الاهتمام بالبيئة لا يعرف جنسية معينة.. هذا ما يراه خالد طعمة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 28, 2012, 12:10 ص 684 مشاهدات 0
الراي
الكلام المقتضب / جهود مبتورة
خالد طعمة
في يوم الجمعة الماضية مررت مع صديقي بدر على شاطئ الصليبخات لتغيير أجواء الأسبوع المنصرم والمليء بمشاغل الحياة الكثيرة، وكالعادة لاحظنا ملاعب (الكريكت) وهي منظمة مع نظافة مياه البحر الافتة، إلا أنه لفت انتباهنا قيام عدد من الأشخاص الأجانب وبشكل منظم ومن جنسيات مختلفة بتنظيف الشاطئ وجمع ما عليه من مخلفات كان قد تركها مرتادو المكان، وفي الحقيقة لم أستطع أن أترك هذه المجموعة إلا وأن أستفسر عن وجودهم لكونهم ليسوا من أهل الدولة، فأخذوني إلى المسؤول عنهم وبين لي من أنهم تابعين لمجموعة تطوعية تدعى (الجمعية الكويتية لحماية الحيوانات ومواطنها) تأتي في كل نهاية أسبوع من الصباح الباكر وحتى فترة المغرب لتنظيف الشاطئ وبشكل منظم، وهم موظفون من عدة شركات أجنبية غير وطنية تهتم بمشاركة المجتمع في الأمور المهمة بيئياً دون مقابل، أوضحت لهم من أنني من أهل المنطقة وقد سبق لي القيام بتأليف كتاب وكتابة مقالات عن مشاكل المنطقة وهمومها ومن ضمنها (البيئية) ولم يسبق لي أن شاهدت مثل هذه الحماسة لشاطئ المنطقة.
بينوا لي أن الاهتمام بالبيئة لا يعرف جنسية معينة بل نحن جميعا نشترك في هذا الكوكب، وللأمانة أثرت بي صورتين قاموا بعرضها لي وهي عبارة عن المنطقة قبل التنظيف وبعده حيث تبين الصورة الأولى وبشكل واضح مدى التلوث على البحر والتربة وفي الثانية نمو النباتات وفوقها الأشجار على المياه وبشكل كثيف على المنطقة وبفرق ثلاثة أشهر بين الصورتين، إن القيام بمثل هذه الخدمات للوطن هي بكل تأكيد ذات فائدة وليست (هينة) بل جداً ضرورية وتبني الدولة ممثلةً بوزاراتها وجمعيات النفع العام لمثل هذه النوعية من الأنشطة (متطلب) و(مستحق) وهذه المسؤولية تلقى على المواطنين أيضاً، لقد كان للقائي مع هذه المجموعة نهايتان (محزنتان) الأولى هي أنني أخبرتهم بأن جسراً سوف يقام على الجون الأمر الذي سوف يلحق خسائراً مؤكدة بيئياً والثانية بأن جمعيتهم لم يتم إشهارها حتى الآن، عندما سرت في السيارة مع صديقي أخبرته بأن جهودنا وجهود غيرنا جداً جميلة ولكنها غير مكتملة و(مبتورة).
تعليقات