عبدالكريم الغربللي يدعو إلى الاستعداد للحرب مع إيران

زاوية الكتاب

كتب 677 مشاهدات 0


الحرب تتراكم سحبها بمنطقة الخليج العربي بإيقاع متسارع، ويمكن رصد ذلك من خلال اكتمال وصول الدفعات الأخيرة المختلفة الأنواع من القوات، وفي مقدمتها الأميركية التي اكتظ بها حوض الخليج العربي لزوم الخيار العسكري من القوات الدولية إضافة إلى ذلك النشاط الدبلوماسي الدولي وجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكثفة في محاولة لإيجاد حل دبلوماسي لتداعيات البرنامج النووي الإيراني، واذا ما اضفنا إلى ذلك مقدار الارتباك والسلوك العصبي غير الودي وغير المعهود للجارة إيران وهو ما تمثل بتصريحات لمسؤول إيراني مفاده «إن دول الخليج ستكون هدفاً للصواريخ البالستية الإيرانية، وان إيران لن تضرب القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة فحسب، بل ستستهدف أيضا أهدافاً استراتيجية لدول الخليج»، ثم ما لبث أن أعقب ذلك التصريح الاعتداء على الدبلوماسي الكويتي بطريقة يصعب معها استبعاد التورط الرسمي الإيراني ما لم يكشف التحقيق غير ذلك، ولم تبادر الجارة إيران إلى الاعتذار الرسمي لدولة الكويت لهذا الحادث الشاذ في تاريخ العلاقات الكويتية-الإيرانية، فالأسف «Sorry» شيء، والاعتذار «Apology» شيء آخر، وهكذا تكتمل مكونات ولوازم العمل عسكري الرابع في فترة تكاد لا تتجاوز العقود الثلاثة في منطقة الخليج العربي، فالمواقف المتباينة والمتشددة الخالية من المرونة خلقت أجواءً مشحونة ومتوترة وسلوكاً إيرانياً متحفزاً وعصبياً غير متزن بما يهيئ لاندلاع الشرارة التي تشعل بارود الحرب... فهل نحن جاهزون لتداعياتها؟! رغم أن دول الخليج العربي تقع ضمن مسرح العمليات العسكرية المتوقعة، فإنها لا تملك ثقلاً في قرار منع الحرب، سوى التمني، لذلك علينا حيال ذلك ألا نستغرق طويلاً في التنظير واستبعاد احتمالات الحرب، فعندما يكون الأمر متعلقا بأمن الوطن ومن يعيش عليه من مواطنين ومقيمين، وبأمن المرافق المهمة بالدولة، فإن الواجب يحتم علينا الاستعداد لأسوأ الاحتمالات بخطة شاملة وبخطوات عملية متدرب عليها، وألا نكتفي ببيانات الجهات الرسمية بأنها مستعدة من دون أن يشرك الجمهور بالتدرب على هذه الاستعدادات حتى يعرف الجميع كيفية التصرف عند تفعيل خطة طوارئ وتقييمها وإجراء التعديلات اللازمة. إذ يجب توعية الجمهور بأن لا داعي للقلق من انقطاع المواد الغذائية والاستهلاكية… فخطوط الإمداد الجوي والبري لن تتأثر بالأحداث… ومن المهم مراقبة أسعار السلع بصورة دقيقة وحازمة منعاً للاستغلال… كما أن هناك بعض القطاعات المهمة المرشحة للتوقف بشكل مؤقت، أذكر منها الكهرباء والماء عند تعرض محطات الطاقة للقصف أو وصول بقع الزيت إليها… الوقود بأنواعه عند إغلاق المصافي… بالإضافة إلى ضرورة تخزين كميات احتياطية من الماء والوقود وتقنين توزيعها… كما يجب على وزارة الصحة الاستعداد والتدرب على التعامل مع الحالات المتوقعة... والواجب يحتم إعداد خطة يتم التدرب عليها لإخلاء المناطق المتاخمة لاحتمالات انبعاث الغازات والأبخرة السامة أو الضارة وأخص بالذكر المناطق القريبة من المصانع الحيوية في مناطق الكويت… وعلى وزارة التربية أن تكون مستعدة للتعامل مع الحدث بشكل مرن ومسبق… فتعطيل المدارس في بداية العمليات يمكن تعويضه بأيام السبت فيما بعد… ذلك خير من إغلاق المدارس في منتصف اليوم… «وتعالوا اخذوا عيالكم…»، كما أن إغلاق سوق الأوراق المالية بشكل مؤقت، هو أمر يجب أن يدرس بعناية… وأعد القراء الكرام بنشر مواصفات الملجأ الخاص بشكل تفصيلي... أما إمكانات الإنقاذ فهي في حد ذاتها بحاجة إلى عملية تقييم شامل وإنقاذ كبيرة، ولسوف نتناول ذلك الموضوع بشيء من التفصيل قريباً. نختم بالتحديات الأمنية فهي كبيرة وخطيرة ويجب مواجهتها بالتخطيط والإعداد الجيد والتنفيذ الحازم… فالتركيبة السكانية بلغت فيها أعداد بعض الجاليات نسبا كبيرة وغير أمنية... قد تخرج عن السيطرة إذا لم تتم معالجتها بالسرعة الممكنة وقبل فوات الأوان... وهناك أيضا بعض من تجاوز ولاؤه حدود وطنه وقد يعمل كطابور خامس بالتصريحات أو الفاكسات التي قد تستهدف الوحدة الوطنية... كما أن إعلان إيران في الفترة الماضية عن تجهيز أكثر من خمسين ألف مقاتل انتحاري للقيام بأعمال انتقامية عند تعرض إيران للعمل العسكري... هذا التصريح يجب أن يؤخذ على محمل الجد والحزم... وأخيرا نود أن نهمس في أذن الجارة إيران «هَدّئوا من روعكم... لم يفت الأوان للتراجع عن مواجهة المجتمع الدولي عسكرياً... لإنقاذ بلدكم ومنطقة الخليج من الدمار... حتى لا يصب ذلك في مصلحة الدول المعادية...».
الجريده

تعليقات

اكتب تعليقك