ليتنا نستغل الدعاية في نشر الفكر الحر.. فاطمة الشايجي متمنية

زاوية الكتاب

كتب 831 مشاهدات 0


الشاهد

فكر حر

فاطمة الشايجي

 

يفتقد المجتمع العربي بصفة عامة، والمجتمع الكويتي بصفة خاصة الفكر الحر، وقد يتساءل البعض: ماذا نعني بالفكر الحر؟ ولماذا نحاول نشره عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو التواصل الاجتماعي المباشر؟وقبل أن نجيب عن هذه التساؤلات يجب أن نفرق بين مفهوم التحرر ومفهوم حر.
فالتحرر يعني أن هناك قيودا تقف عائقا أمام الانسان ويريد أن يكسرها ليتخطاها وهي غالبا ما يشار اليها بالحركة الليبرالية التي تتحرر من قيود القوانين أو الأفكار التي تجد أنها سبب في اعاقة تنميتها وتطورها بعدم تحقيق أهدافها، واذا كان التحرر يشمل جميع مجالات الحياة الا أن لكل مجال مجموعة من الأفراد لهم توجه خاص بهم، لذلك تتكون لدينا مجموعات متعددة تعتنق الليبرالية كحركة ولكن تختلف مطالباتها فاختلاف مسمياتها يوضح نوع المطالبة التي تهتم بها. فهناك الحركة الليبرالية الأدبية، والعلمية، والفكرية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والقاسم المشترك بين هذه التوجهات للحركة هو أن التغيير قاعدة أساسية لامكان كسر القيود وتحقيق التنمية والتقدم للفئة التي تطالب بحقها، ولكن لا يمنع أن يكون الصراع أمرا حتميا بين هذه الاتجاهات فاعتراض المصالح بينها يدخل الحركات في صراع طابعه البقاء للأقوى، كما أن اهتمام أي حركة باتجاه معين لا يعني أنها تخدم المجتمع بشكل عام ما يتيح فرصة لظهور حركات أخرى مضادة لبعضها. ورغم أن التحرر يقصد به كسر القيود الا أن هذه الحركات التحررية تصل بالنهاية الى أن تضع لنفسها قيودا تلتزم بها وتبدأ من جديد بالمطالبة بكسر هذه القيود، ويرجع هذا الأمر الى انعدام الرؤية المستقبلية الجيدة، ونقص في التنبؤ لقلة المعطيات لديها.
أما ماذا يعني الفكر الحر؟ وهنا سيتضح لنا الفرق بين التحرر والفكر الحر، فالتحرر ينطلق من قيود، أما الفكر الحر فهو لا ينطلق من قيود بل ينطلق من مفهوم أن الانسانية لا يشترط أن تتلاقى بالدين، أو العقيدة، أو العادات، أو التقاليد، أو الجنس، أو القومية، أو ما شابه ذلك من قيود، وانما ينطلق من مبدأي احترام الآخر والتعاون وهما مبدآن يساعدان على كيفية اتخاذ قرار حر من القيود السابقة لنستطيع انصاف أنفسنا والآخرين.
أما لماذا نحاول أن ننشر الفكر الحر؟ ان الغرض من محاولة نشر الفكر الحر مخاطبة العقول النيّرة والمتعصبة وتسليط الضوء على نقطة يمكن أن يتلاقيا بها، كما أنها محاولة لتوجيه العقول بكيفية اتخاذ قرار يمكن له أن يساعد في تنمية المجتمع وتطويره، فالمجتمع الكويتي والعربي بصفة عامة افتقد في الفترة السابقة الى التواصل الفكري لانعدام اهتمام المفكرين بالتحاور مع الشعوب وكان الاهتمام منصبا على نقد الحكومات، لكني أجد أن المجتمع العربي لا يعتمد بالدرجة الأولى على وجود الحكومات فما هي الا فئة يتم اختيارها من الشعب لتدبر أموره، انما المجتمع يعتمد على الشعب الذي يجب أن يعي لبعض الأمور التي لم تناقش معه، وأول هذه الأمور يجب على الشعب أن يتنزه من العادات والتقاليد التي تتخذ طابع التعصب والتي قد لا تتوافق مع متغيرات الحياة، كما يجب عليه أن يبتعد عن التبعية سواء كانت لحزب أو قبيلة أو عائلة أو دين، وعندما نقول تبعية فاننا نعني أن لا نتبع دون أن نفهم لنعرف ما نتبعه على صواب أو خطأ، كما يجب عليه أن يعرف أن التنمية التي تطالب بها فئة معينة ليست حكرا عليها هي فقط بل انها تشمل الجميع.
الفكر الحر بما أنه حر فهو لا يلتزم باتجاه معين. فقد تجده يؤيد فكرة عند فئة يجد أنها تخدم الانسانية حتى وان كان منهجها خاطئا. ودوره في هذه الحالة هو نشر الفكرة وتعديل المنهج. كما ستجده أيضا يخوض جميع المجالات التي تلامس حياة الفرد مثل السياسية، والاجتماعية، والتاريخية، والاقتصادية، والتجارية، والرياضية، والفنية، والعاطفية، والعلمية، والفكرية، والثقافية، ومجالات كثيرة قد تظهر له في المستقبل، وهو عندما يعرض لفكرة ويشرحها ليوجه بها الانسان انما هدفه هو حث الانسان لاستخدام عقله وفكره في معالجة الأمور وتسليط الضوء على أن التنمية لا تتم الا من خلال تعاون الجميع.
ما تقدم هو جزء من مقدمة لاصداري الجديد للعام القادم باذن الله باسم »فكر حر« الذي أتشرف أن يكون في كل منزل للاطلاع عليه ليستفيد منه الفرد في أموره الحياتية واستخدم فيه منهج المخاطبة المباشرة ليتحقق هدف الكتاب وهو تنمية المجتمع بتغذية العقول، والذي أنوي تقديم مجموعة منه الى جريدة الشاهد لتوزيعه كاهداء للمشاركين فيها في حال وافقت على الفكرة، وقد يظهر هناك من يقول أنها نوع من الدعاية لجريدة »الشاهد«، فردي عليه ليتنا نستغل الدعاية في نشر فكر بدلا من نشر صور لأجهزة تمحي الفكر.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك