مشكلتنا ومصيبتنا العظمى في القيادات في تحويل هذه الوظائف الى اسلحة سياسية بيد الحكومة لاتمام تحالفاتها التي لا تنتهي.. برأي محمد المطني

زاوية الكتاب

كتب 655 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش-مؤشرات فسادكم

محمد المطني

 

طرفة الاسبوع وفكاهته كان تصريح الحكومة الموقرة عن استيائها من تراجع الكويت في مؤشرات الفساد العالمية وكالعادة تم تشكيل لجنة لبحث الاسباب من جيش اداري كبير يضم أغلب وزارات وجهات الحكومة المعنية بمثل هذه القضية لبحث أسباب هذا التراجع ووضع التدابير اللازمة لتعديل ترتيب الكويت.

مازالت الحكومة وفق تصريحها تريد بحث أسباب تراجعها أي أنها لا تعلم هذه الأسباب الى الآن، الجيد في الموضوع هو الاعتراف الضمني وبشكل رسمي بأننا متراجعون هذه المرة ونعاني من الفساد، وكما يقول علماء النفس فإن أول خطوات حل المشاكل الاعتراف بها وهو ما تم، وهو بالنسبة لي الشيء الايجابي الوحيد.

ولاختصار الموضوع والوقت على اللجان المشكلة لبحث أسباب الفساد وتراجع الدولة نقول: سبب التراجع هو الإدارة وطريقتها في التعامل مع ادارة مرافق وشؤون الدولة وكل الأمور الأخرى التي ستدرسونها وتصلون اليها هي جوانب من الفساد واشكال ونتائج لا أسباب، فالفساد الذي ستدرسون أسبابه هو فسادكم أنتم وأنتم سببه ولا دخل لأحد آخر في ذلك فالمسؤولية على قدر السلطة وليست هناك سلطة أكبر من التي تملكها الحكومة وخصوصاً بعد أن تم وأد البرلمان وتقليم أظافره في السنوات القليلة الماضية.

فلا قانون يتحمل سبب وجود الفساد ولا تعديل لوائح بل الأمر متعلق بالشخصيات التي تدير المشهد ونقصد هنا كل القيادات التي تعمل تحت إمرة الحكومة وجاءت بالواسطة والمحسوبية لا بكفاءتها وهذه لن يغيرها قانون ولا تعليمات ولا توجهات، سبب الفساد باختصار هو وجودكم وطريقتكم في إدارة مرافق الدولة واختيار قياداتها.

مشكلتنا ومصيبتنا العظمى في القيادات ونقصد هنا كل الوظائف العامة من الوزير الى أصغر رئيس شعبة في وزارة أو هيئة حكومية، مصيبتنا في تحويل هذه الوظائف الى اسلحة سياسية بيد الحكومة لاتمام تحالفاتها التي لا تنتهي ولا تستمر، والحل دائما يبدأ من الأعلى من تغيير طريقة الاختيار.

ستمر هذه اللجنة المشكلة لبحث اسباب تراجع الكويت مثلما مرت غيرها من اللجان والدراسات، وستنتهي كاجراء تم في يوم للتصدي لهذا الخبر المنتشر فقط لا أكثر وسنبقى كما كنا اذا استمرت طريقة ادارة الدولة واختيار قياداتها بنفس الطريقة المتبعة منذ ايام الجاهلية وعندها لا لجنة ستنفع ولا حكومة ستنجح. تفاءلوا.

المطني

تعليقات

اكتب تعليقك