رأي عبدالله الشايجي حول تهديد إيران لأمننا القومي

زاوية الكتاب

كتب 728 مشاهدات 0


إيران وتهديد أمننا القومي كتب:د. عبدالله الشايجي لم يمض اسبوع على زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني الرسمية للكويت، وبعد تطمينات الكويت على لسان الشيخ جابر المبارك الصباح للجارة إيران من ان الكويت لن تسمح باستخدام اراضيها منطلقا لشن اي هجوم عسكري ضد إيران حتى لو طلبت واشنطن ذلك من الكويت. إلا وجاء الرد الايراني عن طريق الحرس الثوري الإيراني وبأسلوب فيه الكثير من الاستفزاز بالاعتداء بالضرب المبرح على السكرتير الثالث أمام مبنى السفارة الكويتية في طهران، التي تمت محاصرتها والتضييق على الديبلوماسيين الكويتيين فيها. ولم يكتفوا بهذا الاعتداء الذي دانته الحكومة الكويتية على لسان رئيس مجلس الوزراء ووصفه بالإساءة الشديدة للعلاقات بين البلدين. تعامل الحكومة الكويتية ومواقف اعضاء مجلس الأمة، من الرئيس والنواب، كان معبرا عن حجم الألم والغضب الذي نشعر به جميعا. لأنه على قول وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح فإن الاعتداء على الديبلوماسي الكويتي هو «اعتداء على الكويت وتهديد للعلاقات العربية - الايرانية». أكد وزير الخارجية المصري وبلغة ناقدة، ان ايران تهدد امن مصر والأمن القومي العربي. يخرق الاعتداء اتفاقية فيينا الناظمة للعلاقات والحصانة الديبلوماسية. إن هذا الاعتداء الايراني الذي قامت به عناصر رسمية تمثل الحرس الثوري الذي يخضع مباشرة لسلطات مرشد الثورة آية الله خامنئي هو أكبر من ان يكون اعتداء على ديبلوماسي كويتي. ومن يضمن عدم تكرار هذه التصرفات المشينة التي ترتكب ضد الكويت التي تربطها بإيران علاقات، قال مرة عنها مسؤول إيراني بارز، إنها تصلح لأن تكون نموذجا للعلاقات الايرانية - العربية. وهذا ما كرسته زيارة الرئيس احمدي نجاد في فبراير 2006 لتكريس الثقة والتقدير بين البلدين. أهكذا يكون تكريس الثقة والتقدير؟ إن الاعتداء الايراني يعيد للذاكرة سجلا حافلا من التصرفات الايرانية تجاه الكويت ودول مجلس التعاون خلال العقود الماضية، وتدفعنا الى التساؤل عن نوايا ايران الحقيقية تجاهنا. من بلطجة الشاه العنترية ودوره «كشرطي الخليج» واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث. ورفض حتى التفاوض او التحكيم الدولي يعيد الحق لاصحابه ويطمئننا كجيران لإيران. ويذكرنا في الكويت بالتردد والمماطلة الايرانية في ترسيم الجرف القاري واستكشافات حقل الدرة الغني بالغاز. استمر النهج الايراني في تجاهل الواقع عندما زار الرئيس احمدي نجاد دولة الإمارات العربية المتحدة ورفض حتى مناقشة موضوع الجزر الذي هو الامتحان الحقيقي لمصداقية ايران في المنطقة. حادثة الاعتداء على الديبلوماسي الكويتي ستكون لها ارتدادات لا تصب في مصلحة ايران والنظرة الخليجية والعربية لها في المنطقة. لأن الحادثة قبل اي شيء تسيء لايران وتجعلنا نشكك بما نسمعه عنها من مد يد التعاون، وتسيء لعلاقات ايران مع دول مجلس التعاون الخليجي وبحلقة ابعد الى العلاقات العربية - الايرانية. خصوصا ان هناك تخوفا مترسخا من اصرار ايران على الاستقواء بالهيمنة على حساب الأمن القومي العربي. من اختطاف القضية الفلسطينية والتحكم بالكثير من مسار الأحداث في العراق. وامتدادا الى لبنان وغزة واليمن. ثم هناك نذر مواجهة وتصعيد مخيف بشأن برنامج ايراني النووي وتداعياته على أمننا واستقرارنا. استعراض ايران لعضلاتها بمناورات الحرس الثوري الذي قام بأكثر من سبع مناورات خلال عام في مياه الخليج العربي واطلق صواريخ شهاب 2 وشهاب 3 والفجر والرعد والزلزال وكوثر في استفزاز وتحد عبر مناورات «الرسول الأعظم» 1 و 2 و«ضربة ذو الفقار» وغيرهما من المناورات. ويضاف لها التصريحات التي تهدد باستهداف اراضينا ومنشآتنا النفطية، ما يكرس دور الهيمنة الايرانية المستقبلي الذي يعول على انهزام المشروع الاميركي وانتصار المشروع الايراني ومعه دورها للتمدد والهيمنة الفارسية على المنطقة. نحار في تفسير التصرفات الإيرانية، من حق الدول الخليجية والعربية ان تتساءل اذا كان هذا تصرف ايران الجارة المسلمة مع اصدقائها الذين تربطهم معها علاقات مميزة كالكويت فماذا سيكون تصرفها مع خصومها؟ ولماذا تبدي ايران حماسا كبيرا لاعادة علاقتها مع مصر وليبيا؟ ومن سيثق في إيران بعد اليوم خصوصا نحن في الكويت، كيف نضمن عدم تكرار الاعتداء على ديبلوماسيينا ومصالحنا على ايدي النظام الايراني المفتون بقوته وجبروته وحساباته ورهاناته الخاطئة والمخيفة.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك