة شعبية عارمة لاقتلاع طاغية مستبد عند ذلك تشارك مع بقية مكونات الشعب لإسقاط النظام الظالم كما حدث في سوريا، حيث بدأت ثورة شعبه سلمية إلى أن بدأ النظام بالاعتداء بوحشية على المتظاهرين! وهناك من يُرجع هذا الربط بالإرهاب إلى علاقة «الإخوان» بإيران، وكلنا يشاهد «الإخوان» تقاتل إيران في سوريا وفي اليمن، مما يؤكد بطلان هذا الربط، وتتهاوى الحجة عندما يرجعون إلى بدايات الثورة الإيرانية، عندما زار وفد من «الإخوان» يبارك للخميني ثورته عام 1979! ولا تنسجم شيطنة «الإخوان» اليوم بسبب حادثة عرضية لها ما يبررها قبل ما يقارب أربعين عاماً!

الكثيرون اليوم يربطون بين الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) في الكويت وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين، والبعض منهم بحسن نية، والبعض الآخر بسوء نية، ونحن في «حدس» كنا وما زلنا واضحين منذ البداية أننا كيان سياسي تم إنشاؤه بعد التحرير مباشرة، ولنا أهدافنا ورؤيتنا المستقلة، وتم فك الارتباط بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين منذ ذلك اليوم لأسباب يعرفها الجميع، وكررنا هذا الإعلان أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، وأصحاب الشأن يدركون هذه الحقيقة.

نحن في «حدس» نؤمن بأن الاستقرار عنصر رئيسي لنشر الدعوة الإسلامية، وأن أهم عناصر الاستقرار هو استقرار الدولة في الكويت ودول الخليج، حيث إن الشعوب الخليجية قبلت بالأسر الحاكمة ورضت بتوارثها للإمارة، ولن تقبل بأي بديل آخر، هكذا تفكيرنا، نعتقد لو جاءت أسرة أو قبيلة أو جماعة أو طائفة للحكم فلن يستقر الأمر، وسيكون الصراع والتفكك، وسنكون لقمة سائغة للخصوم الذين يتربصون بنا ويتحينون الفرصة لإلغائنا من الخريطة، لذلك لن تجد تياراً سياسياً في الكويت ــ وأجزم في الخليج ــ يتطلع إلى الحكم؛ لأنه لن يكون مقبولاً مهما كان سوء من قبله، هذه النقطة لم تدركها بعض دول الخليج، التي سارعت بمواجهة رياح الربيع العربي وشيطنة التيار الإسلامي المعتدل نتيجة لقياس خاطئ!

لذلك «حدس» لا تسعى إلى إقامة دولة إسلامية في الكويت، بل تسعى إلى إقامة مجتمع مسلم وفاضل، تحكمه قوانين الشريعة السمحة، القوانين يشرعها مجلس الأمة، والحاكم ــ الذي هو من أسرة الحكم ــ هو الذي ينفذها من خلال حكومته! وقد تمر سنوات طويلة من دون أن نتمكن من تحقيق رؤيتنا كما يحدث اليوم، ولكننا نؤدي واجب الدعوة إلى الله وندع النتائج لله!

كثير من المواقف والمفاهيم كانت بالأمس مشروعة، مثل دعم المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الروس، ومثل اعتبار إسقاط نظام الأسد عملاً مشروعاً، اليوم كلمة جهاد أصبحت مجرمة، والبعض يريد أن يحاسبنا على مواقف سابقة كانت حكوماتنا تباركها، ومن يدري فقد يأتي اليوم الذي يعتبر الحوثي صديقاً ومحاربته جريمة!

***

نظراً لموسم السفر أعتذر عن الانقطاع عن الكتابة مؤقتاً، سائلاً المولى عز وجل أن أرجع وأنتم وخليجنا في أحسن حال!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك