صلاح العتيقي يكتب.. أدب الحوار في مجلس الأمة

زاوية الكتاب

كتب 719 مشاهدات 0

صلاح العتيقي

القبس

أدب الحوار في مجلس الأمة

د.صلاح العتيقي

 

 

لقد عني الإسلام بموضوع الكلام لأنه يشير إلى عقل قائله، ومن خلاله يمكنك أن تحكم على مستواه وخلقه ونظافة بيئته. قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه»، مسند أحمد. فالكلام الطيب يصلح مع جميع الناس، فللأصدقاء يحفظ مودتهم ويستديم صداقتهم، ومع الأعداء يُطفئ خصومتهم ويوقف تطور الأمور ويبعد الشر.

لقد اخترت أعضاء مجلس الأمة لأخاطبهم، لأنهم صفوة المجتمع وخياره، لذلك يجب أن يكونوا على هذا المستوى من ضبط اللسان. من الصباح الباكر يتوافد النواب قبل الجلسة لتسجيل أسمائهم بطلب الحديث، سواء ان كان بعضهم يعلم عن ماذا سيتكلم أم لا يعلم، مع أن الواجب أن يسأل نفسه: هل هناك ما يستدعي الكلام في الموضوعات المثارة؟ عاصرت أحد المجالس وسمعت ورأيت النقاش، غالباً الكل يريد الحديث لا لشيء إلا ليقال إنه فعل شيئاً أو قال شيئاً، فَلَو أحصيت ما قالوا لوجدت أن أغلبه لغو ضائع. يستغرب المرء أحياناً ما يسمعه أو يراه من تلاسن يبلغ حد السباب والشتائم والخوض في الذمم والأعراض. بعضهم لا يبالي بأن يتعرض للآخرين بما يكرهون، ناسياً ما قد يسببه هذا للنائب وأهله من أذى. فالرجل النبيل يتحاشى أن يصطدم بالآخرين في أغلب الأحيان، وذلك باستثارتهم سداً للذرائع تحقيقاً لقوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً} صدق الله العظيم، فهل نرى نواباً بهذا المستوى من الكلام العفيف؟ أرجو ذلك.

***

لا يزال موضوع الفوائد البنكية يتداول بين الناس بين مجيز لهذه الفوائد ومحرم لها، في أحد الدواوين أثار أحدهم موضوع الفوائد، قائلاً إن الفوائد التي يأخذها المودعون مشروعة ولا لَبْس فيها لقوله تعالى في سورة عمران {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً}، وأن الخمسة في المئة أو السبعة في المئة ليست أضعافاً مضاعفة، لذلك فهي حلال.

إن من نافلة القول ان الله سبحانه وتعالى قد نزل في كتابه المجيد الكثير من الآيات، وأمرنا بأن نتدبرها، وأكثر ما يجلب التدبر هو معرفة معانيها، لأن كثيراً من الناس يغفل ذلك، ويعتقد أنه يعرف معناها وتأويلها، أخذاً بظاهر النص، استناداً للظن من دون الرجوع لكتب التفاسير وسؤال العلماء.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك