تناقض التصريحات النفطية

الاقتصاد الآن

الطاقة الأنتاجية و الأستيعابية للنفط الكويتي

1425 مشاهدات 0


 

اعلانين متناقضيين لكبار المسوؤليين في مؤسسة البترول في الأسبوع الماضي حول امكانية الكويت من انتاج 3 ملايين برميل من النفط الخام و بصورة مستمرة ثابتة اي بما يسمي  ب
Sustainable Production))  اي انتاج مستمرعند هذا الرقم و لفترة متواصلة مابين 90 الي 120 يوميا. والتناقض هو الخلاف بين الطاقة الأنتاجية و الطاقة الأستيعابية حيث الطاقة الأنتاجية تعني أننا  نمتلك  ونستطيع من باطن الأرض هذه الكمية أما الطاقة الأستيعابية فأنها تعني و جود مراكز تجميع و معدات و أنابيب و صهاريج  للتخزين وجاهزة للتصدير الخارجي ولكن من دون الماواد الخام وفي هذه الحالة النفط الخام. وحتي الان لا نعرف ماذا نمتلك وهل فعلا نتسطيع ان ننتج 3 ملايين برميل من النفط للتصدير الخارجي و اذا كان كذلك فمن أين ستاتي هذه الكميات ومن اية من الحقول النفطية هل من الشمال أو من حقول برقان من الجنوب أم من الجنوب  الغربي أم من المناطق الحدودية من الوفرة و الخفجي؟
و للتاريخ فأن الكويت انتجت ما يقارب 3 ملايين برميل من النفط الخام في الستة الأشهر الأولي من عام 1972 و بمعدل 999 ر 2 مليون برميل يوميا و معظم الأنتاج كان من حقل برقان الكبير و الذي بلغ معدل انتاجه أكثر من 7 ر 1 مليون برميل  و الكميات المتبقبة كانت من حقول الشمال من الروضتين  والصابرية و البقية المتبقية من الجنوب الغربي من  حقول المناقيش وأم قدير. في حين كانت الطاقة الأستيعابية في حدود ال 900 ر 3 ملايين و بزيادة أكثر من  مليون برميل  عن الطاقة الأنتاجية. هذا كان الرقم القياسي لأنتاج الكويت من النفط في 1972 و كان سعر البرميل للنفط الكويتي آنذاك بقيمة 372 ر 2 دولار للبرميل الواحد.
و تضارب الأقوال سيزيد من عدم مصداقية مؤسسة البترول في تصديق اقامها وخاصة و المتعلقة بارقام الأنتاج و التصدير. ومما سيزيد الشك في أرقام الأنتاج هو من اي ستأتي هذه الزيادات و اذا فرضا وافقنا علي رقم ال 3 ملايين الا ان المصدر و المنبع الوحيد سيكون من  حقل برقان و المحافظة علي معدل انتاج ثابت و مستمر مابين 7 ر1 و 9 ر1 مليون برميل في اليوم و لمدة 120 علي الأقل أما بقية الحقول فأنها من المؤكد  مازالت لن تحقق معدل ال 3 ملايين و من غير المتوقع ان نصل الي 4 ملايين مع 2020. حيث ان كميات الأنتاج تقريبا معروفة  من الحقول النفطية حيث الشمال و الجنوب و المناطق الحدودية ( الخفجي و الوفرة) وهي تمثل مابين 250 ر1 الي 300 ر1 مليون و الكميات المتبقية ستكون من برقان وهي مابين 450 ر1 الي  650 ر1 مليون  بصفة مستمرة ثابتة وهي بالكاد تمثل ال 3 ملايين برميل لتحقيق الهدف المنشود. 
و كان من الأفضل ان تتوسع المؤسسة بتصريحاتها و تؤكد و بصورة و اضحة  مصدر انتاج هذه الكميات الجديدة و كيف توصلت المؤسسة الي هذا المعدل الجديد و ماذا مثلا عن معدل انتاج حقول الشمال و الكميات المنتجة منها حاليا. هذه التويضحات و الشفافية ستزيد من مصداقية القطاع النفطي و ستتناقل كبري النشرات النفطية هذه الآرقام و ستزيد من الطاقات الأنتاجية المتوافرة لدي دول 'أوبك' و ستساعد علي طمأنة الاسواق النفطية حاليا و مستقبلا.
نحن بامس الحاجة الي توضيحات و من مصداقية في الأرقام  وأكثر الظن بأنن نمتلك طاقات استيعابية من معدات و انابيب و مراكز تجميع و تصدير و لكن حتي الآن لم نحقق الطاقة الأنتاجية  المطلوبة من باطن الأرض أو مايسمي ب Sub surface)).
وزيادة انتاج النفط الخام لن تكون بهذه السهولة و لن تكون بتصريحات صحفية مستعجلة و بدون أجوبة كافية ووافية و من اجل التسابق الاعلامي . أننا بحاجة الي مزيد من الوقت للوصول الي 3 ملايين حاليا و 4 ملايين برميل من النفط الخام مستقبلا.

كامل عبدالله الحرمي-كاتب و محلل نفطي

الآن-كامل الحرمي (خبير نفطي)

تعليقات

اكتب تعليقك