ماضي الخميس يشرح المعارك بالسلاح الخفيف

زاوية الكتاب

كتب 593 مشاهدات 0


معالي الوزير هل تعرف لعبة الأسلحة الخفية؟ معالي الوزير... إذا قررت ان تصعد المنصة اليوم، فبالله عليك اسمح لي بدقيقتين من وقتك لأهديك النصيحة، أما اذا كنت قد قررت لأي سبب من الأسباب ألا تصعدها، فأرجو ألا تواصل قراءة هذا المقال «إذا كان الوزراء يقرأون أصلا!». يا سيدي... ضع في اعتبارك وأنت تقف اليوم شامخا أمام مستجوبيك، أنك تقف أمام الأمة في لحظة تاريخية قد لا تتكرر في حياتك، ولا بد ان تتذكر هذه المقولة الرائعة لجمال الدين الأفغاني: «من تولى زمام أمور الجمهور، فلا غنى له عن مرآة وكتاب تاريخ صحيح، فكما المرآة تريه شخصه على علاته، هكذا التاريخ ينقل أعماله». فاستحضر بالله عليك مرآتك لتعكس الحقيقة من خلالها، وأرجو ألا تخطئ خطأ الشيخ أحمد العبدالله وزير الصحة السابق، عندما كان مستجوبا فصدق من نصحه أو ورطه بعدم ذكر كل الحقائق، وان الاستجواب لن يصل إلى طرح الثقة، اقرأ كتب التاريخ في مسيرة التجربة الديموقراطية في الكويت، ستجدها وللأسف الشديد، قد علق بها الكثير الكثير من الشوائب التي تخفي بريقها وتخدش روعتها، وتكتم أنفاسنا ونحن نتباهى بها وسط الآخرين. تذكر التاريخ، واقرأ الاستجوابات الماضية، حين كانت الحكومة تستذبح من أجل وزرائها، لا أدري ان كنت يا معالي الوزير تعرف الكثير أو القليل من تفاصيل استجواب الدكتور يوسف الابراهيم حين كان وزيرا للمالية، حينها معالي الوزير عندما قالت الحكومة انها تقف معه كانت فعلا تقف معه، واستطاعت ان تغير مجرى التاريخ باللحظات الأخيرة، وكان لكل شيء ثمنه، حتى الفتاوى الدينية تدخلت في تغيير مجرى التاريخ، وتمت اعادة كتابة التاريخ من جديد بشكل آخر مختلف عما كان سيكتب عليه قبل صلاة الفجر من يوم الاستجواب! أما في استجوابك فها انت ترى كل شيء مغلقا، والدروب غير سالكة، فاللاعب الماهر الذي كان يحرك الدمى ليقدم لنا عرضا مسرحيا ساحرا وساخرا، خارج اللعبة أصلا، وغير متحمس للعودة الى الملاعب او قد لم يطلب منه دور في هذه المسرحية، خصوصا وانه يحتاج الى أدوات كثيرة كي يستطيع من خلالها ان يمارس دوره باتقان! إذا كنت اليوم ستواجه خصومك فكن فارسا مقداما، واجه بشراسة واضرب بعنف، ولا تخش في الحق لومة لائم، قل الحقيقة ولا تجامل، انتصر لنفسك قبل ان تسعى الى الحفاظ على كرسيك، واجعل المواجهة اليوم نقطة فاصلة وحاسمة في تاريخ الاستجوابات في الكويت، وفي تاريخك، اذا كانت لديك حقائق، فبالله عليك قم بكشفها، واذا كانت هناك أخطاء فاعترف بها، واذا كان هناك تجاوزات فلا تحاول ان تخفيها، وإذا كانت هناك مستمسكات على بعض الاعضاء فدحرجها، كما كرة النار لتشتعل بهم، وإذا سألوك عن الشيخ علي الخليفة فلا تخف حقيقة مشاعرك تجاهه، قل هو استاذي وأستشيره... قل انا معجب به، قل ما شئت ان تقول، ولكن وضح موقفك، وأسبابك، فالتاريخ اليوم يا معالي الوزير سيكتب أهم لحظة في تاريخك... ولن يرحمك أو يجاملك. قبل ان يطرحوا بك الثقة، اكتسب ثقتك بنفسك... واكسب تاريخك، واكسب مستقبلك، واكسب سمعتك، ولا مانع حينها ان تخسر اللقب والمنصب، أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك لا تخف شيئا، حتى لو نصحك عرابوك بالتهدئة، أو طالبوك بغض النظر عن بعض الحقائق والمعلومات فلا تصغ لهم، واستمع فقط لهمس رواة التاريخ ماذا سيكتبون عنك، وبماذا سيعلقون على استجوابك، استمع الى صرير الأقلام وهي تدون هذه اللحظة الحاسمة «التاريخ ما زال يكتب بالحبر والقلم وليس بالكمبيوتر»، واختر ما تحب ان ينقلوا عنك، وكيف تتمنى ان يصفوا معركتك! إنه قرارك فاختر أي الطريقين ستسلك! خصومك معالي الوزير... مستجوبوك ومؤيدوهم، سيستخدمون ضدك اليوم الأسلحة المشروعة وغير المشروعة كافة، سيقلبون تاريخك رأسا على عقب، سيفتحون الدفاتر كلها (هل تذكر شبابيك الوزير محمود النوري عندما استجوبوه جاؤوا بأوراق قضيته من مصر قبل عشرين عاما!). انهم محترفون فعلا في الاستجوابات (تذكرت تصريح سمو رئيس مجلس الوزراء بان لدينا فريقا محترفا في الاستجوابات خفت ان يكون مكونا من محمود النوري ومحمد أبوالحسن وعادل الطبطبائي!)... وأعلم انهم جاؤوك بأسلحة وطرق ووسائل مبتكرة، فأي الأسلحة أنت تملك لتواجههم بها؟ اليوم هم لن يرحموك وهدفهم الانتصار، واثبات انك غير قادر ولا تصلح لهذا المنصب، ويجب طرح الثقة فيك، وانت يجب ان يكون هدفك اليوم انك قادر، وانك أهل لهذا المنصب، حتى لو رغبت بعدم الاستمرار ضمن تشكيل الحكومة. نصيحتي لك اليوم يا معالي الوزير... قبل ان تصعد المنصة، صل ركعتين حمدا لله، وانظر في المرآة، واقرأ كتاب التاريخ الذي نصحتك في أول المقال ان تضعه في جيبك، وليستقر في يقينك انك لا تواجه خصومك من النواب فقط، بل انت اليوم تواجه نفسك وضميرك ووطنك وشعبك وأميرك الذي منحك الثقة، انت اليوم في مفترق الطرق، تكون أو لا تكون... كان الله في عونك... ودمتم سالمين.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك