فتنة التمييز ضد القبائل في حمأة الانتخابات

زاوية الكتاب

باسل الزير يحذر منها ويدعو إلى تلاحم الصفوف من أجل الكويت

كتب 5446 مشاهدات 0


خص الكاتب والناشط السياسي باسل الزير جريدة بالمقال التالي محذرا فيه من الفتنة والتمييز ضد فئات المجتمع:

الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها
 
قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»
الكويت هي موطن هجرات  لمختلف الأجناس والقبائل والعرقيات ، فهي بلد مستحدث  ليس ذا حضارة عريقة ، فقد بدأ  تاريخها منذ 300 عام وكانت فيما مضى تسمى بالكوت وهو لمحمد بني عرعير لبني خالد،  فتوالت عليها الهجرات بدأ بأسرة الصباح ومن توالها من أسر مختلفة وقبائل متنوعة سنة بعد سنة وعام بعد عام...
 تتكون دولتنا الحبيبة من أهل الحاضرة والبادية سكنوا وعاشوا وأسسوا الكويت جنبا إلى جنب ،بدوا وحضرا سنة وشيعة ، بل يذكر التاريخ أن حتى غالبية الحضر والبدو أتوا من هجرات شبه الجزيرة العربية ولذلك سمية غالبية الأحياء بأسماء القبائل التي سكنوا مع الحاضرة فيها،  لذلك تجد أسماء بعضا من الأحياء سميت بأسماء هؤلاء القبائل مثل سكة عنزة وفريج المطران وفريج الزهامييل وفريج  الصوابر وساحة الرشايدة وغيرها من القبائل قاطني 'عريب دار ' والقاطنين بجانب الآبار والجهراء والفنطاس وجليب الشيوخ وغيرها من مناطق الكويت العامرة بأهل العقول النيرة أيام زمان...
وكان أكثر الغاصة الذين يذهبون للبحر هم من أبناء البادية ، لان هذه المهنة تتطلب الشجاعة والإقدام ، كما نص على ذلك المؤرخ سيف بن شملان ...
إضافة لان البدو كانوا يتحملون العبء الأكثر أهمية في الدفاع عن الكويت وقدموا الكثير من الشهداء في معارك الصريف وحمض والجهراء والرقعي وأخرها الغزو الصدامي الجائر على الكويت ، بل من الصدف العجيبة التي سجلها التاريخ هي أن قبيلة مطير حاربوا بمئات  الأشخاص 5 منهم من الدوشان ضد أمير قبيلة مطير آن ذاك وزعيم الأخوان فيصل الدويش....وكذلك من قبائل عنزة والظفير والعوازم والرشايدة والعجمان ....
والعجيب بعد كل ذلك وكل هذه الدماء التي سالت وكل هذه التضحيات قدمت و التي سجلت بأحرف من نور يأتي من يشكك بوطنية الكويتيين ويقسمهم إلى طبقات وفئات ، ومن أتى  قبل النفط ومن أتى من بعده ، ويتهم بوطنيتهم بقوله 'أنكم لستم كويتيون!!!! ' وهؤلاء ساكني داخل السور كويتيون كامل الدسم وهؤلاء الزمرة خارج السور كويتيون قليل الدسم بل هم لفوا،  كأن الكويت هي فريج جبله وشرق فقط وكأنهم هم من نبت القاع؟؟!!
 ولا اعلم كيف استشرى هذا الوباء وهذه الفتنه التي بدأت تفوح من هنا وهناك من تعامل مع المواطنين بمكيالين أبان الانتخابات والسكوت عن الرويبضه الذين لا يتوارون على تقسيم المجتمع وزرع الفتنة التي هي اشد من القتل بين فئاته المتلاحمة المتعاضدة وقت المحن والشدائد ، والعجيب أن في كثيرا من الدول المتقدمة تسن قوانين تجرم هذه الفتن ، فلو لمزت أحد بنقرو ' أي يا أفريقي ' تحاكم وتحاسب على هذه العنصرية ، في حين نجد هذا الصمت المطبق لكثير من الأعضاء والمسئولين الذين لا يفسر سكوتهم سوى أنهم مشاركون بهذا الإثم والعدوان ولسان حالهم يقول ' لم أمر بها ولكن لم تسأني '
فإذا خلا بعض هؤلاء إلى بعض وثالثهم الشيطان قال أحدهم لقرينه  ' زين يسوي بهل الجيزان'
وترى بعض هؤلاء ممن تبلغ لحيته إلى سرته وقد ملئ المساجد بالدعوة إلى الكتاب والسنة وتناسى قوله تعالى ' إن المؤمنون أخوة' وجعل قول 'المسلم أخو المسلم'  خلف ظهره ومنهم من يدعوا إلى الليبرالية وحقوق الإنسان وهي تبعد عنه بعد السماء عن  الأرض.
إننا لا نقبل خلط الأوراق وتاريخ الكويت لا يقبل الزيف والخداع، والحقائق لن تزال بكلام سفيه دجال...
أين عقلاء الكويت أمام هؤلاء السفهاء...؟؟!!!
والغريب نسمع من بعض الناس من يقولون - وهناك أناس تسمع لقولهم -' هناك من بنى وهناك من سكن؟؟؟!!!'
وأنا أقول إن كان هناك من يبني الأسوار لدفاع عن الكويت فان الكثير من أبناء القبائل وأهل البادية قد سالت  نفوسهم وأرواحهم على رؤوس الرماح للدفاع عنها والموت من أجلها ، ولم يلتفتوا إلى حميه جاهلية كما يقولوا هؤلاء الأدعياء، الذين لم يقرؤوا حتى مبادئ تاريخ كويتنا الحبيبة التي بها يتفاخرون ويتغامزون ويتنابذون بالألقاب بأس الاسم الفسوق بعد الإيمان، واقرؤوا كتاب ملاحم كويتية لسعد العجمي   ففيه ما يسكت كيد الحاسدين المفرقين ، ويسد عين الساكتين الراضين عن ما يقوله السفهاء التي سكت الدولة وأعضاء مجلس الأمة عما يفترون به من كلام تزول منه الجبال .
وأنذركم فتنة ستحرق الأخضر واليابس وستفتت وحدة مجتمعه الآمن

الآن-خاص

تعليقات

اكتب تعليقك