علاج الطائفية والقبلية كما يراه العيسى هو تبني خطاب الحداثة والقانون!

زاوية الكتاب

كتب 856 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  محاربة خطاب الكراهية

د. شملان يوسف العيسى

 

كثر الحديث في الفترة الاخيرة عن اهمية الوحدة الوطنية وبدأ السياسيون كلٌ يدلو بدلوه في شرح اهمية الغاء خطاب الكراهية ومحاربتها حتى ان البعض اقترح ان يتم سن قوانين لمحاربة خطاب الكراهية.
من المفارقات الغريبة والعجيبة ان النواب الذين يروجون ويسعون للانتخابات الفرعية القبلية ونواب الاسلام السياسي الذين يثيرون قضية الطائفية.. نجدهم اليوم يحاولون خداع الناس والرأي العام بركوب موجة الادعاء بأنهم وطنيون ويسعون لمحاربة خطاب الكراهية.
كل الاجتماعات والدعوات والندوات والدعوة للمؤتمرات الوطنية الداعية الى محاربة خطاب الكراهية وتجريمها لن تجدي نفعا ولا معنى لها لان جذور المشكلة اعمق مما يتصوره السياسيون.
في البداية لنكن واضحين وصريحين حتى لا نخدع بعضنا البعض هل يمكن تحقيق الدمج الاجتماعي قسرا وبقوة القانون عن طريق الدولة أو مؤسساتها؟
الحكومة التي شرعنت وباركت وعززت المفاهيم القبلية والطائفية باتباعها سياسة اسكانية خاطئة لم تسع فيها الى صهر المواطنين في المناطق السكنية المختلفة.. بل عمدت وتراخت في توزيع المناطق حسب الانتماء القبلي والطائفي.. بمعنى آخر لدينا مناطق يتكدس فيها العوازم والرشايدة والمطران وعنزة وشمر والظفير والعجمان كما توجد مناطق يتواجد فيها الشيعة بكثافة.. لكن يمكن الاعتراف بان هناك مناطق مشتركة تضم السنة والشيعة والقبائل والحضر.
الحكومة هداها الله لم تحارب قضية الطائفية في مناهجها الدراسية في وزارة التعليم.. الحكومة التي تسعى الى تجريم الكراهية عليها ان تبدأ بفصل خطباء المساجد الذين يهاجمون الشيعة (الروافض) أو العكس الذين يهاجمون السنة في مساجد الشيعة (النواصب) المصيبة ان الحكومة حتى اليوم توزع البيوت السكنية حسب الانتماء القبلي أو الطائفي أو تجيز النقل أو التبادل.
المناطق السكنية داخل سور الكويت سابقا مختلطة شيوخ وتجار وبدو وشيعة كلهم حضر لا يهتم احد بمذهب الآخر او أصله وفصله.. المشكلة بدأت مع بروز ظاهرة الاسلام السياسي والثورة الايرانية.. أنا شخصيا عشت في منطقة الوسط «فريج الشيوخ أو القناعات» وكانت متعتنا هي الذهاب الى الحسينية الخزعلية كاطفال الحي ولم اعرف بأني سني واصدقائي شيعة الا بعد بروز خطباء الفتنة من السياسيين من الطرفين.
فشل الحكومة ومجلس الامة في تعزيز مفهوم المواطنة.. وهذا يتطلب الاتجاه نحو بناء الدولة المدنية الحديثة التي عمادها المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص للجميع تحت لواء دولة القانون والدستور.
كيف يمكن محاربة الطائفية والقبلية في دولة تعتبر هذه الامور من اهم اسس الفوز في الانتخابات فالمرشح القبلي يركز على قبيلته من خلال الفزعة القبلية وكذلك مرشح الطائفية من جماعات الاسلام السياسي السنية من اخوان وسلف الذين يثيرون الخوف لدى السنة بان الشيعة استحوذوا على المناصب والحكومة وعليكم التحرك لمنع وصولهم للمجلس والعكس صحيح حيث يحرص مرشحو الشيعة على اثارة قضية كون الشيعة اقلية وعليهم التكاتف لايصال من يدافع عن المذهب، الخاسر الاكبر هم المرشحون ذوو التوجه المعتدل والوطني غير القلبي أو الطائفي من السنة والشيعة.. كانت الانتخابات في السابق تضم لوائح تشمل مرشحي السنة والشيعة والقبائل.. وأخيرا نرى أن العلاج الوحيد لمحاربة الطائفية والقبلية هو تبني خطاب الحداثة والمجتمع المدني ودولة القانون وغير ذلك خداع في خداع.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك