الضبع الأمعط في مقال ليعقوب حياتي
زاوية الكتابكتب يونيو 25, 2007, 1:02 ص 786 مشاهدات 0
جذوة إنسانية
الضبع »الأمعط« في الحياة السياسية الكويتية!
يقول المشتغلون في علم السياسة ان الانسان, من بين سائر المخلوقات, هو
»حيوان« سياسي, بمعنى انه مخلوق سياسي مسكون ومطبوع بالسياسة من الميلاد الى
الوفاة, حيث يتعاطى السياسة بأصولها الكبيرة ومشتقاتها التفصيلية في شتى
مناحي الحياة ودروبها من المهد الى اللحد, غير انه عند هؤلاء المختصين, رجح
استخدام مصطلح »الحيوان السياسي« على استخدام مصطلح »الانسان السياسي« ربما
لارتباطه بالحياة اليومية وكيفية تسييسها.
واذا كان عالم الحيوان بكل الحيوانات غير العاقلين المنتسبين اليه والذي يغدو
مشربا زاخرا من مشارب الاقتداء والتأسي في عالم السياسة بالنسبة للانسان
السياسي في بواعثه وسلوكياته واخلاقياته, كائن عاقل, واذا كان الفيل, كحيوان
ضخم شعارا سياسيا للبعض, واذا كان الحمار, كحيوان جلد, شعارا سياسيا, فلماذا
لا يكون »الضبع« كحيوان قذر, شعارا سياسيا في الحياة السياسية الكويتية
بالنسبة »لبعض الساسة الكويتيين«?
والضبع, وجمعها أضبع وضباع وضبع, يصنف في عالم الحيوان على انه ضرب من
السباع, وهو ذلك الحيوان الأميز في هيئته الخارجية المرقطة الغالبة, والأبشع
في سلوكياته الافتراسية البهيمية تجاه خصمه, والانتن في رائحته الصادرة منه
والمشمومة على بعد أو على قرب, والاقذر في غذائه اليومي القائم على الجيفية
الميتة المفضلة, والأنهز في اقتناص الفرص والهرب بالغنيمة بالبعد بغير الحق
من اصحابها الجديرين بها بالحق عن قرب, والأقوى في فكيه في القبض على قنصه من
صيده او من صيد غيره.
وأجزم يقينا وبلا تردد, ان »الضبع«, كحيوان سياسي رمز, عند »بعض« الساسة
الميكافيلليين الضبعيين الوصوليين من »بعض« السياسيين من الكويتيين في الحياة
السياسية الكويتية, يمثل لهم المدرسة النموذجية الحيوانية الامثل بالغدر
والانتهازية والافتراس ولبس الأقنعة المرقطة في الاقتداء والتأسي والتمثيل
على »بعض« المواطنين المنومين بطريقة التنويم المغناطيسي, تحت شعار حماية
المال العام وهم من اكبر سارقي المال العام وبالبلايين, ومن خلال القوانين
غير الدستورية والتشريعات الفاسدة من اجل المصالح الشخصية وتحت شعار حماية
الدستور وصون نصوصه والمجلس سيد قراراته, وهم من اكبر هاتكي نصوص الدستور
وفاتكي مواد القانون وفاتكي المبادئ حتى انه يمكن القول, باطمئنان تام, ان
هذا السياسي او ذاك في عالم السياسة في الحياة السياسية الكويتية, هو انموذج
الضبع »الأمعط« القذر في عالم الحيوان.
وعلى ضوء التجارب الشخصية والوقائع المؤكدة والممارسات القطعية والسوابق
المحسومة والمعايشة اللصيقة في الحياة السياسية الكويتية فإن هذا البعض من
الضبع »الأمعط« في الحياة السياسية الكويتية هو وراء وامام وفوق وتحت وفي
مقدمة ووسط ونهاية كل ازمة في دولة الكويت والمباشر لها او متسبب فيها او من
المستثمرين لها خير الاستثمار لأنه بكل البساطة هو الضبع »الأمعط« في الحياة
السياسية الكويتية خصوصا بعد ما طارت الفرائس والغنائم من بين فكيه المتوحشين
وأنيابه الجارحة ومخالبه الدامية من اجل المصالح الشخصية الخاصة.
وأود أن أسأل القارئ الكريم, في سبيل توضيح مضمون هذه المقالة: هل اتيحت له
الفرصة السانحة في غمرة تسارع نبضات الحياة ودقائقها وتدفق احداثها ان يشاهد
الضبع »الأمعط« في احد افلام عالم الحيوان ويراقب حالته البئيسة, وعينيه
الدامعتين, وحركاته المريبة, وتحركاته المرتبكة, ومناوراته اليائسة, وروغانه
المحترف, ومراوغاته المكشوفة, وكمونه الكسير, وانقضاضه المباغت على هدفه بعد
ان سلبته الحياة غنائمه وفرائسه وقدس اقداسه ضمن ادبيات اللعبة السياسية في
دولة الكويت?
ولا أعرف كيف فات زعيم الوصوليين والانتهازيين »ميكافيللي« صاحب مدرسة
»الغاية تبرر الوسيلة« ان يتخذ »الضبع« كحيوان شعارا لمدرسته السياسية, أسوة
بالفيل والحمار كبراءة اختراع لتنسجم اقواله مع شعاراته?
وعلى أي حال, فلقد تفوق البعض من الضبع »الأمعط« من الساسة الكويتيين حتى على
»ميكافيللي« نفسه الذي صار بالنسبة لهم من التلاميذ الصغار في مدرسة التلون
السياسي والوصولية والانتهازية السياسية, وكان لهم مكتسبات الحقوق الفكرية
والمصنفات الذهنية وقصب السبق.
ولكن, هل تستطيع ايها البعض من الضبع »الأمعط« ان تخدع كل الناس كل الوقت, مع
التأكيد ان في الجعبة الكثير من مشاريع الأزمات السياسية في المستقبل سواء
بالأصالة أم بالوكالة, وليس على المرء سوى الترقب والصبر والانتظار.
وللحديث بقية في مقالات لاحقة عن البعض من الضبع »الأمعط« في الحياة السياسية
الكويتية في الماضي والحاضر والمستقبل بمشيئة الله سبحانه وتعالى اذا دعت
الظروف ذلك, مع الأخذ بعين الاعتبار دلالة كلمة »الأمعط« في أدبيات اللغة
العربية وأدبيات الامثال الشعبية الكويتية, مع الاعتذار للضبع كحيوان غير
عاقل, ولكن ما عذر الضبع »الأمعط« وهو انسان عاقل ومدرك ومسؤول عن نواياه
وأفعاله تجاه نفسه وتجاه الغير وتجاه الوطن العزيز?!
* نائب ووزير سابق
د. يعقوب محمد حياتي *
السياسه
تعليقات