رحمةً بالحق يا زايد الزيد

زاوية الكتاب

متابع بنتقد ناشر تحرير ((الآن)) ويشكك في أننا سننشر رأيه

كتب 5157 مشاهدات 0


تأكيدا لنهج من أنه لا يوجد قائمة سوداء و|أخرى بيضاء (black list vs. white list)، وعملا بحرية الرأي التي عاهدنا متابعينا بعرضها والدفاع عنها، ننشر مقالا نقديا لموقف الأخ زايد الزيد- ناشر تحرير - بل ونختاره- استثناء-  'كمقال اليوم' رغم اختلافنا مع نهجه.

هي سابقة , وربما يكون هناك من سبقني وفعلها , ولكن حتى وإن كان هناك من سبقني بما سأقوم بهِ الآن , إلا أنَّ هذا الأمر من النوادر , وقل أن تجد كاتباً يكتب وينقد صاحب الصحيفة أو الجريدة وفي صدرها يدوِّن النقد لصاحبها , ولا أخفيكم بُعدَ أملي في ظهور المقال , فإني أضع أمام عيني نسبة 99.9% أن يتم نشر هذه مقالة كهذه تحمل في مضمونها نقداً لما يكتب الكاتب وناشر تحرير جريدة الأخ زايد الزيد , وأنا أعتبر نفسي أكثر المصدومين بالأخ زايد , ورب صدمة خير لي من ألف ميعاد , فهذه الصدمة هي مناسبة المقالة التي ذرعتم وبدأتم بقراءتها الآن في جريدة الآن نقداً لناشر تحرير جريدة ( هذا إن نُشرت ) .

قبل كل شيء , من قال أنني أسعى للشهرة في مقالي هذا ,  فإني مسائله يوم نُسأل جميعا , فورب السماء والإرض إني كتبت السابق لأني أرغب في ظهور الحق كون ما كتبه الأخ زايد من آراء ظاهراً للعيان فوجب النقد أيضاً أمام العيان , ونصرة للحق الذي أزعمه وأعتقده وانسجاماً مع ما أعتقد وأزعم بالدليل والبرهان وبلا تجني واتهام , وكون زايد رجل مقروء ولهُ شعبية , فحق علينا أن نرد وننقد , وهذا حقي ولا يستطيع أن يصادره أحد إلا بما يملك , كمنع المقالة من النشر مثلاً وهذا حق تملكه الآن , وتوقعته في ديباجتي التي مللت طولها ولا زلت فيها إلا الآن , أقول مستهلاً  :

أول المصائب التي أزعم أنا أنها مصيبة , هي تصريح الأخ زايد الزيد المميع لأهمية طرد نصر أبو زيد , بل ووصف من كفَّر نصر أبو زيد بالمتشدد ! وهذه عبارته أسوقها لكم ( أما بالنسبة لدعوته ومنعه من دخول الكويت فهذا ربما له علاقة بما يمكن أن يتسبب به وجوده من مشاكل وربما أحداث عنف نحن في غنى عنها من جانب جماعات متشددة تعتبره مرتدا ويجاهر بكفره ) انتهى كلام الأستاذ زايد , وهذه مغالطة عظيمة جداً وعميقة , إذ أن نصر أبو زيد تم التفريق بينه وبين زوجته من خلال قانون الأحوال الشخصية على مذهب الإمام أبي حنيفة , وذلك لأنه لا يجوز بقاء المسلمة على ذمة غير المسلم , وكان بذلك حكم بكفره واضح وصريح من محكمة مصرية ( لا دخل للمتشددين فيها ) مقطوع بقضائها وهي في مقام الحياد فلا تطرف ولا تشدد كما يقول الأخ زايد .

وأنا أتناول الآن وجهة نظر الأخ زايد الزيد كونه رئيس تحرير أكبر جريدة إلكترونية وأوسع جريدة إلكترونية انتشاراً , ويحق لنا نقده والقيام بدورنا من خلال نقاش الفكر بالفكر كما نادى زايد الزيد معلقاً على حضور نصر أبو زيد فقال ( لكن أنا أرى بالعموم أن الفكر لا يقابل إلا بالفكر ) وكنت أتمنى وفي التمني شقاء , أن يكلف نفسه الأخ الأستاذ زايد ويسعى ويقرأ الكتب والمطولات والمجلدات التي ألجمت نصر أبو زيد حتى من أساتذته ومن معلميه وأربابه ونظرائه , فلم يتركه أحد إلا ودوَّن رداً عليه وفنَّد مزاعمه , وإليك هذه الثلة التي كتبتها أيضاً في ردي على الدكتور البغدادي شافاه الله وهداه ( قراءة في فكر التبعية محمد جلال كشك , الدكتور عبدالصبور شاهين وكتابه قصة أبو زيد وانحصار العلمانية في جامعة القاهرة وعبدالصبور شاهين من أساتذة نصر أبوزيد , والدكتور رفعت عبدالمطلب في كتابه نقض كتاب نصر أبوزيد ودحض شبهاته , والدكتور سيد عفاني في كتابه المعنون بعنوان أعلام وأقزام , وأقوى الردود كانت على يد الدكتور طارق منينه في كتابه أقطاب العلمانية في العالم الإسلامي والعربي  ) انتهت المصادر .

فالفكر تم مواجهته وتم الرد عليه , فلمَ العجلة إليه وممارسة دور حاتم بن طي فيمن هو ليس أهل للكرم والإستضافة ! كما أنه مُدان بحكم قضائي مصري يفيد بردته , كما أن الكتب تعج بالتعدي على أصل العقيدة والثوابت ( الذات الإلهية وذات النبي صلى الله عليه وسلم ) وهذا صريح وواضح في عضد الرأي بعدم استقباله . 

كما أني أشير لأمرٍ خطير , وهو تحسس البعض من كلمة ( كافر )  , وهي من أكثر الكلمات المذكورة في القرآن , وهي حكم شرعي لا ينزل على أحد إلا بشروط , ومن شروطه انتفاء الموانع ومنها عدم التأويل وعدم الإكراه وإزالة الجهل وغيرها من الموانع , فلو رأى مثلاً وسَمِعَ الأخ زايد الزيد أو أي نفرٍ , سمع رجل يقول أنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بنبي , إنما هو مخادع يكذب وينسج القصص ( وحاشاه )  هل وصف القائل بالإيمان والزهد والورع والتُقى هو الإعتدال !

كما أنَّ الحكمة تقتضي وضع الشيء في مكانه , ومن الحكمة استخدام حكم التكفير فيما قرر الله وبيَّن سبحانه بالسُبل والطُرق الشرعية , فلا إفراط ولا تفريط , لكن المشكلة أن الأخ زايد الزيد وقع في التفريط فأصبح حكم تكفير أبو زيد لا يصدر إلا من متشدد ! وهذا ظاهر كلامك ولا أحمله فوق احتماله .

نعرج على رأي آخر كان بمثابة الصدمة لي كذلك , وهو رأي الأخ الفاضل الأستاذ زايد الزيد بمجئ العريفي , وأنه مع المنع وعدم استقباله , ثم قام بعملية مقارنة بينه وبين حالتين , الأولى حالة الفالي , وقال أنه صرَّح بأنه مع منع الفالي آنذاك , ولا أعرف أين صرَّح ؟ هل في مقالة أو لقاء تلفزيوني ؟ والحالة الثانية هي حالة نصر أبو زيد الذي أيد طرده على استحياء مع تفضيل مقارعة الفكر بالفكر , وقوله أنه يتمنى مقارعة الفكر بالفكر تفيد تخفيف حدة المنع ومفهوم كلامه الغير منطوق هو بأنَّه يفضِّل دخول نصر أبو زيد ولكن ما باليد حيلة والأسلم طرده !

وأقول هنا أنَّ هذا خلط وأي خلط , فالفالي ممنوع سلفاً ومقضي الأمر لأسباب أمنية كتبتها ونشرتها الصُحف , نصر أبو زيد تم منعه بناءً على حكم مصري يفيد بردته ومضمونه التعدي على الذات الإلهية , أما العريفي فرجل شتم غيره , وكلا الاثنين لا علاقة مباشرة معهم!

فأنت في حالة العريفي لم تكتفي فقط برأيك المدون بالمقالة يا أستاذ زايد , بل تصدرت ونصبت نفسك مدافعا على التلفاز بمناظرة مباشرة , رغم أن هناك تفاوتا كبيرا بين الحالات الثلاث التي تؤازرها من قبل .

ما سبق قراءة نقدية للأخ الأستاذ زايد وأتمنى قَبولها بصدر ليبرالي رحب , واسع الأفق , هذا ما قالته قبل لقاء القمة بين الأفاضل الأساتذة أسامة وزايد , ولعلي أجلس أتابع الحلقة وفي يدي ورقة وقلم , ليتسنى لي الرد , وفن الردود والتصدي والنقد , يُعتبر من أنجع الفنون , ولولا النقد لم يصل الإنسان للحق , وسمران يحييكم

 

عبدالله بن خدعان المطيري 'سمران'-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك