التغيير مطلوب في القطاع النفطي الكويتي

الاقتصاد الآن

4266 مشاهدات 0

صورة أرشيفية

التغيير الجذري أمر مطلوب  وهذا هو المطلوب حاليا في القطاع النفطي، تغيير جذري بكل معاني الكلمة و ليشمل جميع القطاعات النفطية المختلفة، و بدون مجاملة لاحد و لأننا وصل القطاع النفطي الكويتي الى مستوى القاع وفي جميع القطاعات والمستويات.

و لننسى ان عمرنا النفطي قد تجاوز الـ 75 عاما. حيث اننا لا نمتلك اي شئ من المستويات الحالية في القطاع النفطي  و خبراتنا أصبحت بسيطة و ان لم نقل معدومة مقارنة بالدول النفطية المجاورة.

و التغيير الجذري أمر ملح ولأننا بحاجة الى ادارة جديدة مستقلة و ألا تكون لها امتدادا للإدارات العليا السابقة .

و التغيير يجب ان يمتد و يشمل  جميع القطاعات النفطية وماحدث من تغيير في السنوات ال3 ماضية من تبادل الكراسي بين رؤساء القطاعات النفطية المختلفة أدى الى دمار وخراب وأضاع الجميع خبراتهم وخاصة في مجالات انتاج النفط الخام و الغاز و التكرير و التسويق العالمي مما أوصل القطاع النفطي الى القاع و بشهادة معظم الشركات الاستشارية العالمية.

و كيف ان نحول مسؤولا كبيرا  بين يوم وليلة من  قطاع التكرير أو النفط الخام بعد أكثر من 25 سنة  الى قطاع آخر ونتوقع منه ان يساهم في اتخاذ قرار استراتيجي حيوي.  

التغييرات الأخيرة والإدارة التنفيذية العليا بكل معنى الكلمة هي المسؤولة عن ضياع المشاريع النفطية الاستراتيجية الحساسة مثل المصفاة الرابعة و مشروع الـ' ك. داو'  والتعامل مع الشركات التجارية الوسيطة  بعقود طويلة المدى لتزويدنا بمنتج  حيوي لإنتاج الكهرباء.

وغياب الخبرات في الإدارات العليا و كيفية التعامل مع الشركات العالمية و الاعلام المحلي أدى كذلك إلى الغاء هذه المشاربع النفطية الأستراتيجية.

و يعود السبب الى ان الإدارة التفيذية الحالية فقدت جميع خبراتها و لم تستطع التعامل مع التحديات الجديدة و الا كيف نفسر جلوس الرئيس التنفيذي لتوقيع عقد تزويد الغاز المسال مع روؤساء الشركات الوسيطة.

ومع ان قبل سنوات قليلة صغار الموظفيين في قطاع التسويق كانوا فقط يجلسون مع الشركات الوسيطة و الآن نضع مصير الكهرباء بأيدي هذه الشركات الفاسدة.

القطاع النفطي ضاع مع لعبة الكراسي و أفرغ القطاع و أضاع الخبرات المتخصصة المتدربة.

وعندما نتكلم عن التغيير الجذري فنحن لا نتكلم  عن تغيير الرئيس التنفيذي واحلاله بآخر.

التغيير المطلوب هو جذري و من الأساس ويجب ان يشمل جميع القطاعات النفطية فاننا فقدنا كل الخبرات وأصبحت موزعة وغير متخصصة .

وكيف ان نتوقع من رئيس تنفيذي لم يعمل في القطاع النفطي أصلا وبين يوم و ليلة يتخذ قرار حول أسعار النفط أو الغاز أو عن التكرير مثلا أو زيادة انتاج النفط الخام أو عن دورنا و أهمية منظمة 'أوبك' على الصعيد العالمي وكيفية المحافظة على مركزنا القيادي في هذه المؤسسة و التي كنا من المؤسسين لها.

وحتي و ان سأل مساعديه هم أيضا جدد في هذا المجال و أصبحت عملية تنفيذ القرارعملية تخمين و تنجيم أو التصويت و لصالح الرئيس التنفيذي.

ما ندعو إليه هو ترتيب و اعادة بناء القطاع النفطي و ان يشمل أهم عنصر ألا وهو العنصر البشري و الا كيف نفسر عدم وجود مدير تنفيذي متخصص في هذا المجال ويكون تابع للادارة المالية و التي من أهم أهدافها خفض المصاريف و التكاليف وعدم التوسع في مجال التدريب و التطوير. العنصر البشري المهم والأهم يتم ضغط مصاريف هذه الإدارة وتمنع الدورات و الندوات الادارية.

فكيف علينا ان نفسر ان معظم المدراء التفيذيين لا يستطيعون حتى قراءة الميزانية العمومية للشركة (Balance Sheet) و التحاورفي أبسط الأمور المالية و الاستثمارية. 

ويجب كذلك فصل الإدارة الجديدة القادمة عن الإدارات التنفيذية السابقة لتأتي برؤية و اضحة لجميع مشاكل القطاع النفطي ولا يحمل أجندة الماضي و البعض و ان يكون مستقلا لمنع الشللية و ان يختار فريق متجانس و ان يترك له الحرية في اختيار مساعديه هذا ان أردنا النهوض بالقطاع النفطي الكويتي.

أما مجرد تغيير في القيادة العليا فهذا أبدا ليس كافيا فالوضع لن يتغير ولن يتحسن وقد يصبح أسواء من الآن ومع أننا قد وصلنا الى هذه المرحلة وماعليكم سوى الإتصال بالشركات النفطية العملاقة و المجاورة أو النشرات النفطية المتخصصة أو على الأقل الاستفسار في الاعلام المحلي والذي يمتلك أدلة كافية وما عليك سوى فتح احدى الصحف اليومية.

التغيير أمر مطلوب وملح و يجب ان يبدأ من الأعماق وبشكل شامل وبدون تدخلات و ان يكون الرئيس التنفيذي القادم ذو رؤية واضحة ومستمعا جيدا وله الجرأة في اتخاذ القرار والدفاع عن قرارته مباشرة والقدرة على مواجه الملأ.

كامل عبدالله الحرمي- كاتب ومحلل نفطي

تعليقات

اكتب تعليقك