الدينار أصبح سيداً يُخضع له في الكويت!!.. المشاري متعجباً
زاوية الكتابكتب سبتمبر 19, 2012, 11:40 م 1005 مشاهدات 0
الشاهد
الدينار أصبح سيداً يُخضع له
عبد المحسن المشاري
الحرص في الكويت أصبح سلوك الكثيرين، الكل يحرص على الكراسي، الذي يجلس على الكرسي يشعر بأنه صُنع له ومن أجله ولا يريد أن يفرط به، ربما نسي انه لو دام لغيره ما وصل اليه، والأرجح انه لا يريد ان يتذكر ولا أن يذكره أحد، المهم انه يجلس عليه اليوم وهو على استعداد لأن يفعل اي شيء من أجل ان يظل جالسا عليه، الحريصون على الكراسي يتزايدون، والتحريص لا يستهدف كراسي بعينها، بل الكراسي بجميع أنواعها، الخشبية الضخمة والخيزران والجلدية وحتى كراسي البلاستيك، الجالسون لا ينهضون لأن الكرسي له بريق، له رونق، له سر عجيب وغريب، فالكرسي الأبيض ينفع في اليوم الأسود، وهناك الحرصون على جمع الأموال والثروات بشتى الطرق، نسبة منهم يرتشون، ونسبة ينافقون، يحملون الحقائب، يمسحون الأجواخ، والحيرصون بشدة يبيعون ضمائرهم، يتاجرون في كل شيء، لا عيب ولا حرام ولا خجل ولا حياء، انقلبت الموازين، انعكست الأوضاع، الدينار أصبح سيدا يخضع له، وأصبح لكل شيء ثمن، الفلوس هي القوة، هي النفوذ، هي السطوة، هي السلطة، الفلوس تمسح الماضي المسيء، تغسل التاريخ القذر، تشتري حاضرا ناصع البياض، تؤمن المستقبل، تصنع النجوم، تخلق الشهرة، وهناك أيضا التحريص السياسي ويضم فئة قليلة يحرصون على البقاء في دائرة الضوء يمشون على الأحبال والأسلاك، يلعبون على كل الأوتار، يصافحون كل الأيادي، يبرعون في الصفقات، يرقصون على تصفيق المخدوعين، يتلاعبون بأحلام بعض الناس، يقولون ما لا يفعلون، ثم يصدقون، يتقمصون دور المناضلين ويتبعهم الضالون، يحسبهم الناس صادقون من التكلف والتظاهر بالتعفف، يجيدون فن المقاولة، يتمسحون في أضرحة السلطة، يقدمون فروض الولاء، يذبحون الذبائح، يختلقون الفضائح، يعرفون أصول اللعبة ويدركون ان السياسة لعبة قذرة، يحركون شفاههم ولا يقرأون الفاتحة، يطيلون في السجود، ينقضون العهود، يخلفون الوعود، الحيرصون تجمعهم صفات عديدة ربما أقربها وأهمها أنهم جميعا يتنازلون، رسالة وصلتني على الإيميل وزد عليها.
سل الخليفة إذ وافت منيته.. أين الجنود أين الخيول والخول
أين الكنوز التي كانت مفاتحها.. تنوء بالعصبة المقوين لو حملوا
أين الجيوش التي أرصدتها عددا.. أين الحديد وأين البيض والأسل
لا تنكرن فمادامت على أحد.. إلا أناخ عليه الموت والوجل
تعليقات