(تحديث 2) رئيس وزراء الكويت يطارد الوشيحي في مصر ويقاضي صحيفة الدستور

محليات وبرلمان

نقابة الصحفيين تتعهد بالدفاع عن عيسي والوشيحي.. والدستور تعتبر مانشر 'حرية رأى'

9171 مشاهدات 0


استمرارا لسياسة مقاضاة  سمو رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح للكتاب والصحافيين، تقدم الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء ببلاغ إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود ضد إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور ومحرر بالجريدة يتهمهما بالسب والقذف فى حقه. وقال البلاغ ان الجريدة نشرت 6 مقالات بها عبارات تخدش الشرف والحياء، وقام بتقديم البلاغ موكل رئيس الوزراء الدكتور عبد الرءوف المهدي الوكيل الخاص به بالقاهرة (أنظر الرابط: http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=53258&cid=48

وقام النائب العام بإحالة البلاغ الى المستشار هشام الدرندلي المحامي العام الاول لنيابة شمال الجيزة، والتي بدأت التحقيق برئاسة محمد السيد، وقال المهدي ' نقلا عن موقع مصراوي' إن موكله تعرض الى حملة شرسة من الجريدة اتهمته بالتخبط فى السياسة التى ينتهجها وعدم الفعل، وانه صاحب سياسة رخوة، وأن البعض يطلقون عليه فى بلاده كوهين الكويت، وانه يستحوذ على صحيفة كويتية محلية هدفها زرع الفتنة بين أبناء الشعب الكويتى وطوائفه، وأنه أثناء استجوابه فى مجلس الامة الكويتى تم ذلك خلال جلسة سرية ولم تكن علنية كما هو متبع حتى لا يعرف احد حقيقته.

وتقدم الوكيل الخاص بسمو رئيس الوزراء بالسيرة الذاتية لموكله والتى تضمنت أنه يعمل فى السلك الدبلوماسي منذ عام 1964 وتولى منصب وزير الاعلام والشئون الاجتماعية والشئون الخارجية والعمل وأخرها رئاسة مجلس الوزراء ومنذ عام 2006. وقدم موكله صورة من المقالات والتى نشرت فى أيام 15 و21 و29 مايو و11 و18 و 25 يونيو.

 وطلب الوكيل عن رئيس الوزراء الكويتي في نهاية التحقيقات تحريك الدعوى الجنائية ضد إبراهيم عيسى ومحمد عايض العجمي الشهير بـ محمد الوشيحي ، وتوقيع أقصى العقوبات المقررة قانونا بحقهما مع إلزامهما بأداء تعويض مدني مؤقت قدره خمسة الاف جنيه وواحد، ليتمكن بموجبه من رفع دعوى تعويض ضدهما أمام المحكمة المدنية المختصة. وامرت النيابة بالاستعلام من نقابة الصحفيين عن المشكو فى حقهما تمهيدا للاستماع الى أقوالهما فى البلاغ المقدم ضدهما.

وفي سياق متصل أكد مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين‏ المصريين,‏ أنه إذا كان النائب العام يطلب الاستفسار عن إبراهيم عيسي والزميل الآخر (يقصد الوشيحي) سوف نجيب عن هذا الاستفسار‏,‏ مؤكدا أن نقابة الصحفيين سوف تتضامن مع الزميلين‏,‏ نظرا لأن هذا الموضوع يدخل في باب الرأي ولا يدخل في باب التشهير‏,‏ إضافة إلي أننا سنقدم الدعم القانوني بتكليف محام للدفاع عن الزميلين‏.‏

ومن جانبه قال إبراهيم منصور ـ رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الدستور ـ إنه لم يصل إليهم أي مكاتبات من النيابة‏,‏ مؤكدا أنها قضية رأي‏,‏ حيث إن ما نشر كان دفاعا عن محمد عبدالقادر الجاسم الذي أعتقل من قبل السلطات الكويتية في قضية رأي‏,‏ وأكد أن الجريدة سوف تستمر في الدفاع عن قضايا الرأي وحرية التعبير وحرية الصحافة‏.‏

 

 


بعض مقالات محمد الوشيحي في جريدة الدستور

رأي ورؤى
الكاتب الكويتي محمد الوشيحي يكتب :يا أهل مصر.. هل من مبارز؟
السبت, 15-05-2010
    .
كان الله في عونكم، وكأن الهموم هي ما ينقصكم كي يأتيكم كاتب من الكويت بهمّ مستورد، همّ بالعملة الصعبة، وحاجبين باستقطاب عمودي، من باب تبادل الثقافات والخلافات. وربك كريم، فقد يفتحها علينا فنتبادل النواح والصياح، وقد تمشي البلية فنتبادل اللطم واللكم. وجملة «همّ مستورد» استعرتها - ولن أعيدها - من أحد المصريين عندما كنت أدرس في الكلية الفنية العسكرية في القاهرة، عن عمر يناهز التاسعة عشرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون، إذ جلس بجواري في أحد المقاهي رجل بطول الأصبع المبتورة، في منتصف عمره، يبدو أن بينه وبين الصابون والشامبو قضايا ومحاكم، فسألته: «أنت بيّاع مخدرات، صح؟»، ففشخ شدقيه واستفسر مذهولاً: «إيه؟»، فطمأنته: «أنا مش مباحث، اعترف»، فوجّه حديثه إلي السماء بصوت مطليّ بالعتب: «ليه بس يا رب، هوّه احنا ناقصين هَبَل عشان تبعت لنا هبل مستورد». ولأنه لم يكن معنا كروت نتبادلها، فقد تبادلنا الشتائم.

ولأن اللهجة المصرية مثل حبوب البندول فقد أستخدمها عند اللزوم، وقد أجد في نفسي العافية والنشاط فأواصل مسيري إلي اللغة العربية الحديثة، وقد أضع شرحاً للمفردات الكويتية، وقد أكتفي بالغمز بالعين اليسري، فالجماعة عندنا في الكويت يتعاملون بالكاش الثقيل، ويسعون بما ملكت أيمانهم، وما أكثره، إلي دفع خلو رجل للصحف والفضائيات كي تطرد معارضيها، وتغسل مكانهم بالديتول سبع مرات إحداهن بالتراب.

ويا مصر، يا بلاد بيرم التونسي، ومحمود السعدني، وبلاد المليون صعلوك عظيم، الذين هاموا في بلاد الله، وتشعبطوا في قطارات الغربة وقضبان السجون، بسبب كلمة، ها أنا جئت إليك، لا هارباً ولا مهرِّبا. جئت من دولة هي الأولي عربيا في حرية الصحافة، كما تدّعي منظمة مراسلون بلا حدود، وهذا كلامٌ «كان» صحيحاً، و«كان» فعل مضي في حال سبيله، وتشرد في البراري، وأكلته السباع والضباع. والحديث عن صدارة الكويت اليوم هو كذب بواح وهرش مخ ذحاح، ومن يدّعي ذلك هو مجنون ابن ملعون، أباً عن جد. أقول قولي هذا بعدما قرأت مقالات بعض الكتّاب المصريين، في جريدة «الدستور» وغيرها، فأصابتني النفاضة واستبدلت الحفاظة. واللهم سلّم سلّم.

وإذا كانت مصر تأخذ مصروفها من النيل، الذي تفكر إثيوبيا وبلاد الأحراش والأوباش في غلق محبسه، وإذا كانت مصر تتكئ علي كتف قناة السويس، وبعض الزراعة، وشوية صناعة، وقليل من الفكّة المدسوسة تحت سجادة تابلوه السيارة، فإن الكويت تسبح علي بحر من النفط والغاز. وفي نهاية دجنبر (أي ديسمبر بلغة المغاربة) من كل عام، تتكدس مليارات الدولارات، فتضيق الخزائن، وتتفتق الجيوب، وتلهث الآلات الحاسبة، فترشّ الحكومة نقوطها علي دول الكاف والكونكاف، وتطبخ للشعب الكويتي الصخر كي ينام. وفي الصباح يضع الكويتيون كلهم، من الجلدة إلي الجلدة - باستثناء جماعة «الخاش والخرفاش» 1 - أيديهم علي بطونهم لشدة الجوع.

ومن يقوده حظه المنحوس إلي زيارة الكويت اليوم، سيشاهد شوارع مجدورة (مصابة بالجدري)، وبنايات مبتورة، وخدمات مكسورة، ومرافق مقهورة. ولو مرّ كلب جربان علي مرابعنا لنبحَ ثم عطس ثم بكي، ولأخذ ذيله في أسنانه وجري جري الوحوش وهو يشتم ويلعن، ولو مرّ علينا خنزير موبوء لغضّ أنفه قبل أن يرتد إليه طرفه، ولتبرع لنا بما تجود به نفسه المعطاءة المعفانة. فحقك علينا يا خنزير يا موبوء، وحقك علينا يا كلب يا جربان.

وكل هذا طبيعي، وكل هذا معقول، فنحن في بلاد العرب أوطاني. لم نكُ سويسريين، ولن نكون، والعياذ بالله. لكن غير الطبيعي، وغير المعقول، هو الانتشار الهائل لجماعة «اللعّاقين». واللعاقون هم كائنات توالدت بكثرة في صحفنا وبرلماننا ومواقعنا الإلكترونية فانتفخت كروشها، ونبتت حقول النفط في حوشها. يلعق الواحد منهم جدار «قصر السيف»، الذي هو مقر مجلس الوزراء، ويتقرب إلي رئيس الوزراء فيعتبر المعارضة خمرة، يُلعن نائبها، وكاتبها، وبائعها، وشاريها، ويتهمنا بأن بيننا وبين الشيخ ناصر المحمد، رئيس الحكومة «ثأر بايت» وأننا نكرهه لله في لله، وندس له السم في الأكل. وكل ذنبنا أننا كلما عكّ سموّه، كعادته، صرخنا: «ياوج» 2- فأفتي مفتيهم: «من قال ياوج فقد كفر».

ولا تقولوا، أيها المصريون: «كلنا في الهم شرق، وأن لدينا من اللعاقين ما يكفي للتصدير»، فعليّ النعمة، لو بارزَ لعّاقونا لعّاقيكم، لأفنوهم ولقطعوا دابر الذين خلفوهم، ولن يأخذوا معهم غلوة. وها نحن نتحداكم: «هل من مبارز يا أهل مصر؟... لعّاق كويتي للعّاق مصري، لعشرة لعاقين مصريين، لمئة، لكل لعّاقيكم»، وعهدٌ ووعد أن نجلسكم علي الحديدة، بلا لعّاق.

ولأن المقالة هذه هي الأولي، ولأنها تسليك حنجرة ليس إلا، فسأوفر صرخاتي إلي مقالات لاحقة، إذا كتب الله لي ولكم الشقاء والبقاء. وسلام يا مصر، و«دستور».

1 - الخاش والخرفاش: لا أعرف معناها. تصرفوا.

2 - ياوج: مستوردة من بلاد الفرنجة، وهي صرخة ألم، أحيانًا، ودهشة أحيانًا، حسب التوافيق.

 


محمد الوشيحي يكتب :احتلال لله يا محسنين
السبت, 29-05-2010
 
محمد الوشيحي
البعض في الكويت لامني: «حملت الطشت ونشرت غسيلنا علي حبال مصر»، فسألت: «هل كذبتُ؟»، فأجابوا: «لا، ولكن ليتك تتحدث عن أوضاع مصر كما تحدثت عن أوضاع الكويت؟»، فاستسمحتهم: «لن أدخل بين مصر وقشرتها كي لا تنوبني ريحتها، أنا فقط أردت أن يعرف المصريون أنهم في نعمة، فيهرولون، كما يفعل لاعبو منتخبهم بعد تسجيل الهدف، ويسجدون جميعاً شكراً لله علي أن الشيخ ناصر المحمد وحكومته لم يتولوا أمرهم يوماً، والا لكانوا ضربوا مصعداً في الصحراء وهربوا، علي رأي الأديب السوداني الجميل، الطيب صالح، رحمه الله. وأردت أن يتسابق المصريون علي وزرائهم فيأخذونهم بالأحضان ويقبّلونهم، ويمتطي الواحد منهم كتف الآخر ليقبّل جبين رئيس الحكومة الدكتور نظيف، امتناناً وعرفاناً».

ياه يا أيها المصريون الطيبون، عليّ اليمين لو تولاكم وزير مثل الشيخ أحمد العبد الله، وزير النفط والإعلام، الذي اغتاظ مني عندما استبدلت منزلي المؤجر بمنزل آخر، فاستبدل هو وزارته بوزارة أخري، فأستأجرت منزلاً آخر فتسلّم هو وزارة أخري، فأدركت أنه يقصدني، فاستأجرت فاستبدل، فاستأجرت فاستبدل، فغضبت وأعلنت الحرب، وحمي الوطيس، ورخص النفيس، وحبس الناس أنفاسهم، وتابعوا المعركة، ورحنا نلف أنا وهو كعب داير، وكانت النتيجة، بعد سنتين، تسعة مقابل ستة، لصالحه، أنا تنقلت بين ستة منازل وهو تنقل بين تسع وزارات. لكنها الحرب، يوم لك ويوم عليك، ولن أسكت ولن أرضخ، فأنا من قوم لا يعرفون الهزيمة، وقومي هم قبيلة «كندة» ويح أمكم، قبيلة امرئ القيس، أكبر صايع في التاريخ، الذي لم يدع أنثي في صحراء نجد إلا همزها وغمزها ولكزها ودعاها إلي السهرة، فقتل الأعداء أباه، الله يلعن أباه، فاستنجد بالفرس ليمدّوه بالسلاح فكَرَشوه، فاستنجد بالترك فرزعوه علي علباه «أي قفاه» وسمموه، ومات جرباناً يقرف منه الدود، مخلّفاً قصائد من يقرأها ينسي نفسه فيجوع ويموت... أقول لو تولاكم وزير مثل الشيخ أحمد العبد الله، لأطفأ أنوار مصر، وأغلق أبوابها، وعلّق علي برج القاهرة لوحة «سبحان الذي لا ينام»، وهات يا شخير، فتستيقظون بعد قرنين من الزمان وتتساءلون: «كم لبثنا؟»، وترسلون أحدكم يشتري خبزاً من المدينة...

ياه يا أيها المصريون المحترمون الغلبانون، عليّ النعمة لو تولي أمركم رئيس حكومتنا، الشيخ ناصر المحمد، الذي كشفه النواب الشرفاء وهو يدفع الشيكات ليشتري بها ولاءات زملائهم، فاستجوبوه، فاحتجّ اللعّاقون وصرخوا معترضين: «أمواله وهو حُر»! يا أولاد الذي ينبح، وهل يجوز أن يعطي التلميذ أستاذه شيكاً وهو يراقبه في الامتحان؟ وعندما حان يوم الاستجواب، استطاع نواب الطراوة تحويل الجلسة إلي سرية، كي لا يعرف الناس تفاصيل الفضيحة، ومنحوه الثقة، وهو أهل للثقة... أقول لو تولاكم رئيس حكومتنا، لتبرّع بالنيل لصاحبه وحبيب قلبه «الضبعة» الذي سيرفع عليه العلم الإيراني وهو يدعو لكم بـ«السحّات»، أي الصحة كما ينطقها، ولخرجت لكم فضائيات نتنة من دورات المياه، ولاشتعلت الفتنة بينكم ولانصرفتم عن متابعة الكوارث الحكومية.

احمدوا ربكم بكرة وأصيلا، فقد بدأنا عهد القطع المبرمج للكهرباء والماء، وفي الصيف ابن خمسين في ستين درجة مئوية، سيسافر سموّ الرئيس إلي سويسرا كالعادة، أو «سُوَيْسِرَة» كما يسميها المجمع اللغوي، وسيترك الشعب بلا كهرباء ولا ماء، فلا فرق بين الكويتيين والزواحف إلا بالتقوي.

ولأنكم جغرافيّاً أقرب إلي أوروبا منا، أيها المصريون، فنحن قاصدينكم في خدمة، نردها لكم في الأفراح إذا احتجتم شيئا من اليابان، نريدكم أن تستجدوا لنا الأوروبيين ليحتلونا مقابل نصف عوائد نفطنا، فيشدّون جلد بلدنا المترهل ويمطّونه. استعجلوهم قبل أن نموت عطشاً، أو «فَطَساً» من الحر. استعجلوهم علّ الشمس تشرق علينا فقد فاق عمر ليلنا عمر شجرة الزيتون... علي أن تستعين الدولة التي ستحتلنا مشكورة بوزيرين أو ثلاثة من أمثال الشيخ أحمد الفهد، ملك الغابة، الذي يحب الشعب ويحبه الشعب.

 

 

رأي ورؤى
محمد الوشيحي يكتب : سموّه سيتحدّث... صفّق أو لا تصفّق
الجمعة, 9-07-2010
 
    .
عاشت الكويت لحظات عيد قبل أيام... صحيفة إلكترونية «مقربة» من سمو رئيس الحكومة أعلنت أنه سيتحدث إلي الناس في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الفارط «علي رأي المغاربة».

بعد الإعلان عن المؤتمر المزعوم، وقبل انعقاده، تساقطت الرسائل الهاتفية علي موبايلي المحمول كما الطير الأبابيل: «أخيراً، ستتحقق أمنيتك وأمنية الشعب بسماع صوت سموّه»، «لو متنا الآن بعد سماع صوت سموّه فلن نندم»، ورسالة ثالثة تردد أغنية عبد المجيد عبد الله «والله وتحقق منايه»، ورابعة «سلّك أذنيك وعطّرهما استعداداً لسماع كلمات سموّه الكريمة»، وخامسة حقيرة «مت بحسرتك. سموّه سيتحدث علناً»، وسادسة «ليجلس الخطباء في أدب أمام منصة سموّه كي يتعلموا فن الخطابة»... فبعثت بدوري رسالة هاتفية إلي صديق لا ينتظر الفراولة من حكومة ناصر المحمد: «سموّه سيتحدث إلي الشعب في مؤتمر صحفي. صفّق أو لا تصفّق»، فجاءني الرد: «دقّق علي الفوتوشوب. سيكون المؤتمر مفبركاً»، فرددت عليه بغضب: «إن شاء الله يكون المؤتمر مدهوناً بالزيت. المهم أننا سنسمع صوت سموّه». ثم رددت علي بقية الرسائل: «عليّ النعمة، إن صدَق الخبر، لأجعلن يوم «7 / 7» من كل عام عيداً وطنياً في محيط أسرتي، وأنشد معي أطفالي السلام الوطني وقوفاً في حوش بيتنا».

لا يهم أن تقفز الكويت علي سلم الفساد فشر أجدعها ضفدع. لا يهم أن يتمرن الشيطان ويسخّن عضلات زنديه استعداداً لجرّ الكويت إلي الفساد، فإذا حكومتنا تسابقه وتسبقه، وإذا هي التي تجره علي الأشواك، فيصرخ مغتاظاً بلهجة سودانية «يا ناس البلد، اتقوا الله«، فترد عليه الحكومة ببيت شعرٍ للشاعر العراقي الثائر أحمد مطر: «يا أيها الشيطان إنك لم تزل/غراً وليس لمثلك الميدانُ». لا يهم أن تتفرغ الصحف والفضائيات «القريبة منه» للفجور مع خصومه يومياً، وتعجز عن ذكْر إنجاز واحد قام به سموّه، إنجاز واحد فقط. لا يهم أن تمسح الفتنة الطائفية بيدها علي بطنها قبل الأكل. لا يهم أن تنقلب الآية في عهد سموّه فيخرج اللصوص من العتمة إلي الضوء، وينزوي الشرفاء في العتمة. لا يهم أن يضع الناس أصابعهم في آذانهم توقعاً لدوي ارتطام الكويت ببلاط الهاوية. لا يهم أن تلعب معنا ميزانيات الدولة «نحو مئتين وثمانين مليار دولار» استغماية، فنبحث عنها ولا نجدها. لا شيء من هذا يهم. ما يهمنا هو أن سموّه سيتنازل وسيتحدث للشعب. ياما أنت كريم يا رب.

وجاء اليوم الموعود، وحان اليوم المشهود، فقرر سموّه أن يتحدث في غرفة مغلقة مع رؤساء التحرير فقط. مع الأسف الأسيف. وتناقل الركبان كلماته المباركة: «إن المواطن...»، «إن القانون...»، «إن الكويت...»، وبقية الكلمات المعلبة المحفوظة في أرفف الثلاجات. ويعلم الله أنني أعاني عقدة من كلمة «إنّ»، وأشعر بعداء سريع لمن يستخدمها، وأتحسس مسدسي عند سماعها من مسئول... وخابت أمانينا.

وقبل فترة، قال النائب الرمز، ذو الشعبية السياسية الأكبر في الكويت، مسلّم البراك: «الدور المقبل علي محمد الوشيحي»، وتحمّس الأصدقاء، أو ربما شمتوا، فأهدوني حقيبة يدوية تحوي منشفة وصابونة ومشطاً وفرشاة ومعجون أسنان، لكن الشاب خالد الفضالة قفز فاحتل المركز الثاني، وها هو قابع في سجنه، علي أن ألعب أنا علي المركز الثالث والميدالية البرونزية مع الكاتب العظيم أحمد الديين، «قلم الدستور». وترشح المراهنات الزميل سعود العصفور للمركز الخامس، فالدكتور سعد بن طفلة، فالزميل ناصر العبدلي.

لكن المصيبة، والطامة ما الطامة، هو ما فعله الزميل محمد الجاسم بعد خروجه من السجن، إذ لخبط الترتيب عندما قال في الندوة التي عقدت للمطالبة بالإفراج عن الفضالة: «لديّ معلومات مؤكدة أن ثمة قضية أمن دولة تحاك للنائب مسلّم البراك استعداداً لسجنه». ويضيف: «سيحدث ما لا تحمد عقباه، وستنقلب الأمور رأساً علي عقب«، وهو محق، فلو لا قدر الله تم اعتقال البراك لارتفعت أصوات الناس بقراءة سورة الزلزلة «إذا زلزلت الأرض زلزالها»، ولتصدرت أخبار الكويت نشرات الأخبار العالمية، ولانتهت رئاسة ناصر المحمد للحكومة.

وتدور الآن أحاديث جدية عن إنشاء فضائيات وصحف إلكترونية كويتية معارضة في خارج البلاد لكشف البطانية عن وجه المختبئ تحتها، وستتغير حينذاك أضلاع المعادلة. وها أنذا أعلنها: «قسماً، سأكسر قلمي أمام الكاميرات، وسأطلّق الكتابة، وسأنزوي في كوخ مهجور في أحراش أفريقيا الشقيقة، إذا وافق سموّه علي الظهور في برنامج محترم مباشر مع مذيع يعاني آلاماً في رقبته فلا يقدر علي خفضها، ليناقشه في أوضاع البلد. أيّا كان المذيع. علي أن أساهم أنا أو غيري في وضع الأسئلة»... فيا سمو الرئيس، بدلاً من أن تسعي إلي جمعنا في عنابر جماعية، اخرج واكسر أعيننا بآرائك وخططك المستقبلية. هاه؟ شنو قلت سموّك؟

 

 

محمد الوشيحي يكتب : أيّهم النجم؟
الجمعة, 23-07-2010
 
سؤال لطالما راودني عن نفسي: «أيّهم الأكثر جاذبية وجماهيرية،.. اللاعب أم الإعلامي (المذيع كما نسميه في اللهجة) أم الممثل أم المطرب أم السياسي؟»، بمعني لو أن الناس في السوق فوجئوا برئيس الوزراء المصري الدكتور نظيف يتسوق، ومن هناك ظهر الفنان أحمد حلمي، ومن الجهة الثالثة ظهر المطرب عمرو دياب، ومن الرابعة جاء الكابتن أبو تريكة، ومن الخامسة شوهد الإعلامي محمود سعد، من الذي ستتجه إليه الأنظار أكثر من غيره، ومن الذي ستتزاحم عليه الجموع وتكبس في عينه الفلاشات أكثر من غيره؟ وأيّهم ستحوم حوله الفراشات؟ طبعاً لك أن تستبدل اسماً باسم، فتضع تامر حسني بدلاً من عمرو دياب، أو وائل كفوري، أو عاصي الحلاني، أو علي الحجار، أو أو أو، بالنسبة للمطربين، وكذلك الحال بالنسبة للممثلين واللاعبين والسياسيين والإعلاميين.

وقديماً قرأت عن لاعبي إحدي الفرق البرازيلية (أظنها فرقة أو فريق ساوباولو) الذين كانوا يحتفلون في قاعة فندق بفوزهم ببطولة الدوري البرازيلي، والحسناوات يحطن بهم، ويقبلنهم، ويلتصقن بهم والمصورون يحاصرونهم، والصحفيون والأصدقاء والمحبون، وهات يا تواقيع، وهات يا صور، وهات يا تصريحات، واللاعبون يتمشون في القاعة كما الطواويس، و«في فجأة» دخل القاعة مغنٍّ مشهور من مشجعي النادي، فتغيرت الأحوال، وانقلبت الأوضاع، فإذا بالصبايا يهرعن وهن يصرخن بهَوَس نحو المغني، ويقبّلنه ويلتصقن به، فتختلط دموع ضحكاتهن الهيستيرية بدموع بكائهن بقبلاتهن (البرازيل مفتوحة الشبابيك والأبواب، لا شيء فيها مغلق) وإذا المصورون يسابقونهن عليه، وإذا الأصدقاء والمحبون يجرون في اتجاه المغني، وإذا باللاعبين يا عيني عزيز قوم، يقفون بمفردهم، كأنهم حاكم عربي زال حكمه فانفض لعّاقوه من حوله، فتلفّت اللاعبون إلي بعضهم برهة ثم انطلقوا يزاحمون الصبايا والمصورين والمحبين علي المغني، وإذا بالمغني الذي جاء ليلتقط الصور مع لاعبي فريقه المفضل ويحصل علي تواقيعهم، يجد اللاعبين بجلالة طاووسيتهم هم الذين يصطفون بالدور لالتقاط الصور معه والحصول علي توقيعه.

طيب، هذا يعني أن اللاعب أقل جماهيرية من المطرب، فماذا عن الممثل والسياسي والإعلامي؟... عن نفسي، لو رأيت المذكورين أعلاه فلن يهتز لي قشرة بصلة، أما إذا شاهدت الممثل العظيم فاروق الفيشاوي، صاحب الأداء الأسمنتي المبهر، فسأجري خلفه وحزام بنطلوني في يدي اليمني ومطواة قرن غزال في يدي اليسري، وبسم الله والله أكبر. ولطالما كررت: «نجومية فاروق الفيشاوي دليل ساطع قاطع علي وجود خلل جلل في ذائقتنا، ولن تفلح أمة الضاد ما لم يتحول فاروق الأسمنتي إلي كومبارس يتلقي اللكمات والصفعات، فإذا تعب استبدلوه بسامي العدل». ومن الظلم البواح أن نعتبر فاروق وسامي نجوماً حالهم من حال العظماء خالد صالح ويحيي الفخراني وعزت العلايلي والشاب اللذيذ الذي تأكل صوابعك وراه أحمد حلمي. فالظلم ظلمات.

عوداً إلي سؤالي؛ من الأكثر نجومية وجماهيرية؟ وطبعاً تعمدت أن تكون الشخصيات التي ذكرتها مصرية لضيق ذات اليد في الكويت، فلا وجود لممثل كويتي، من الجيل الحالي، بعظمة خالد صالح ولا بهضمة أحمد حلمي، علي أن الممثل الكوميدي الكويتي طارق العلي مش بطال، وهو سريع البديهة حاضر الفكر، كثير الخروج علي النص، كثير التفاعل مع الجمهور، وكنت حاضراً إحدي مسرحياته فـ«استلمني» و«استلم» السياسة علي حسابي، ووجه حديثه إلي الجمهور وهو يضع إصبعه علي فمه ويتصنع الهلع: «هصصصص، عندنا هنا سياسيون ومعارضة، الوشيحي موجود». ولا أظن أحداً سوي طارق يمتلك مثل هذه الموهبة في الكويت.

أما الإعلاميون، أقصد نجوم البرامج التليفزيونية، فيفتح الله، لا وجود لهم عندنا في الكويت. واللاعبون عشانا وعشاهم علي الكريم. ووالله لا أعرف منهم إلا ثلاثة أو أربعة، وأظن أشباهي كثر.

وإذا كان الجواب هو الدكتور نظيف، فهنيئاً لنا تخلفنا...

ويبقي السؤال...

 

 

 

القاهرة: الآن

تعليقات

اكتب تعليقك